ارتباك إدارة الطوارئ الأمريكية في التصدي لموسم الأعاصير

ارتباك إدارة الطوارئ الأمريكية في التصدي لموسم الأعاصير

أُصيب موظفو الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ بالارتباك، أمس الاثنين، بعد أن صرّح رئيس الوكالة بأنه لم يكن على علم بوجود موسم أعاصير في البلاد، وفقاً لأربعة مصادر مطلعة على الوضع.جاء هذا التصريح خلال إحاطة قدّمها ديفيد ريتشاردسون، الذي يرأس الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ منذ أوائل مايو، ولا يعرف الموظفون ما إذا كان تصريحه على سبيل المزاح أم في سياق آخر.

بدأ موسم الأعاصير في الولايات المتحدة رسمياً، يوم الأحد هذا الأسبوع، ويستمر حتى نوفمبر، وتوقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأسبوع الماضي أن يشهد موسم هذا العام ما يصل إلى 10 أعاصير.
وقال متحدث باسم وزارة الأمن الداخلي، الجهة المسؤولة عن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، إن هذا التصريح كان مجرد مزحة، وإن الوكالة مستعدة لموسم الأعاصير.قال المتحدث باسم وزارة الأمن الداخلي، التي تقودها كريستي نويم «إن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ تتحول من قوة ضاربة متمركزة في واشنطن العاصمة إلى قوة كوارث محدودة الانتشار، ودورها يقتصر على تمكين الجهات الحكومية من تقديم الإغاثة لمواطنيها».وأفادت المصادر لرويترز بأن ريتشاردسون صرّح خلال الإحاطة بأنه لن تكون هناك أي تغييرات على خطط الوكالة للاستجابة للكوارث، على الرغم من إبلاغه الموظفين في مايو الماضي أن هناك خطة جديدة.وتأتي تعليقات ريتشاردسون وسط مخاوف واسعة النطاق من أن رحيل عدد كبير من كبار مسؤولي الوكالة، وتخفيض عدد الموظفين، وتقليص الاستعدادات للأعاصير، ستجعل الوكالة غير مستعدة لموسم عواصف يُتوقع أن يكون أعلى من المعدل الطبيعي.وانتقد الديمقراطيون ريتشاردسون عقب تقرير رويترز.وكتب تشاك شومر، العضو الديمقراطي البارز في مجلس الشيوخ، على منصة X «لا أعلم سبب عدم إقالة ريتشاردسون حتى الآن».أصدر النائب بيني طومسون، العضو الديمقراطي البارز في لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، بياناً لوكالة رويترز جاء فيه «الاستجابة للكوارث ليست مزحة، وإذا كنت لا تعرف ما هو موسم الأعاصير أو موعده، فأنت غير مؤهل لإدارة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، علينا تعيين شخصاً خبيراً في هذا المجال».تقتل الأعاصير العشرات وتكلف الولايات المتحدة مئات الملايين من الدولارات سنوياً، وقد أصبحت العواصف أكثر تدميراً وتكلفةً بسبب آثار تغير المناخ.قالت ثلاثة مصادر إن تعليق ريتشاردسون الذي يزعم فيه جهله بموسم الأعاصير انتشر بين موظفي الوكالة، ما أثار حالة من الارتباك والقلق من عدم إلمامه بعمليات الوكالة.قال ريتشاردسون، الذي يفتقر بالفعل إلى الخبرة في الاستجابة للكوارث، خلال إحاطة أمس الاثنين، وهو اجتماع يومي لجميع الموظفين يُعقد عبر الهاتف ومؤتمرات الفيديو، إنه لن يُصدر خطة جديدة للكوارث لأنه لا يريد إجراء تغييرات قد تعوق عمل مجلس مراجعة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، وفقاً للمصادر.وأنشأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هذا المجلس لتقييم الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، برئاسة وزارة الأمن الداخلي وعضوية حكام الولايات ومسؤولين آخرين.

ارتباك الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ

قال أحد المصادر إن الجدل الدائر حول تحديث خطة الكوارث وغياب التوجيه الاستراتيجي الواضح قد خلقا حالة من الارتباك لموظفي الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.ولا يملك ريتشاردسون خبرة حقيقية تتعلق بالتغيرات البيئية وإدارة الطوارئ، فقبل انضمامه إلى الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، شغل ريتشاردسون منصب مساعد وزير الأمن الداخلي في مكتب مكافحة أسلحة الدمار الشامل، ثم عُيّن رئيساً جديداً لوكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية الشهر الماضي بعد إقالة سلفه، كاميرون هاميلتون، الذي أعلن خلافه مع ترامب بشأن مستقبل الوكالة، لكن مصادر أفادت رويترز بأن حلفاء ترامب كانوا يخططون بالفعل لإقالته من فترة لعدم رضاهم عما اعتبروه بطء جهود هاميلتون لإعادة هيكلة الوكالة.وكان ترامب قد صرّح بأنه يجب تقليص حجم الوكالة أو حتى إلغاؤها، مجادلاً بأن بإمكان الولايات تولي العديد من وظائفها، كجزء من عملية تقليص أوسع نطاقاً للحكومة الفيدرالية.وقد تم فصل نحو 2000 موظف بدوام كامل من الوكالة منذ تولي إدارة ترامب السلطة في يناير، وتم الفصل إجبارياً أو اختيارياً، وهذا الرقم يُمثل ثلث إجمالي عدد الموظفين. وعلى الرغم من تصريحات الوزيرة كريستي نويم بأنها تخطط لإلغاء الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ، فقد وافقت في مايو أيار على طلب ريتشاردسون بالاحتفاظ بحوالي 2600 موظف مؤقت في مجال الاستجابة للكوارث والتعافي منها، وهؤلاء من المقرر أن تنتهي مدة خدمتهم هذا العام، وفقاً لأحد المصادر، مؤكداً تقريراً سابقاً لشبكة إن بي سي نيو، وهؤلاء يمثلون نحو 40 في المئة من موظفي الوكالة الفيدرالية، وهم ركيزة أساسية لجهود الاستجابة الميدانية.ووفقاً لتقارير سابقة لرويترز، خفّضت الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ مؤخراً بشكل حاد من عمليات التدريب وورش العمل المتعلقة بالأعاصير لمديري الطوارئ على مستوى الولايات والحكومات المحلية.