ارتفاع أسعار النفط بسبب المخاطر الناجمة عن حرائق الغابات على الإمدادات الكندية وانخفاض قيمة الدولار

ارتفعت أسعار النفط بنحو 3% يوم الاثنين، رغم تمسك مجموعة «أوبك+» بخطط زيادة الإنتاج، وذلك في ظل تهديد حرائق الغابات في مقاطعة ألبرتا الكندية –وهي منطقة رئيسية لإنتاج النفط– للإمدادات، بالإضافة إلى الضغوط التي فرضتها تهديدات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية جديدة، ما أدى إلى تراجع الدولار الأميركي.
وأظهرت حسابات «رويترز» أن حرائق الغابات التي تشتعل في مقاطعة ألبرتا الكندية أثرت حتى الآن على نحو 7% من إجمالي إنتاج النفط الخام في البلاد. كما أقدمت شركتان تعملان في الرمال النفطية الحرارية جنوب مدينة «فورت ماكموري» –المركز الرئيسي لصناعة النفط– على إجلاء الموظفين من مواقع الإنتاج خلال عطلة نهاية الأسبوع وإيقاف عمليات الإنتاج كإجراء احترازي.
وعزز من ارتفاع الأسعار أيضاً تراجع الدولار الأميركي على نطاق واسع يوم الاثنين، وسط مخاوف من أن تؤدي التهديدات الجمركية الجديدة التي أطلقها ترمب إلى الإضرار بالنمو الاقتصادي وزيادة التضخم، ويجعل ضعف الدولار السلع المسعرة به –مثل النفط– أرخص للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى.كما أسهمت التوترات الجيوسياسية في دعم الأسعار، خاصة بعد تنفيذ أوكرانيا هجمات بطائرات مسيّرة على روسيا خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب ما ذكره خورخي ليون، من شركة «رايستاد إنرجي».وفي الوقت نفسه، ظل المستثمرون في حالة ترقب نتيجة الإشارات المتضاربة من محادثات إيران والولايات المتحدة، إذ قال دبلوماسي إيراني يوم الاثنين إن بلاده على وشك رفض عرض أميركي لإنهاء الخلاف النووي المستمر منذ عقود، رغم أن الجانبين أحرزا بعض التقدم بعد الجولة الخامسة من المحادثات التي عقدت الشهر الماضي في روما.وكان تحالف «أوبك+» –الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاءها– قد قرر يوم السبت رفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يومياً في يوليو، وهي الزيادة الشهرية الثالثة على التوالي بهذا الحجم، ضمن مساعيه لاستعادة الحصة السوقية ومعاقبة الأعضاء الذين تجاوزوا حصصهم المقررة.ونقلت «رويترز» عن مصادر مطلعة أن المجموعة قد تناقش زيادة أكبر في الإنتاج خلال الفترة المقبلة.وأشار متعاملون في سوق النفط إلى أن زيادة الـ411 ألف برميل يومياً كانت متوقعة وتم تسعيرها سابقاً في عقود خام برنت وغرب تكساس.وقال فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة «برايس فيوتشرز»: «كان المستثمرون يتوقعون أن ترفع المجموعة الإنتاج بأكثر مما فعلت، وأعتقد أنهم تفاجؤوا».وتتوقع «غولدمان ساكس» أن تنفذ «أوبك+» زيادة أخيرة في الإنتاج بمقدار 410 آلاف برميل يومياً في أغسطس، وقالت في مذكرة بحثية: «أساسيات سوق النفط في المدى القريب ما زالت ضيقة، والبيانات الاقتصادية العالمية جاءت أفضل من المتوقع، والدعم الموسمي في فصل الصيف من المرجح أن يحافظ على الطلب، ما يعني أن التباطؤ المتوقع في الطلب لن يكون حاداً بما يكفي لوقف زيادة الإنتاج».من جانبها، توقعت «مورغان ستانلي» أن تستمر الزيادة الشهرية البالغة 411 ألف برميل يومياً حتى تصل إلى إجمالي 2.2 مليون برميل يومياً بحلول أكتوبر، وأضاف محللوها: «مع هذا الإعلان الأخير، لا توجد مؤشرات تُظهر أن وتيرة زيادات الحصص بدأت تتباطأ».