«أسبوع التصميم في موسكو».. شراكة ثقافية وتجارية بين روسيا والعالم العربي

«أسبوع التصميم في موسكو».. شراكة ثقافية وتجارية بين روسيا والعالم العربي

يُشكّل «أسبوع موسكو للتصميم والديكور الداخلي» منصة واعدة لتعزيز النشاط الاقتصادي الخارجي، حيث استضافت العاصمة الروسية النسخة السادسة من المعرض في الفترة من 22 إلى 25 مايو أيار، وشهدت الفعالية جلسة دولية خاصة شاركت فيها شركات روسية موجّهة نحو التصدير، إلى جانب 10 شركات استيراد من المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب.وأتاحت هذه اللقاءات التجارية الفرصة لتأسيس علاقات شراكة مع جهات دولية، وإبرام عقود تصدير مربحة، بالإضافة إلى وضع اللبنات الأولى لمشروعات كبرى مشتركة.

مشاركة من مختلف أنحاء العالم

ويُشارك في المعرض سنوياً متحدثون وشركات من مختلف أنحاء العالم، حيث جمعت نسخة هذا العام 46 شركة ومصمماً أجنبياً من 15 دولة، فيما استقطب البرنامج المهني أكثر من 180 متخصصاً من 12 بلداً، بينها الإمارات والهند والصين والمكسيك والأردن وكازاخستان والبرتغال وغيرها.
وعرض خبراء عالميون مشاريعهم وناقشوا أحدث اتجاهات التصميم وشاركوا أسرار النجاح في هذا القطاع.ومن أبرز الشخصيات التي شاركت في الفعالية، ريم بن كرم، إحدى أكثر النساء تأثيراً في دولة الإمارات العربية المتحدة والخبيرة في ريادة الأعمال الثقافية، وتشغل منصب رئيسة مجلس «إرثي للحرف المعاصرة»، وهي مؤسسة تُعنى بتمكين الحرفيات الإماراتيات، والحفاظ على الحرف العربية التقليدية مثل تطريز التلي وحياكة سعف النخيل (السفّة)، إلى جانب مساعدتهن على تطوير مشاريعهن وتوسيع حضورهن في الأسواق العالمية.وأكدت ريم بن كرم، أن مشاركة الفنانات العربيات في أسبوع موسكو للتصميم تعد خطوة مهمة لتعزيز التبادل الثقافي بين روسيا والإمارات، وتُشكّل دفعة قوية لإطلاق مشاريع مشتركة في مجال التصميم.وأضافت: «مشاركتنا في أسبوع موسكو للتصميم خطوة محورية في توسيع الانتشار العالمي لحِرف إرثي وخلق مشاريع تعاون جديدة. نحرص على تقديم رؤية تصميمية مميزة تجمع بين التقاليد الإماراتية والجماليات الحديثة، ونرى فرصاً واعدة في دمج الثقافتين الشرقية والروسية. فمثلاً، يُستوحى فن التلي الإماراتي من البحر والطبيعة، ويتناغم مع العناصر الطبيعية في الحرف الروسية». وتابع «مشاريعنا المستقبلية ستعتمد على هذه الإلهامات المشتركة لننتج أعمالاً تصميمية متقدمة تعكس حبنا المشترك للمواد الطبيعية والحِرف اليدوية».وبدعم من مجلس إرثي، تم تقديم الجناح الوطني لدولة الإمارات ضمن المعرض، حيث استعرض أعمالاً فنية أبدعتها نساء عربيات باستخدام تقنيات محلية، من بينها مصابيح ومزهريات مصنوعة من الطين وزجاج المورانو، وكراسٍ من الفولاذ المطلي، وسلال فواكه من الجلد النباتي المدبوغ، بالإضافة إلى دمى الماتريوشكا الروسية التي زيّنتها أنامل فنانات إماراتيات، وقد أظهر الجناح كيف يمكن للفن التقليدي أن يُعاد تقديمه بروح عصرية تُشكّل أساساً لحلول تصميمية مبتكرة.

أكبر حدث من نوعه في روسيا

ويُقام «أسبوع موسكو للتصميم» مرتين في السنة، ويُعدّ أكبر حدث من نوعه في روسيا، ولا يقتصر المعرض على تقديم منتجات الشركات المحلية والدولية إلى الجمهور والمصممين المحترفين، بل يُشكّل أيضاً منصة حيوية لدعم المصنّعين في تحقيق إمكاناتهم التجارية والتصديرية.وضم المعرض منتجات أكثر من 1200 شركة روسية وأجنبية متخصصة في صناعة الأثاث والديكور ومواد التشطيب، ما يعكس حجم التنوع والابتكار الذي يتمتع به قطاع التصميم في روسيا والعالم.