اقتصاد واشنطن يتأثر: زيادة دعم الجامعات الأجنبية بعد تقليص الميزانية الأكاديمية

تسعى جامعات حول العالم إلى توفير ملاذ آمن للطلاب المتضررين من حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب القمعية على المؤسسات الأكاديمية، مستهدفةً بذلك أفضل المواهب وجزءاً من مليارات الدولارات من الإيرادات الأكاديمية في الولايات المتحدة.
أهم الوجهات البديلة للطلاب الأجانب
كما تدرس جامعتا كيوتو وطوكيو اليابانيتان برامج مماثلة، بينما أصدرت هونغ كونغ تعليمات لجامعاتها باستقطاب أفضل المواهب من الولايات المتحدة.
ويأتي ذلك وسط استهداف اليابان زيادة عدد طلابها الأجانب إلى 400 ألف طالب خلال العقد المقبل، من نحو 337 ألف طالب حالياً.صرحت جيسيكا تيرنر، الرئيسة التنفيذية لشركة كواكواريلي سيموندز، وهي شركة تحليلات مقرها لندن تُصنّف الجامعات عالمياً، بأن جامعاتٍ رائدة أخرى حول العالم تحاول جذب الطلاب غير المتأكدين من الالتحاق بالولايات المتحدة.وأضافت أن ألمانيا وفرنسا وأيرلندا تبرز كبدائل جذابة بشكلٍ خاص في أوروبا، بينما تتزايد أهمية نيوزيلندا وسنغافورة وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية واليابان والبر الرئيسي للصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
كيف غيرت سياسة ترامب تفكير الطلاب؟
قال توم مون، نائب رئيس قسم الاستشارات في شركة «أكسفورد وكامبريدج آبليكيشنز»، التي تساعد الطلاب في طلبات الالتحاق بالجامعات، إن الطلاب من بريطانيا والاتحاد الأوروبي أصبحوا الآن أكثر تردداً في التقديم للجامعات الأميركية.وأفادت منظمة جامعات بريطانيا، وهي منظمة تروج للمؤسسات البريطانية، بارتفاع في طلبات الالتحاق بالجامعات البريطانية من الطلاب المحتملين في الولايات المتحدة، ومع ذلك، حذرت المنظمة من أنه من السابق لأوانه الجزم بما إذا كان ذلك سيُترجم إلى زيادة في عدد الطلاب المسجلين.فرضت إدارة ترامب تخفيضات هائلة في تمويل البحث الأكاديمي، وقيدت تأشيرات الطلاب الأجانب -خاصةً القادمين من الصين- وتخطط لزيادة الضرائب على الجامعات المرموقة.يزعم ترامب أن الجامعات الأميركية المرموقة هي مهد للحركات المناهضة لأميركا، وفي تصعيدٍ دراماتيكي، ألغت إدارته الأسبوع الماضي قدرة جامعة هارفارد على قبول الطلاب الأجانب، وهي خطوةٌ أوقفها لاحقاً قاضٍ فيدرالي، ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها «خسارةٌ للبشرية جمعاء».تأتي حملة ترامب الصارمة في مرحلة حرجة من عملية تقديم طلبات الالتحاق بالطلاب الدوليين، حيث يستعد العديد من الشباب للسفر إلى الولايات المتحدة في أغسطس آب للعثور على سكن والاستقرار قبل بدء الفصل الدراسي.
الطلاب الصينيون أكبر المتضررين
استُهدف الطلاب الصينيون بشكل خاص في حملة ترامب القمعية، حيث تعهد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوم الأربعاء باتخاذ إجراءاتٍ صارمةٍ ضد تأشيراتهم.أكثر من 275 ألف طالب صيني مسجلون في مئات الجامعات الأميركية، ما يوفر مصدر دخل رئيسياً لهذه الجامعات ومصدراً حيوياً للمواهب لشركات التكنولوجيا الأميركية.وفقاً لوزارة التجارة الأميركية، أسهم الطلاب الدوليون -54 بالمئة منهم من الهند والصين- بأكثر من 50 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي في عام 2023.
سمعة الدراسة في أميركا تتضرر
وأفادت شركة كيو إس للتحليلات بأن إجمالي عدد الزيارات لدليلها الإلكتروني «الدراسة في أميركا» قد انخفض بنسبة 17.6 بالمئة في العام الماضي، مع انخفاض الاهتمام من الهند وحدها بأكثر من 50 بالمئة.وقال تيرنر من كيو إس: «عادةً ما تظهر التأثيرات الملموسة على الالتحاق في غضون ستة إلى ثمانية عشر شهراً، وغالباً ما تستمر آثار السمعة لفترة أطول، لا سيما عندما يؤثر عدم اليقين بشأن التأشيرات وتغيير حقوق العمل على تصورات المخاطر مقابل العائد».وقد يكون خطر السمعة هذا، وما يترتب عليه من هجرة الأدمغة، أكثر ضرراً على المؤسسات الأميركية من الضرر الاقتصادي المباشر الناتج عن مغادرة الطلاب. (رويترز)