إطلاق مجلس شباب الإمارات للزراعة: خطوة هامة نحو مستقبل زراعي مبتكر ومستدام

إطلاق مجلس شباب الإمارات للزراعة: خطوة هامة نحو مستقبل زراعي مبتكر ومستدام

أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة والمؤسسة الاتحادية للشباب في دولة الإمارات، اليوم الجمعة، «مجلس شباب الإمارات للزراعة»، في خطوة مهمة نحو تمكين الكفاءات الشابة الإماراتية وتعزيز دورها في مستقبل القطاع الزراعي بدولة الإمارات.
جاء ذلك خلال فعالية عُقدت في اليوم الثالث من النسخة الأولى من المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي الذي يُقام برعاية الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وذلك في مركز أدنيك العين خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو 2025.

وفي كلمتها، قالت الضحاك: «يسرنا اليوم، ومن رحاب المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي، أن نعلن عن إطلاق (مجلس شباب الإمارات للزراعة)، هذه المبادرة النوعية التي نؤمن بأنها ستكون رافداً قوياً لمسيرتنا نحو تعزيز الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة. إن هذا المجلس يهدف ليكون منصة وطنية حيوية لتحويل رؤى الشباب إلى واقع ملموس لتعزيز قطاع الزراعة في دولتنا وتمكين شبابنا الإماراتي الطموح وتزويدهم بالمعارف والمهارات اللازمة، ودعم الابتكار والاستدامة، وتعزيز مشاركتهم الفاعلة في تطوير منظومة الأمن الغذائي وإيجاد حلول ذكية للتحديات البيئية والزراعية، بما يسهم في تحقيق رؤية الإمارات لمستقبل أكثر استدامة».وتوجهت إلى الشباب أعضاء المجلس قائلة: «رسالتي لكم هي رسالة أمل وثقة، أرى فيكم الأمل ومستقبل زراعة مزدهر بسواعدكم وأفكاركم ومقترحاتكم التي يملؤها الطموح والابتكار والمعرفة، إن اختياركم لعضوية هذا المجلس هو تكليف ومسؤولية كبيرة وثقة، فلتجعلوا من هذا المجلس منارة للابتكار، ومنصة للتأثير الإيجابي، وكونوا سبّاقين في طرح الأفكار الخلاقة، وفي تبني التقنيات الحديثة، وفي تعزيز الممارسات الزراعية المستدامة. وزارة التغير المناخي والبيئة ستكون دائماً داعمة لكم، وستوفر لكم كل الإمكانيات اللازمة لتمكينكم من تحقيق أهداف المجلس الطموحة».وقالت سناء بنت محمد سهيل: «يشكل إطلاق المجلس خطوة مهمة لتوجيه اهتمام الشباب أكثر فأكثر نحو الزراعة، وما يحمله القطاع الزراعي من بعد استراتيجي يصب في المصالح الوطنية الرئيسية ومن بينها ترسيخ قيم الانتماء والارتباط بالأرض والوطن، والتركيز على أهمية الزراعة كرافد اقتصادي ومصدر دخل مستدام، ما يعزز قدرة الشباب على تكوين الأسر، وينمي في نفوسهم أهمية بناء أسر قوية ومتماسكة».بدوره، قال سلطان النيادي: «تؤمن حكومة دولة الإمارات بأن الشباب هم القلب النابض لمسيرة التنمية، والمحرك الأهم نحو المستقبل، من خلال سياسات وطنية تهدف إلى تمكينهم واستثمار طاقاتهم في مختلف مجالات الحياة، إذ يشكل دعم الشباب أولوية استراتيجية تتجسّد في تأسيس المجالس الشبابية، وإطلاق الأجندة الوطنية للشباب 2031، لدمجهم في مسارات التنمية، الأمر الذي يفتح أمامهم آفاق الابتكار والمبادرة، ليكونوا شركاء حقيقيين في بناء وطن أكثر ازدهاراً واستدامة».وأضاف: «يشكّل مجلس شباب الإمارات للزراعة نموذجاً جديداً من مجالس الشباب القطاعية المتخصصة التي نعمل على تمكينها لتكون ذراعاً وطنيةً في مواجهة التحديات وابتكار الحلول، خصوصاً في القطاعات الحيوية كالأمن الغذائي والاستدامة البيئية، لا سيما أن مجالس الشباب اليوم لم تعد منصات للتعبير فقط، بل أصبحت مختبرات وطنية للأفكار، وشركاء في التخطيط والتنفيذ، وجسوراً تصل ما بين تطلعات الأجيال ومسارات الدولة المستقبلية».ويهدف المجلس إلى تمكين الشباب في القطاع الزراعي عبر تزويدهم بالمعارف والمهارات، وتشجيع البحث والابتكار في المجالات الزراعية الذكية والمستدامة، وإشراكهم في المبادرات الوطنية لتعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي، بالإضافة إلى رفع الوعي بأهمية الزراعة المستدامة بين أفراد المجتمع.ويتألف مجلس شباب الإمارات للزراعة من مجموعة من شباب دولة الإمارات من جميع إمارات الدولة ممن لديهم الخبرات الزراعية ويعملون في مختلف القطاعات الحيوية المعنية بالزراعة في الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمنظمات المعنية، وهم: مهره محمد حارب المزروعي، وسعيد أحمد خليفة الرميثي، وحمد محمد علي الكربي، وأسماء محمد عبد الله أمير، ويوسف علي غلام الرئيسي، وعبد الرحمن مسفر بودخان آل علي، وسالم سعيد عبد الله السعيدي، ومهره سعيد زايد المزروعي، وبشاير سالم عبيد الزعابي، ومنصور عبد الله يوسف الحوسني، وطيف إبراهيم علي الريسي، والمها عمر عبد الله محمد المهيري، وأمل سعيد عبد الله بن غليطه المهيري، وليلى أحمد الظاهري، وسعيد خالد بن بليله المهيري.الأسرة ركيزة لتعزيز الزراعة كأساس للتربية على الانتماء الوطني والبيئي تضمنت فعاليات يوم الشباب أيضاً عقد حلقة شبابية بعنوان «من الأسرة تبدأ الزراعة كأساس للتربية على الانتماء البيئي والوطني». أدارت الحلقة ليلى الظاهري، باحثة التنمية الزراعية بوزارة التغير المناخي والبيئة، وشارك فيها كل من الدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وسناء بنت محمد سهيل، والدكتور سلطان بن سيف النيادي.ناقشت الحلقة الدور المحوري للأسرة في غرس قيم حب الزراعة وأهميتها في نفوس الأبناء منذ الصغر، وكيف يمكن للزراعة أن تكون أداة لتعزيز الانتماء الوطني والبيئي، وتطرقت النقاشات إلى أهمية الموروث الزراعي في تعزيز الهوية الوطنية، وسبل تحفيز الأطفال والأسر على الاهتمام بالزراعة في ظل التغيرات التكنولوجية، إضافة إلى السياسات التي يمكن أن تسهم في جذب الشباب إلى المهن الزراعية المستدامة.وقالت الضحاك: «نستلهم من الوالد المؤسس، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، روح الالتزام بالاستدامة وأهمية الاحتفاء بتاريخنا وتراثنا من خلال حماية بيئتنا وصونها، فالزراعة تمثل إحدى أهم الركائز التي بنى عليها الوالد المؤسس الحس الوطني والانتماء، فمقولته (أعطوني زراعة أعطيكم حضارة) تحمل معنى عميقاً، وتؤكد أن بالزراعة نستطيع تدعيم دولتنا وضمان التنمية البشرية والاجتماعية».وأضافت: «إن غرس الزراعة في نفوس الأطفال والشباب هو غرس لقيم الانتماء والولاء، لأن غرس البذور في الأرض هو تعبير عن الارتباط بتلك الأرض والدفاع عنها، وهو ما يتجاوز كون الزراعة مجرد نشاط اقتصادي لتوفير الغذاء، ليحمل بين طياته شعوراً أكبر بالوطن ومستقبله، كما أن إعادة ربط الأطفال والشباب بقيمنا الوطنية وهويتنا الثقافية عبر الزراعة هو السبيل الأمثل لغرس الشعور بالمسؤولية تجاه تحديات الأمن الغذائي، وتعميق الوعي بأهمية التحرك لإيجاد حلول عملية لها من أجل مستقبل آمن غذائياً للأجيال القادمة».وقالت سناء بنت محمد سهيل: «الزراعة في دولة الإمارات هي أبعد من مجرد عمل أو مهنة أو مشروع، هي أسلوب حياة ومجموعة من القيم والثقافات والمبادئ المتأصلة في جذور مجتمع دولة الإمارات، هي انعكاس لهوية وطنية، نبرز من خلالها انتماءنا لأرضنا وولاءنا لقيادتنا».وأضافت سهيل: «أبناؤنا وأفراد أسرتنا هم مستقبل دولتنا ونهضة حضارتنا، بهم نحقق تطلعاتنا ومن خلالهم نوسع آفاقنا، علينا كأولياء أمور ومسؤولين عن بناء القيم والمبادئ لدى أبنائنا وشبابنا، أن نعزز في أنفسهم حب الزراعة ونغرس في قلوبهم أهميتها كرافد أصيل ليس فقط للنمو الشخصي، بل لتحقيق رفعة الوطن ورخاء المجتمع».من جهته، قال سلطان النيادي: «تولي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات أهمية كبيرة لغرس القيم الوطنية والوعي البيئي في نفوس الأجيال، كما تؤمن بأن الأسرة هي النواة الأولى لصناعة هذا الوعي، وأن الزراعة من أهم الممارسات لتأصيل الانتماء، وترسيخ الهوية الثقافية، لذلك فإن تمكين الشباب من اكتشاف هذا القطاع الحيوي، وربطه بمفاهيم الابتكار والاستدامة، يُعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق الأمن الغذائي وتعميق الشعور بالمسؤولية الوطنية تجاه المستقبل».وأضاف النيادي: «الزراعة اليوم باتت مساحة مفتوحة أمام الشباب لصياغة حلول جديدة، وتحويل التحديات إلى فرص تنموية، لتبدأ هنا الرحلة من الأسرة، وكل فكرة زراعية يطرحها الشباب هي مساهمة حقيقية في مستقبل الوطن، وكل مشروع يتم تنفيذه هو غرس لقيمة، وجسر نحو تنمية مستدامة تمتد لأجيال قادمة».يأتي تنظيم يوم الشباب وإطلاق مجلس شباب الإمارات للزراعة في إطار حرص الدولة على إشراك الشباب بفاعلية في مسيرة التنمية الشاملة، والاستثمار في طاقاتهم لضمان مستقبل مستدام ومزدهر للأجيال القادمة.المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي 2025 هو أحد مبادرات البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» الهادف إلى تحقيق وصية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بزراعة الإمارات ونشر الرقعة الخضراء في جميع أنحائها، كما يهدف البرنامج الرائد الذي انطلق العام الماضي، إلى دعم توجهات دولة الإمارات للتنمية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي الوطني المستدام، ويستهدف تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلّي ذي القيمة الغذائية العالية، كما يُعزز البرنامج منظومة الاستدامة البيئية من خلال المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية كمنتجات طازجة.