بعد استحواذها من أوكرانيا.. موسكو تعتزم تشغيل محطة زابوروجيا للطاقة النووية

بعد استحواذها من أوكرانيا.. موسكو تعتزم تشغيل محطة زابوروجيا للطاقة النووية

تخطط موسكو لبناء خطوط كهرباء في جنوب شرق أوكرانيا المحتلة من قبل روسيا لربط محطة الطاقة النووية الرئيسية التي استولت عليها كجائزة حرب بشبكتها الكهربائية، وفقاً لتقرير جديد لمنظمة السلام الأخضر استشهدت به صحيفة نيويورك تايمز، وهو التطور الذي يقدم دليلاً على نية الكرملين إعادة تشغيل المحطة واستخدامها لأغراضه الخاصة.

روسيا تستولي على محطة زابوروجيا

واستولت القوات الروسية على منشأة زابوروجيا للطاقة النووية في بداية غزوها لأوكرانيا، ما أثار صدمة المجتمع الدولي وأثار مخاوف من وقوع كارثة نووية. 

ومنذ ذلك الحين، احتل الجيش الروسي، بالإضافة إلى فنيين من شركة روساتوم، الشركة النووية الحكومية الروسية العملاقة، المحطة التي تُعدّ أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، ما جعلها أداةً في الصراع. 
وحذّر خبراء، بمن فيهم خبراء من بيلونا، من إعادة تشغيل أيٍّ من مفاعلاتها الستة المعطلة قبل توقف القتال.ورغم ذلك، يظهر تقرير منظمة السلام الأخضر، الذي تحققت منه صحيفة نيويورك تايمز، صوراً التقطتها الأقمار الصناعية لخطوط كهرباء وأبراج ضغط عالٍ قيد الإنشاء بين مدينتي ماريوبول وبرديانسك الأوكرانيتين اللتين تحتلهما روسيا على بحر آزوف.ونقلت الصحيفة، عن منظمة السلام الأخضر قولها، إنه استناداً إلى موقع واتجاه العمل، فإن الخطوط الجديدة تهدف إلى ربط محطة فرعية للكهرباء بالقرب من ماريوبول كانت متصلة في السابق بمحطة زابوروجيا النووية، التي تقع على بعد نحو 230 كيلومتراً إلى الشمال الغربي.

تشغيل محطة زابوروجيا 

من جانبه قال رئيس مؤسسة الطاقة النووية الحكومية الروسية، إنه تم إعداد خطة لتشغيل محطة زابوروجيا للطاقة النووية على مراحل.وعلق الخبير النووي في بيلونا ألكسندر نيكيتين، قائلاً، إنه إذا خططت روسيا في نهاية المطاف لربط المحطة الضخمة بشبكتها الخاصة، فإن خطوط النقل مثل تلك التي رصدتها منظمة السلام الأخضر سوف تكون جزءاً مهماً من الوصفة.وليس هناك ما يُثير الدهشة في هذا، وإذا أُعيد تشغيل محطة زابوروجيا  للطاقة النووية، فلن يتم ذلك إلا بقرار سياسي، ولكن مهمة روساتوم وشركات الطاقة التابعة لها هي الاستعداد فنياً لذلك.في حين أشار أليكسي ليخاتشيف، رئيس شركة روساتوم، التي تزعم الآن سيطرتها على محطة زابوروجيا، إلى استحالة إعادة تشغيل المفاعلات حتى يتم التوصل إلى حل سياسي للحرب.لكن في الصيف الماضي، بدت التصريحات الرسمية، بالإضافة إلى اللافتات في أرض المجمع الصناعي المترامي الأطراف، وكأنها تُشير إلى استعداد روسيا لإعادة تشغيل المحطة قبل ذلك بكثير. وبعد عدة أشهر، أعرب الرئيس فلاديمير بوتين عن دعمه لإعادة تشغيل المحطة، لكنه لم يُحدد أي جدول زمني لذلك.

صعوبة التشغيل الآمن

وفي الشهر الماضي، طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إمكانية تولي الولايات المتحدة إدارة المحطة كجزء من خطة سلام من شأنها أن تجعل المحطة في نهاية المطاف تنتج الطاقة لكل من أوكرانيا وروسيا.ورفضت وزارة الخارجية الروسية هذا الاقتراح رفضاً قاطعاً بعد أيام، مؤكدةً في بيانٍ صريحٍ، أن المحطة مملوكةٌ للدولة الروسية. وصرح وزير الخارجية سيرجي لافروف لاحقًا خلال مقابلةٍ مع شبكة «سي بي إس نيوز» في الولايات المتحدة أن شركة روساتوم تُدير المحطة الآن، وأنه لا يعتقد أن «أي تغييرٍ ممكن».وتقع المحطة في منطقة زابوريزهجيا، الخاضعة للسيطرة الروسية، جنوب شرق أوكرانيا، مما يجعلها قريبة بشكل خطير من القتال، ما يجعل تشغيلها الآمن مستحيلاً، وأُغلقت جميع مفاعلاتها الستة بعد سيطرة روسيا على المحطة.  وكانت موسكو أشارت إلى نيتها إعادة تشغيل المحطة، حتى إنها أشارت في وقت ما إلى العام الماضي باعتباره العام المستهدف لبدء إنتاج الطاقة مرة أخرى، ولكن ذلك لم يحدث، فهل تنجح في تشغيلها في الفترة المقبلة؟