موسم الصيف يرفع أرباح الوقود إلى ذروتها في العام

يشهد قطاع تكرير النفط العالمي فترة انتعاش قصيرة الأمد رغم التحديات، مدفوعاً بارتفاع هوامش التكرير التي منحت شركات التكرير متنفساً طال انتظاره، في ظل توقعات بضعف مرتقب لاحقاً هذا العام.
وفي المقابل، بقيت أسواق الوقود قوية، ما يشير إلى صمود الطلب رغم تصاعد المخاوف من تأثير التعريفات الجمركية العالمية.
هوامش تكرير قوية رغم الضبابية
قال المحلل في «سبارتا كوموديتيز»، نيل كروسبي، إن «هوامش التكرير قوية لأن توازن المعروض والطلب على المنتجات لا يزال ضيقاً»، وتعبّر هوامش التكرير عن الأرباح التي تحققها المصافي عند تحويل النفط الخام إلى وقود مثل البنزين والديزل.
وقبل أشهر قليلة فقط، حذّرت شركات الطاقة الكبرى مثل «بي بي» و«توتال إنرجيز» من أن عام 2025 سيكون صعباً على قطاع التكرير، إذ سجّلت أرباحاً فصلية أضعف نتيجة لانخفاض إيرادات الوقود. ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها التباطؤ الاقتصادي، وزيادة الاعتماد على السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى المنافسة القادمة من المصافي الحديثة في آسيا وإفريقيا.
مصافي مغلقة وأرباح صاعدة
بلغ متوسط هوامش التكرير العالمية 8.37 دولار للبرميل في مايو 2025، بحسب «وود ماكنزي»، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2024، لكنه لا يزال أقل بكثير من ذروته التي بلغت 33.50 دولار في يونيو 2022.وأسهم إغلاق العديد من المصافي في أوروبا والولايات المتحدة في تقليص النمو الصافي للقدرات التكريرية مقارنة بنمو الطلب، ما جعل المصافي العاملة أكثر ربحية نسبياً. وقد أُغلقت مصافي رئيسية مثل «غرانيجماوث» في أسكتلندا و«ويسلينغ» التابعة لشركة شل في ألمانيا، بينما تستعد مصافٍ أميركية مثل «هيوستن» و«لوس أنجلوس» للإغلاق خلال الأشهر المقبلة.كما أثرت الانقطاعات المفاجئة في الإمداد، مثل انقطاع التيار الكهربائي في شبه الجزيرة الإيبيرية، على طاقة تكريرية قدرها 1.5 مليون برميل يومياً، ما زاد من شح الإمدادات.وتشير بيانات «جيه بي مورغان» إلى انخفاض مخزونات الوقود في الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 50 مليون برميل خلال الفترة من يناير إلى مايو 2025.ويأتي هذا التراجع بالتزامن مع موسم الذروة في الطلب الصيفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، إذ يزداد استهلاك الوقود بسبب السفر البري والجوي.وفي الشرق الأوسط، يرتفع الطلب على زيت الوقود الثقيل في الصيف لتلبية احتياجات التبريد مع ارتفاع درجات الحرارة.
مكاسب مؤقتة؟
رغم التفاؤل الحالي، يحذر المحللون من أن هذه الطفرة في الأرباح قد تكون مؤقتة، فقد تؤدي التوترات التجارية وارتفاع الإنتاج مع سعي المصافي للاستفادة من الهوامش المرتفعة إلى تقويض السوق لاحقاً.وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينخفض نمو الطلب العالمي على النفط إلى 650 ألف برميل يومياً خلال بقية عام 2025، مقارنة بما يقارب المليون برميل يومياً في الربع الأول من العام الجاري، بسبب التباطؤ الاقتصادي الناتج عن الحروب التجارية.وفي هذا السياق، علّق أحد المتعاملين المخضرمين في سوق النفط قائلاً، «ينبغي على المصافي التحوّط الآن، لأن هذه قد تكون أفضل فترة يمرّون بها خلال العام».(رويترز)