تراجع سهم تسلا بنسبة 9.36% بسبب توترات العلاقات بين ماسك وترامب

على إثر تزايد التوترات بين الصديقين القديمين، الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، انخفض سهم الشركة بنسبة 9.36 بالمئة.
كيف بدأ الشجار؟
ردّ ترامب، زاعماً أن ماسك مستاء لأن مشروع القانون يلغي المزايا الضريبية لشراء السيارات الكهربائية، بينما يخشى المستثمرون أن تُلحق علاقتهما المتوترة الضرر بإمبراطورية ماسك التجارية المترامية الأطراف.
قال ترامب: «انظروا، كانت لديّ علاقة رائعة مع إيلون، لا أعرف إن كنا سنستمر على هذا المنوال، لقد قال عني أجمل الكلام، ولم يشر إليّ شخصياً، هذا سيكون التالي، لكنني أشعر بخيبة أمل كبيرة».
سبب الشجار
تقترح نسخة مجلس النواب من مشروع قانون الميزانية إنهاء دعم السيارات الكهربائية، الذي يحظى بشعبية كبيرة، والبالغ 7500 دولار، إلى حد كبير بحلول نهاية عام 2025. قال جيد إليربروك، مدير المحافظ في شركة أرجنت كابيتال مانجمنت «يحمل مشروع قانون الميزانية آثاراً سلبية على تسلا مع انتهاء قروض السيارات الكهربائية، ومجرد خلافه مع ترامب بشكل عام يُشكل مخاطر على تسلا وشركات إيلون الأخرى».وأضاف دينيس ديك أن هجمات ماسك العلنية أزعجت المشترين الجمهوريين المحتملين لشركة تسلا، ووصف مسؤول في البيت الأبيض يوم الأربعاء تحركات الرئيس التنفيذي لشركة تسلا بأنها «مثيرة للغضب». وانضم الملياردير إلى صقور مجلس الشيوخ الجمهوريين المناهضين للعجز هذا الأسبوع ليجادل بأن مشروع قانون مجلس النواب لا يُحقق خفضاً كافياً للإنفاق.
تسلا ضحية علاقة الرئيس وماسك
وبالتزامن تقريباً مع قراره الانسحاب من أنشطة واشنطن، انخفض سهم تيسلا بنسبة 12 بالمئة منذ 27 مايو. شهد السهم تقلبات حادة منذ أن أيد ماسك ترامب في منتصف يوليو 2024 في حملته لإعادة انتخابه، إذ ارتفع بنسبة 169 بالمئة منذ ذلك الحين وحتى منتصف ديسمبر، تبع ذلك انخفاض بنسبة 54 بالمئة في أوائل أبريل نيسان مع تصاعد الاحتجاجات ضد «تسلا».وأدت قيادة ماسك لوزارة كفاءة الحكومة وتحالفه مع إدارة ترامب إلى عزوف بعض مشتري سيارات تسلا.وتراجعت مبيعات سياراته الكهربائية في أوروبا والصين وأسواق أميركية رئيسية مثل كاليفورنيا، حتى مع استمرار نمو مشتريات السيارات الكهربائية بشكل عام.وبدأ ماسك تدريجياً في الابتعاد عن البيت الأبيض في الأسابيع الأخيرة، متأثراً جزئياً بموجة الاحتجاجات ضد تسلا. قال المسهم في تسلا وكبير الاستراتيجيين في شبكة تداول الأسهم، دينيس ديك: «لا تزال سياسات إيلون ماسك تُلحق الضرر بالسهم، في البداية، انحاز إلى ترامب، ما أثار استياء العديد من المشترين الديمقراطيين المحتملين، والآن انقلب على إدارة ترامب».وبشكل عام، انخفضت أسهم تسلا بنسبة 25 بالمئة هذا العام، بما في ذلك خسائر اليوم الخميس، لكن الشركة لا تزال شركة صناعة السيارات الأكثر قيمة في العالم بفارق كبير، إذ تبلغ قيمتها السوقية نحو تريليون دولار، متجاوزةً بكثير قيمة تويوتا موتور البالغة نحو 290 مليار دولار. واعتمدت تسلا وشركات صناعة السيارات الأخرى على الحوافز لسنوات لزيادة الطلب، لكن ترامب وعد خلال الفترة الانتقالية بإنهاء الدعم.وقد تواجه تسلا انخفاضاً قدره 1.2 مليار دولار في أرباحها السنوية، بالإضافة إلى تراجع إضافي قدره مليارا دولار في مبيعات الائتمان التنظيمي بسبب تشريع منفصل لمجلس الشيوخ يستهدف تفويضات مبيعات السيارات الكهربائية في كاليفورنيا، وفقاً لمحللي جي بي مورغان.
باقي شركات ماسك تحت النظر
تهيمن شركتا ماسك الأخريان، سبيس إكس وستارلينك، على أسواقهما، لكنهما خضعتا أيضاً للتدقيق بسبب علاقة ماسك بترامب.غالباً ما تُعتبر هاتان الشركتان الخيار الأمثل لعمليات الإطلاق التجارية ونشر الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، وقد لجأت الحكومات الأجنبية بشكل متزايد إلى ستارلينك، حيث سهّلت علاقات ماسك الحصول على الموافقات التنظيمية.(رويترز)