تصعيد جمركي جديد بين أميركا والصين يعصف بالأسواق

لم تنتظر الصين طويلاً للرد على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، فرفعت بكين التعريفات إلى 125 في المئة على واردات من الولايات المتحدة، في خطوة تضيف مزيداً من التوتر إلى حرب تجارية تشق طريقها بثبات نحو شلل شبه كامل للتبادل التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
لم يكن التصعيد الحالي مفاجئاً، لكنه يحمل مؤشرات على نقطة تحول، إذ رفع ترامب الرسوم على المنتجات الصينية إلى 145 في المئة، في أكبر قفزة منذ بدء النزاع.
تبادل الاتهامات وتمسك بالمواقف
لا يبدو البيت الأبيض مستعداً للتراجع، فقد كتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي أن سياسة الرسوم «مثيرة ومفيدة لأميركا والعالم»، بينما أشار المفاوض التجاري الأميركي جيميسون غرير إلى أن المشاورات جارية مع عدة شركاء، منها إسرائيل وتايوان، لمناقشة اتفاقات ثنائية تعزز «التجارة العادلة والمتبادلة».في المقابل، صعّدت الصين لهجتها الدبلوماسية، كتب المتحدث باسم سفارتها في واشنطن ليو بنغيو: «إذا كانت أميركا تريد فعلاً التفاوض، فعليها الكف عن التصرفات المتهورة والمدمرة»، مشدداً على أن بلاده «لن تتراجع من أجل العدالة العالمية».الملفت أن الصين، رغم رفعها الجديد للتعريفات، ألمحت إلى أنها لن ترد بالمثل في حال قررت واشنطن التصعيد مجدداً، ما اعتبره محللون في يو أس بي إقراراً بأن التجارة بين الجانبين «قد انتهت عملياً».
أوروبا تراقب بقلق و«هدنة هشة» لا تهدّئ الأسواق
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مهلة الـ90 يوماً التي منحها ترامب بأنها «وقف هش»، قائلاً إن «90 يوماً من عدم اليقين» تترك الشركات في حالة من الترقب على جانبي الأطلسي.كما أن من المقرر أن يعقد المفوض التجاري الأوروبي ماروش شيفشوفيتش اجتماعات مع مسؤولين أميركيين في واشنطن الأسبوع المقبل، فيما يبحث وزراء مالية الاتحاد كيف يمكن استغلال هذه الهدنة للدفع باتجاه اتفاق شامل.وفيما تتسارع الاتصالات، من المقرر أن تواصل الأسواق مسارها المضطرب، مع ترقّب المستثمرين تقارير الأرباح والتطورات النقدية، خصوصاً من البنك المركزي الأوروبي الذي سيجتمع الأسبوع المقبل وسط ضغوط متزايدة لخفض أسعار الفائدة.(رويترز)