هدنة غير متوقعة في صراع المعادن: الصين تستأنف صادراتها إلى الولايات المتحدة

هدنة غير متوقعة في صراع المعادن: الصين تستأنف صادراتها إلى الولايات المتحدة

قال مصدران مطّلعان إن الصين منحت تراخيص تصدير مؤقتة لمورّدي المعادن النادرة المزوّدين لثلاث من كبرى شركات صناعة السيارات الأميركية، في وقت بدأت تظهر فيه اضطرابات في سلاسل الإمداد نتيجة القيود التي فرضتها بكين على تصدير هذه المواد الحيوية.
وكانت الصين قد قررت في أبريل فرض قيود على تصدير مجموعة واسعة من المعادن النادرة والمغانط المرتبطة بها، ما تسبب في إرباك سلاسل التوريد الخاصة بصناعة السيارات والطيران وأشباه الموصلات والمقاولين العسكريين على مستوى العالم.

وقد حصل مورّدو الشركات الأميركية الثلاث الكبرى—جنرال موتورز وفورد وستيلانتس (صانعة سيارات جيب)—  على تراخيص تصدير بعض المواد يوم الاثنين، وفقاً لأحد المصدرين.وامتنعت كل من جنرال موتورز وفورد عن التعليق، بينما أكدت شركة ستيلانتس أنها تعمل مع المورّدين لضمان سير عملية الترخيص بكفاءة، مشيرة إلى أنها تمكنت حتى الآن من معالجة التحديات الإنتاجية الفورية دون حدوث اضطرابات كبيرة.ولم ترد وزارة التجارة الصينية على طلب التعليق الذي أُرسل إليها عبر الفاكس.وقد أصبحت ضوابط الصين على صادرات المعادن الحيوية محوراً جديداً في انتقادات ترامب لبكين، إذ يرى أن الصين أخلّت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بشأن تخفيف الرسوم والعقوبات التجارية.ويوم الخميس، أجرى ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ مكالمة هاتفية مطوّلة لمناقشة الخلافات التجارية، وقال ترامب في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: «لم يعد هناك أي شك حول تعقيد منتجات المعادن النادرة»، وأكد الطرفان أن الفرق التفاوضية ستجتمع مجدداً قريباً.وقد بدأت شركات السيارات الأميركية بالفعل تشعر بتداعيات هذه القيود؛ فقد اضطرت شركة فورد إلى إيقاف إنتاج سيارة «إكسبلورر» الرياضية متعددة الاستخدامات في مصنعها بمدينة شيكاغو لمدة أسبوع في مايو، بسبب نقص في المعادن النادرة، بحسب الشركة.وتأتي الموافقة على تراخيص مورّدي شركات السيارات بعد أن منحت الصين الأسبوع الماضي تراخيص مماثلة لمورّدي شركة أميركية في قطاع الإلكترونيات، وأخرى في وقت سابق هذا الأسبوع لشركة غير متخصصة في قطاع السيارات، بحسب المصدر ذاته، الذي رفض الإفصاح عن أسماء الشركات.وقال أحد المصادر: «علينا أن نعطي الصينيين حسن الظن بأنهم يعملون على حل هذه الأزمة، الكرة الآن في ملعبهم لإثبات أنهم لا يستخدمون هذه المواد كسلاح سياسي».يُذكر أن وكالة «رويترز» كانت قد أفادت يوم الأربعاء بأن الصين أدخلت نظاماً جديداً لتتبع قطاع مغانط المعادن النادرة، في خطوة تهدف لتعزيز الرقابة ومنع التهريب.