الدولار ينخفض مع تزايد القلق بشأن الرسوم الجمركية وتباطؤ النشاط الصناعي في الولايات المتحدة

تراجع الدولار الأميركي بشكل واسع يوم الاثنين، متنازلاً عن المكاسب التي حققها في الأسبوع السابق، مع ترقب الأسواق لتداعيات سياسة الرسوم الجمركية التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتأثيرها المحتمل على النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم.
في المقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.8 في المئة إلى 1.14355 دولار، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر أبريل، مع ترقّب الأسواق لقرار البنك المركزي الأوروبي بشأن الفائدة هذا الأسبوع.وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداءه أمام ست عملات رئيسية، بنسبة 0.6 في المئة ليصل إلى 98.75، مقترباً من أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات عند 97.923 الذي سجّله في أبريل.

وجاء التراجع بعد إعلان ترامب يوم الجمعة عزمه مضاعفة الرسوم على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50 في المئة بدءاً من يوم الأربعاء، في حين ردّت بكين باتهامات مضادة ونفت انتهاكها لأي اتفاقيات تتعلق بشحنات المعادن الحيوية.وأكدت وزارة التجارة الصينية يوم الاثنين أن تلك الاتهامات «لا أساس لها»، متوعدة باتخاذ إجراءات قوية لم تُحدد لحماية مصالحها. وقال وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، يوم الأحد، إن اتصالاً مرتقباً بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ قد يُسهم في تهدئة الموقف.الضغوط البيعية تطول الدولارأشار مايكل براون، محلل الأسواق في شركة «بيبرستون» بلندن، إلى أن الضغط البيعي على الدولار كان واسع النطاق.وقال: في كل مرة تعود فيها مخاوف الرسوم الجمركية، نجد الجميع يعود إلى التداول على أساس بيع الأصول الأميركية.ضعف بيانات التصنيع الأميركيةزاد التراجع في الدولار بعد صدور بيانات أظهرت انكماش قطاع التصنيع الأميركي للشهر الثالث على التوالي في مايو، وتأخُّر الموردين في تسليم المواد بسبب الرسوم، ما يشير إلى احتمال وجود نقص في بعض السلع.أظهرت بيانات مبكرة أن قطاع التصنيع في أوروبا أحرز تقدماً نحو الاستقرار في مايو، بينما شهدت آسيا تراجعاً في النشاط الصناعي.وشهد الدولار تقلبات حادة في الأسابيع الأخيرة بسبب الحرب التجارية المتقلبة التي يقودها ترامب، ما دفع المستثمرين إلى التشكيك في اعتباره عملة ملاذ آمن، خاصةً مع تصاعد المخاوف من ركود اقتصادي محتمل في الولايات المتحدة.استمرار الضغوط رغم مقاومة الإدارة الأميركيةرغم تأكيد إدارة ترامب أن الرسوم الجمركية باقية، فإن التساؤلات تتزايد حول إمكانية تراجعها تحت الضغط.قال محللو «مورغان ستانلي» في مذكرة يوم الأحد: «نتوقع استمرار ضعف الدولار خلال الـ12 شهراً القادمة، نتيجة تقارب معدلات الفائدة والنمو في الولايات المتحدة مع نظرائها».القلق المالي يدفع نحو بيع أميركاأثارت المخاوف المالية موجة واسعة من بيع الأصول الأميركية، من الأسهم إلى سندات الخزانة، خلال الأشهر الأخيرة. وتتزايد هذه المخاوف هذا الأسبوع مع بدء مجلس الشيوخ مناقشة مشروع قانون لخفض الضرائب وزيادة الإنفاق، من المتوقع أن يضيف 3.8 تريليون دولار إلى الدين العام الأميركي البالغ 36.2 تريليون دولار خلال العقد القادم.(رويترز)