هدنة مهددة بالتفكك.. بكين تتهم واشنطن بإعادة إشعال الأزمة التجارية

هدنة مهددة بالتفكك.. بكين تتهم واشنطن بإعادة إشعال الأزمة التجارية

اتهمت الصين الولايات المتحدة بإثارة نزاعات اقتصادية وتجارية جديدة رداً على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي قال فيها إن بكين خرقت اتفاق الهدنة التجارية المبرم بين البلدين الشهر الماضي، والذي أوقف مؤقتاً حرب الرسوم الجمركية بينهما.
وأضاف البيان أن الولايات المتحدة تواصل من جانب واحد إثارة النزاعات الاقتصادية والتجارية، ما يزيد من حالة عدم اليقين والاضطراب في العلاقات الاقتصادية الثنائية، محذّرة من أنه «إذا أصرت واشنطن على مواقفها وواصلت الإضرار بمصالح الصين، فإن بكين ستتخذ إجراءات حازمة وقوية للدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة».

وجاء رد الصين بعدما كتب ترامب على منصة «تروث سوشيال»، الجمعة، أن الصين خرقت تماماً الاتفاق معنا.وأشار إلى أنه أبرم اتفاقاً سريعاً مع بكين لإنقاذها من وضع كان يظنه «سيكون سيئًا للغاية»، قبل أن يضيف بسخرية: انتهى زمن كوني لطيفاً!.اتفاق مهدد بالفشلوكانت مفاوضات جنيف بين البلدين قد أسفرت عن هدنة مدتها 90 يوماً لتخفيف الرسوم الجمركية المتبادلة، بهدف التوصل إلى اتفاق شامل، إلا أن هذا الاتفاق بات مهدداً بالانهيار، مع تبادل الطرفين الاتهامات بخرق روحه. وقد وصف مسؤولون أميركيون المحادثات بأنها «متوقفة»، مشيرين إلى أن تدخّل ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ أصبح ضرورياً لإعادة تحريكها.المعادن النادرة تشعل الخلاف من جديدأحد أبرز محاور الخلاف يتمثل في فرض الصين قيوداً على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وهي عناصر حيوية تدخل في صناعة الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية والطائرات المقاتلة مثل الـF-35.وكانت الولايات المتحدة قد توقعت أن ترفع بكين هذه القيود بعد اتفاق جنيف، لكن هذا لم يحدث، ما تسبب في استياء كبير داخل إدارة ترامب، ودفعها لاتخاذ سلسلة من الإجراءات المضادة.تضييق أميركي على هواوي والطلبة الصينيينفي تصعيد إضافي، فرضت واشنطن قيوداً جديدة على تصدير تقنيات حساسة للصين، كما منعت الشركات من استخدام شرائح الذكاء الاصطناعي التابعة لشركة هواوي، وأعلنت كذلك تقليص عدد التأشيرات الممنوحة للطلبة الصينيين، في خطوة أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية.وردت الصين على هذه الإجراءات في بيان لوزارة التجارة، الاثنين، قائلة إن الولايات المتحدة اتخذت سلسلة من الإجراءات التقييدية التمييزية ضد الصين، مثل فرض قيود على شرائح الذكاء الاصطناعي، ووقف بيع برامج تصميم الرقائق، وسحب تأشيرات الطلبة الصينيين.بكين تتمسك بالسيطرة.. قيود التصدير تُعقّد المشهدكانت الصين قد فرضت في 4 أبريل قيوداً على تصدير سبعة أنواع من المعادن الأرضية النادرة، ضمن ما اعتُبر رداً على الرسوم الجمركية الأميركية، لم تحظر بكين التصدير بالكامل، لكنها اشترطت موافقة حكومية لكل شحنة، ما يمنحها سيطرة أكبر على سلسلة التوريد.ووفقاً لـCNN، فإن هذا النظام ظلّ معمولاً به الشهر الماضي رغم المحادثات، وهو ما أثار حفيظة واشنطن.وفي مقابلة قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الصين تحجب بعض المنتجات التي وافقت على الإفراج عنها.وأشار إلى أن حلّ هذه الأزمة قد يتم خلال مكالمة مرتقبة بين ترامب وشي جين بينغ، والتي لم تُحدّد بعد.الصين تدعو للحوار.. واتهامات أميركية بالمماطلةمن جهتها، دافعت بكين عن سياستها، ووصفت القيود بأنها متوافقة مع المعايير الدولية، وليست موجّهة لدول بعينها.وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إن بلاده «مستعدة لتعزيز التعاون في مجال ضوابط التصدير مع الدول المعنية».لكن نيكولاس بيرنز، السفير الأميركي الأسبق لدى الصين، صرح لـCNN بأن الصين لم تفِ بالوعود التي قُطعت في اجتماع جنيف، مؤكداً أن بكين كانت «العامل الأكثر إرباكاً في التجارة العالمية خلال العقود الثلاثة الماضية».وأضاف بيرنز: على الصين أن تثبت جديتها في قضايا مثل الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا القسري، لتكون شريكاً تجارياً مسؤولاً.