رسوم ترامب تؤثر سلبًا على المستثمرين الصغار.

رسوم ترامب تؤثر سلبًا على المستثمرين الصغار.

في أميركا، لم تعد المتاعب التجارية مقتصرة على جلسات المفاوضات في واشنطن أو أروقة منظمة التجارة، بل أصبحت تؤرق صغار المستثمرين وتهدد استمرارية أعمالهم. ففي ظل موجات متلاحقة من الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب منذ أبريل نيسان، باتت الشركات الصغيرة تكافح للبقاء وسط ما تصفه بـ«فوضى اقتصادية» تسببت فيها القرارات المتقلبة للحكومة الأميركية.
عبّرت الرئيسة التنفيذية لشركة إرث كويكر للأجهزة EarthQuaker Devices، جولي روبينز لصناعة معدات الموسيقى في أوهايو، عن قلقها بالقول «أخشى أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى انقراض جماعي للشركات الصغيرة».

في الثاني من أبريل نيسان، أعلن ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على واردات متعددة، لتبدأ بعدها دوامة من التعديلات والتراجعات، منها تجميد رسوم متبادلة مع غالبية الدول باستثناء الصين، ثم استثناء بعض الإلكترونيات مثل الهواتف الذكية، ثم تهديد أبل برسوم جديدة إن لم تصنع داخل أميركا. وفي خضم ذلك، تم تأجيل رسوم أوروبية إلى التاسع من يوليو تموز، ثم تدخلت المحاكم الأميركية بحكم يُقيّد سلطاته قبل أن تُجمده محكمة استئناف في اليوم التالي، ما زاد تعقيد المشهد.الضغوط لا تتوقف عند الداخل الأميركي. تأثرت شركات مثل مانلي لابز Manley Labs، المتخصصة في معدات الصوتيات، سلباً بالرسوم الانتقامية التي فرضتها الصين على المنتجات الأميركية. تقول المديرة التنفيذية للشركة، إيف آنا مانلي، إن مبيعاتهم تراجعت بنسبة 19 في المئة مقارنة بالعام الماضي، ما اضطرهم لتقليص ساعات عمل موظفيهم بنسبة 25 في المئة، وجمّد جميع عمليات تطوير المنتجات. وتضيف «أنا غاضبة لأن حكومتي هي من فعلت هذا بي». تحاول بعض الشركات التكيف عبر تنويع مصادر الإنتاج وتوسيع الأسواق الخارجية.. بدأت شركة إنتويشن روبوتيكس Intuition Robotics مثلاً، التي تصنع روبوتات رفيقة للمسنين، تخطط لإنتاج خارج الصين وتتوسع في أسواق بديلة. يقول رئيس استراتيجياتها أساف غاد «ربما حان الوقت لنتوقف عن وضع كل البيض في سلة واحدة».لكن ليس كل الشركات قادرة على نقل عملياتها بسهولة، وأوضحت مديرة شركة ويلو Willow المتخصصة في أجهزة طبية للأمهات الجدد، سارة أوليري، أن طبيعة منتجاتها لا تسمح بتغيير خطوط التصنيع بسرعة، ما اضطرها لتجميد تصدير أحد منتجاتها المصنوعة في الصين بسبب ارتفاع التكلفة. ورغم ارتياحها المؤقت بعد قرار المحكمة ضد الرسوم، إلا أنها تقول «الفوضى مستمرة، وكل شيء غير مؤكد».وفي الوقت الذي يستمر فيه الجدل القضائي حول شرعية رسوم ترامب، يبدو أن الشركات الصغيرة هي التي تدفع الثمن، في معركة لا تملك فيها أدوات الصمود الطويل.