تقرير «أوليفر وايمان»: 56% من السعوديين يتطلعون بإيجابية إلى مستقبل الاقتصاد

في انعكاس واضح لتحولات اقتصادية واجتماعية متسارعة، أظهر تقرير جديد صادر عن شركة “أوليفر وايمان” أن المستهلك السعودي بات أكثر وعياً بالقيمة، وأكثر حذراً في قراراته الشرائية، وسط تراجع في مستويات الادخار وزيادة التركيز على العروض والخصومات.
أبرز ما كشفه التقرير هو التوجه المتنامي نحو خفض الإنفاق على الكماليات، فقد أشار 39% من المشاركين إلى تقليص الإنفاق على المطاعم، و38% على الترفيه والأثاث المنزلي، و37% على الإلكترونيات.
تراجع في الكماليات… وصعود في الوعي المالي
أظهر التقرير ولاءً انتقائياً حسب الفئة والمنتج حيث عبّرت الفئة العمرية ما بين 18 و29 عامًا عن تفاؤل أقل مقارنة بمتوسط المشاركين، حيث بلغت نسبة المتفائلين ضمنها 49% فقط، وتُظهر هذه النتائج أهمية إعادة التفكير في كيفية استهداف هذه الفئة بتجارب تسوق مرنة وأسعار مدروسة.
فئات شابة أكثر تحفظاً
كما برز التقرير ولاءً ملحوظًا في فئة الأغذية الطازجة، إذ لم يبدِ سوى 15% رغبتهم في تقليص مشترياتهم منها، مقابل توجه 31% نحو مطاعم أقل تكلفة و30% نحو الاستفادة من العروض الترويجية في الترفيه والإلكترونيات.كما سلّط الضوء على أن قنوات الشراء لم تعد واحدة، إذ لا تزال المتاجر التقليدية مهيمنة لشراء المواد الغذائية، بينما تتصدر المنصات الرقمية في فئات الأزياء، والإلكترونيات، والترفيه، لا سيما عند التعامل مع علامات تجارية عالمية.ورأى التقرير أن هذه التحولات لا ترتبط فقط بسلوك المستهلك، بل أيضاً بديناميكيات السوق مثل تشبع القطاعات، تصاعد المنافسة السعرية، وظهور بدائل منخفضة التكلفة.
التكيّف أو الخروج من السوق
ودعا التقرير شركات التجزئة والسلع الاستهلاكية إلى التفاعل مع هذا التغير من خلال إعادة صياغة عروض القيمة، عبر سياسات تسعير مرنة ومنتجات بأسعار تنافسية دون التنازل عن الجودة وتحسين تجربة المتاجر الفعلية، من خلال تبني الأتمتة والذكاء الاصطناعي لتطوير الأداء والخدمة وتعزيز القدرات متعددة القنوات، عبر دمج البيع الرقمي بالتقليدي وتبني التجارة الاجتماعية.وخلص التقرير إلى أن السعودية تقف عند نقطة تحوّل في نمط الاستهلاك، حيث لم يعد المستهلك يبحث عن المزيد… بل عن الأفضل. وبالنسبة للشركات، فإن القدرة على قراءة هذه التحولات وتلبيتها بذكاء لم تعد خياراً، بل شرطاً أساسياً للبقاء.