أكبر الشركات تواجه التحديات.. رسوم ترامب تؤثر على مستوردي الصلب والألمنيوم

دخل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، رافعاً النسبة من 25 إلى 50 في المئة.
الألومنيوم.. نصف الاستهلاك الأميركي يأتي من الخارج
يمثل الوارد من الخارج نحو نصف الألومنيوم المستخدم في الولايات المتحدة، إذ استوردت البلاد ما قيمته 27.4 مليار دولار من منتجات الألومنيوم في عام 2024، وفق بيانات مرصد التعقيد الاقتصادي، وتعد كندا، تليها الصين والمكسيك، أبرز الموردين للولايات المتحدة.
أما على مستوى الشركات، فقد كانت شركة إي إس ويندوز، المتخصصة في الألومنيوم المعماري للنوافذ والواجهات، هي المستورد الأكبر بنسبة بلغت 18.4 في المئة من الشحنات، تلتها مجموعة إيكيا السويدية بنسبة 6.34 في المئة، وهي معروفة بمنتجات الأثاث الجاهز والمطابخ.كما سجلت شركات مثل نيسان وسلسلة متاجر دولاراما وشركة لوليكاب المتخصصة في مستلزمات الطعام والمشروبات، نسباً تجاوزت 3 في المئة لكل منها.وبرزت أيضاً شركات مثل كوستكو وسامسونغ وبوينغ ضمن قائمة كبار المستوردين.
الصلب: ربع الاستهلاك أميركي الصنع فقط
يستورد نحو 25 في المئة من الصلب المستخدم في أميركا، ويأتي الجزء الأكبر من المكسيك وكندا.في عام 2024، بلغت قيمة واردات الحديد والصلب نحو 49.7 مليار دولار، وكانت الصين أيضاً من بين أكبر الموردين.وفي ما يتعلق بالشركات، فقد كانت إيكيا من بين أكبر المستوردين لمواد الحديد والصلب المصنعة، إذ شكلت 5.85 في المئة من إجمالي الشحنات، تبعتها شركة سيغما كورب بنسبة 3.94 في المئة، ثم ستلفاست، وهي شركة متخصصة في تصنيع البراغي والمثبتات الصناعية، بنسبة 3.32 في المئة.كذلك سجلت شركة كريمزن لوجيك، وهي شركة تكنولوجيا عالمية، نسبة 3.21 في المئة، ومن الشركات الأخرى البارزة في هذا المجال يوجد زد إف فريدريشهافن الألمانية، وكونتيننتال ماتيريالز وشتيل وكوسينتينو.أما في فئة الحديد والصلب الخام، فقد استحوذت شركة تي بي في تِك، المتخصصة في تصنيع الإلكترونيات، على نسبة 18.9 في المئة من الشحنات. تلتها فالبروما ستينلس بنسبة 12.8 في المئة، ثم بروز ميكاترونيك سيستمز بنسبة 5.89 في المئة.وسجلت شركة روبرت بوش الألمانية نسبة 8.89 في المئة من الشحنات، ما يعكس الحضور الكبير للشركات متعددة الجنسيات في سلاسل التوريد الأميركية.
الرسوم ترفع التكاليف ولا تعزز الإنتاج المحلي
رغم أن الهدف المعلن من فرض هذه الرسوم هو تحفيز الاستثمار المحلي، فإن الواقع يشير إلى أن القدرة الإنتاجية الأميركية في الصلب والألومنيوم محدودة في الأمد القصير، وبالتالي من المرجح ألا تتراجع الواردات فعلياً ما لم تؤد زيادة الأسعار إلى خفض الطلب نفسه.ويحذر خبراء من أن رفع التكاليف على الشركات المصنعة التي تعتمد على هذه المواد سيؤدي إلى زيادة في أسعار المنتجات النهائية، ما يؤثر على القدرة الشرائية للمستهلكين، ويضغط على هوامش الربح في قطاعات أساسية مثل السيارات، البناء، والإلكترونيات.
رسالة من واشنطن: «قدموا أفضل عروضكم قبل يوليو»
كشفت مسودة خطاب حصلت عليها وكالة رويترز أن إدارة ترامب تسعى إلى تحفيز الشركاء التجاريين على تقديم «أفضل عروضهم» لتجنب موجة إضافية من الرسوم العقابية مطلع يوليو تموز.وفي هذا السياق، تبقى شركات مثل إيكيا ونيسان وسامسونغ وبوش عالقة بين تقلبات السياسة التجارية الأميركية والواقع التصنيعي الذي لا يحتمل تغييرات مفاجئة في تكاليف مدخلات الإنتاج.