المستشار الألماني الجديد يلتقي ترامب اليوم في المكتب البيضوي لأول مرة

المستشار الألماني الجديد يلتقي ترامب اليوم في المكتب البيضوي لأول مرة

سيجلس فريدريش ميرز، المستشار الألماني الجديد، في المكتب البيضاوي، اليوم الخميس، في أول لقاء شخصي له مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
كان اللقاء مع ترامب هو الحجر الغائب عن البناء الألماني، فرغم وجود مكالمات هاتفية بينهما، فإن المصافحة المصحوبة بنقرات الكاميرا السريعة ستُمثّل بداية جديدة للعلاقات الألمانية الأميركية.
إن مكانة ألمانيا كقوة اقتصادية عظمى في أوروبا وإعادة ميرز تموضعها كقائدة في الأمن الأوروبي، بما في ذلك الالتزام بتعزيز جيشها استجابةً لمطالب ترامب من أعضاء الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي، تؤكدان أهمية اللقاء.وتراجعت احتمالات حدوث هجوم دبلوماسي حاد، كما حدث مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي، ومؤخراً مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، وأغلب التوقعات ترجح أن الاجتماع الأميركي الألماني سيكون ودياً.صرح فولفغانغ إيشينغر، السفير الألماني السابق لدى الولايات المتحدة، لشبكة CNN بأن ميرز «مستعد تماماً» للاجتماع، وقال إن شخصية المستشار وأسلوبه في التواصل سيساعدانه على كسب تأييد الرئيس الأميركي، «إن ميرز رجل صريح، يقول ما يفكر به بشكل شفاف ومباشر».في الدقائق التي تلت فوز حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (يمين الوسط) بزعامة ميرز في الانتخابات الألمانية في 23 فبراير الماضي، قال ميرز «الأولوية القصوى هي تقوية أوروبا بأسرع وقت ممكن، حتى نحقق الاستقلال عن الولايات المتحدة تدريجياً»، مضيفاً أن إدارة ترامب «لا تهتم كثيراً بمصير أوروبا».ورغم هذا ترى كلوديا ميجور، نائبة الرئيس الأولى في صندوق مارشال الألماني، وهو مركز أبحاث يركز على العلاقات الأميركية الألمانية، أن «لهجة ميرز الحادة قد تراجعت» منذ الانتخابات.وأشارت إلى أنه في 8 مايو أيار، أجرى ميرز مكالمة هاتفية مع ترامب قال فيها «الولايات المتحدة لا تزال صديقاً وشريكاً لا غنى عنه لألمانيا»، ثم في قمة أعمال بعد بضعة أيام، كشف ميرز أنه دعا ترامب لزيارة ألمانيا، خاصةً بلدة باد دوركهايم الريفية، مسقط رأس جد ترامب لأبيه.ومؤخراً أعلنت ألمانيا توافقها مع الولايات المتحدة بشأن الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي (الناتو).أشار ميرز وحكومته إلى استعدادهما للامتثال لمطلب ترامب والمتمثل في زيادة الإنفاق الدفاعي لأعضاء الحلف إلى 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وحثّ ميرز الآخرين على الموافقة عليه.

المعضلة

شغل ميرز سابقاً منصب رئيس «أتلانتيك بروكه» (جسر الأطلسي)، وهو مركز أبحاث يُروِّج للعلاقات الألمانية الأميركية، وكان من أشدّ المؤيدين وقتها للاتفاقيات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعبّر صراحةً عن إعجابه بالرئيس الأميركي السابق رونالد ريغان، كما أنه مُلِمٌّ بعالم الشركات، حيث شغل عضوية العديد من مجالس الإدارات، بما في ذلك مجلس إدارة شركة الاستثمار العالمية الأميركية بلاك روك.وتكمن المعضلة في أن ألمانيا لا تستطيع تحمل التخلي المفاجئ للأميركيين عن أوروبا، لأنه على الرغم من الالتزامات الأوروبية بزيادة الإنفاق على الأمن، فإن بناء تلك القدرات يستغرق سنوات، ولكن ألمانيا بالطبع ترفض علاقات مع أميركا تقودها سياسات ترامب المناهضة للاتحاد الأوروبي.قال دبلوماسي غربي، غير مخول له بالتحدث، لشبكة CNN، إن كلمات ميرز الأخيرة قبل الاجتماع كانت «لأهداف تكتيكية وهناك أهداف استراتيجية».قال المصدر إن ميرز يرى أن ألمانيا «بحاجة إلى النمو والاهتمام بنفسها»، لكن المستشار لا يرى ذلك ممكناً خلال فترة حكم ترامب، وبالتالي لا يزال من مصلحة ألمانيا إقامة علاقة جيدة مع الولايات المتحدة وإيجاد طريقة للعمل معاً.