90 يوماً لتوقيع 150 صفقة تجارية.. الأسواق المالية تشكك في قدرة ترامب

90 يوماً لتوقيع 150 صفقة تجارية.. الأسواق المالية تشكك في قدرة ترامب

قال ترامب ومستشاروه إن هذه هي الخطة من البداية: إخافة العالم من خلال الإعلان عن تعريفات جمركية مرتفعة بشكل غير معقول، ثم إجبار الدول على الدخول في مفاوضات، ومع استثناء الصين، التراجع عن أكثر الحواجز التجارية إيلاماً أثناء عمل أميركا على التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة في جميع أنحاء العالم.
الأسواق المالية غير مقتنعة، تذبذبت الأسهم بشكل حاد بينما ارتفعت التقلبات، والأسواق الأخرى، بما في ذلك النفط والسندات والدولار، ترسل رسالة واضحة من الشك العميق في قدرة ترامب على تحقيق هذا.

لكن المستثمرين في الأسهم يتداولون على حافة السكين، وأي إعلان صادر عن إدارة ترامب بشأن التعريفات الجمركية قد يتسبب في ارتفاع أو انخفاض حاد للأسهم، على سبيل المثال، هبطت الأسهم يوم الخميس بعد أن أوضحت إدارة ترامب الطريقة الحسابية التي استخدمتها لتحديد التعريفة الجمركية الضخمة بنسبة 145% على الصين، كانت السوق قد اعتقدت أن التعريفة كانت 125%. انخفض مؤشر داو بشكل حاد، حيث تراجع في وقت من الأوقات بأكثر من 2000 نقطة.في تاريخ مؤشر داو جونز الممتد لـ129 عاماً، أغلق المؤشر مرتفعاً أو منخفضاً بمقدار 1000 نقطة على الأقل في 31 مرة فقط، أربع من هذه المرات حدثت في الأسبوع الماضي.على الرغم من المكاسب التاريخية، يوم الأربعاء، بعد إعلان ترامب عن تهدئة، فإن الأسهم لا تزال تحت مستوى الأسعار الذي كانت عليه قبل أن يقدم الرئيس خطة التعريفات الخاصة بـ«يوم التحرير» في 2 أبريل.سوق السندات يتصرف بشكل غريب.عادةً ما يُتوقع أن ترتفع أسعار السندات خلال فترات الاضطراب، تعتبر السندات الأميركية تاريخياً من أكثر الأصول أماناً، مدعومة بالثقة الكاملة في الحكومة الأميركية.لكن السندات لا ترتفع، بل تنخفض.يرجع ذلك إلى أن المستثمرين فقدوا الثقة في السياسة التجارية الأميركية، ويخشون أن أميركا قد تتعرض لأضرار أكبر من الدول التي تستهدفها سياسة ترامب التعريفات، كما قال جيمي دايمون، الرئيس التنفيذي لبنك JPMorgan، في رسالته السنوية للمساهمين يوم الاثنين، إن سياسة «أميركا أولاً» لترامب قد تضر شركاءها الأكثر أهمية والمكانة الخاصة التي تتمتع بها البلاد في العالم.ارتفعت عوائد السندات الأميركية يوم الجمعة لتتجاوز 4.5% بعد أن كانت تحت 4% في وقت سابق من الأسبوع، يمثل ذلك تحركاً ضخماً في السوق. العوائد المرتفعة قد تؤذي الاقتصاد الأميركي، حيث إن العديد من القروض الاستهلاكية مرتبطة بتلك العوائد.قال محللون في Citi في ملاحظة يوم الجمعة: «الحركة الصعودية في العوائد كانت سريعة في السياق التاريخي ولم تقدم راحة للمستثمرين الذين يبحثون عن ملاذات في الأسواق المضطربة». سوق النفط تتداول كما لو أننا ندخل في ركود اقتصادي.انخفضت الأسعار في الأسابيع الأخيرة بسبب خوف المستثمرين من أن سياسة ترامب التجارية قد تؤدي إلى تقليص الطلب على السفر والشحن والنقل، وجميعها تتطلب الوقود.انخفض سعر النفط الأميركي إلى نحو 60 دولاراً للبرميل، وهو قريب من أدنى مستوى له في أربع سنوات، أما نفط برنت، المؤشر العالمي، فيتداول حول 63 دولاراً للبرميل، وهو أيضاً الأدنى منذ أبريل 2021.تعد أسعار النفط من المؤشرات الرئيسية للركود في السنوات الأخيرة؛ فقد تراجعت الأسعار بعد أن تجاوزت 100 دولار للبرميل لأول مرة مع بداية الركود الكبير في 2008، كما كانت الأسعار سلبية لأول مرة أثناء الجائحة عندما أصبح فائض النفط شديداً لدرجة أن التجار كانوا يدفعون لمرافق التخزين لأخذ النفط غير المرغوب فيه.الدولار انخفض الدولار يوم الجمعة إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، وهذا عكس ما يُتوقع عندما يتم فرض التعريفات الجمركية.عادةً ما ترفع التعريفات من قيمة العملة المحلية، لأنها تشجع السكان على شراء السلع المحلية بدلاً من الخيارات الأجنبية، ما يجعل أموالهم تمتد أكثر مقارنة بالعملات الأخرى.لكن تجار العملات قاموا ببيع الدولار، لأنهم يعتقدون أن أميركا ستتحمل العبء الأكبر من تبعات حرب ترامب التجارية وتنتهي في وضع أضعف مقارنة بما كانت عليه قبل فرض التعريفات.وصل الدولار، يوم الجمعة، إلى أدنى مستوى له مقابل اليورو منذ عام 2022، وهبط مؤشر الدولار الذي يقيس قيمة الدولار مقابل سلة من العملات، بنسبة 1.1% يوم الجمعة بعد أن تراجع بنسبة 2% يوم الخميس، هذه تحركات ضخمة في عالم تداول العملات.قال جو بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في RSM: «المستثمرون والبنوك المركزية يبيعون السندات والدولار بسبب فقدان الثقة والمصداقية في الأصول الأميركية»، وأضاف: «الفوضى المالية لها تكلفة».في هذه الأثناء، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى قياسي فوق 3200 دولار للأونصة يوم الجمعة، وقد ارتفع الذهب أكثر من 21% هذا العام وحقق أفضل ربع له منذ عام 1986، يُعتبر الذهب ملاذاً آمناً وسط عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.الصفقات التجارية على الرغم من الشكوك الكبيرة في الأسواق المالية بشأن قدرة إدارة ترامب على إنقاذ الفرصة التي خلقتها لنفسها لإبرام اتفاقيات تجارية ثنائية مع 150 دولة حول العالم، لا تزال الإدارة متفائلة.قال سكوت بيسينت وزير الخزانة، هذا الأسبوع، إن أكثر من 70 دولة طلبت لقاء ممثلي الولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة يمكن أن تخلصها من تأثير التعريفات القاسية لترامب، وعلى الرغم من أن الإدارة قدمت تفاصيل قليلة بشأن الدول التي تتفاوض معها، فقد قالت إنها ستفضل حلفاء مثل كوريا الجنوبية واليابان في المقام الأول.لكن الصفقات التجارية هي ترتيبات معقدة عادة ما يتم التفاوض عليها على مدار سنوات لا أشهر، وحتى إذا كان ترامب سيبدأ في التفاوض على التجارة مع جميع تلك الدول في فترة قصيرة —سواء كانت صفقات كاملة أو رسائل اتفاقية تحدد إطاراً للصفقة— فإن الصين، أكبر مصدر في العالم، تبقى الفيل في الغرفة.تبلغ التعريفات الأميركية على الصين الآن 145% على الأقل، وردت الصين يوم الجمعة بتعريفات جمركية على وارداتها بنسبة 125%، هذا سيسبب أضراراً كبيرة لأكبر اقتصادين في العالم، وقال كلا الجانبين إنهما غير راغبين في التراجع.قالت الصين بشكل مستمر إنها منفتحة على المفاوضات، لكنها ترغب في أن تتم العملية بطريقة تحترمها، وقد تجاهلت الصين تحذيرات أميركا بعدم زيادة التعريفات، وفقاً لمصدر مطلع على المناقشات.في هذه الأثناء، لم يتأثر الاقتصاديون بتغيير ترامب المفاجئ في الموقف، على الرغم من أن الاتفاقيات التجارية المفاوضة ستكون بلا شك أخباراً جيدة للاقتصاد، إلا أن الكثير من الأضرار قد تم بالفعل، كما جادل الاقتصاديون في وول ستريت، وتبقى التعريفات القاسية بنسبة 10% سارية، بالإضافة إلى 25% على السيارات وبعض السلع من المكسيك وكندا، و25% على الصلب والألومنيوم.لذلك، تقول كل من JPMorgan وGoldman Sachs إن احتمالية دخول الولايات المتحدة والاقتصادات العالمية في ركود هذا العام هي تقريباً رمية عملة.