مع تزايد أزمة المناخ، تشتعل النزاعات أكثر.. ما هي الصلة؟

مع تزايد أزمة المناخ، تشتعل النزاعات أكثر.. ما هي الصلة؟

توقع مسؤول المناخ في الاتحاد الأوروبي فوبكي هوكسترا، أن يؤثر التغير المناخي على نشوب الصراعات ليضاعفها أربع مرات إذا لم تحل الأزمة.
وأضاف: «لطالما كان الوصول إلى الموارد جزءاً من الصراعات والحروب، ولكن بالنظر إلى الآثار المأساوية لتغير المناخ، فإن هذا سيُضاعف التأثير أربع مرات».

تأثير التغير المناخي على الأنشطة العسكرية

وأوضح أنه تلقى اتصالات من كبار المسؤولين العسكريين خلال العام الماضي، راغبين في «مقارنة الملاحظات» حول كيفية تأثير ارتفاع منسوب مياه البحر والجفاف والفيضانات وحرائق الغابات على الأنشطة العسكرية، إضافة إلى احتمالية أن تُؤجج الهجرة وندرة الموارد الصراعات.
تواجه القوات العسكرية تحدياتٍ في ضمان قدرة معداتها وقواعدها على تحمل الظروف الأكثر قسوةً. قدّر مهندسو الجيش الأميركي أن أكثر من 60 في المئة من قاعدة نورفولك البحرية، أكبر قاعدة بحرية في العالم بولاية فرجينيا، قد تغمرها المياه في أعقاب عواصف عنيفة بحلول النصف الثاني من هذا القرن.ومن جهته أفاد حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عام 2023 بأن تزايد عدد أيام الحر الشديد في العراق يؤثر على مهمته هناك، إذ يمنع إقلاع المروحيات بسبب ارتفاع درجة حرارة الهواء وانخفاض كثافته، ويتسبب في عواصف رملية تُضعف الرؤية بشكل كبير.وفي العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، استُدعي الجيش للمساعدة في التعامل مع حرائق الغابات، في الولايات المتحدة، ذكرت وزارة الدفاع سابقاً أن تغير المناخ يزيد من الطلب على العمليات.وقال هوكسترا إنه ينبغي أن يصبح الجيش أكثر مراعاة للبيئة، ولكن «يجب ألا يكون ذلك على حساب قدراته القتالية».

الاتحاد الأوروبي مهدد

أوروبا هي أسرع قارات العالم ارتفاعاً في درجات الحرارة، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في أوروبا بمقدار 3 درجات مئوية على الأقل بحلول عام 2050 مقارنةً بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وفقاً لتقييمات الوكالة الأوروبية للبيئة، وكان عام 2024 هو العام الأكثر دفئاً على الإطلاق بالنسبة للقارة، حيث أثرت الفيضانات على 413 ألف شخص وأودت بحياة 335 شخصاً، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، ونظراً للمخاوف بشأن ندرة المياه، اقترح الاتحاد الأوروبي أول هدف له لتوفير المياه يوم الأربعاء.وأكد هوكسترا أن المناقشات جارية بشأن الميزانية متعددة السنوات القادمة للاتحاد الأوروبي، والمقرر اقتراحها هذا العام قبل أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2028، ولكن ينبغي على صانعي السياسات مراعاة العالم الذي يخططون له.وعلى الاتحاد الأوروبي الواقع بين ذوبان الجليد في القطب الشمالي وارتفاع درجة حرارة منطقة الساحل، أن يضع في اعتباره التهديدات الأمنية المتعددة الناجمة عن تغير المناخ، بما في ذلك ندرة الموارد وزيادة الهجرة والاعتماد على جهات مثل روسيا للحصول على السلع الأساسية، كما يمكن أن تُغذي هذه الآثار التطرف، بل وتزيد من الجرائم البسيطة، حسب هوكسترا.وأشار وزير الخارجية الهولندي السابق إلى أن أثينا، على سبيل المثال، شهدت «زيادة كبيرة في عمليات السطو والسرقة» خلال فترة الجفاف.

ترامب ضد حل أزمة المناخ

ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ترامب إلى تخفيف تركيز حلف شمال الأطلسي (الناتو) على تغير المناخ كقضية استراتيجية بالغة الأهمية. جعل الأمين العام السابق لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، من تغير المناخ ركيزةً أساسيةً في فترة ولايته- وهو جهدٌ يتعارض الآن مع وجهة نظر ترامب القائلة بأن تغير المناخ ليس من صنع الإنسان ولا يُمثل مصدر قلقٍ مُلح.ويتعرض هوكسترا أيضاً لضغوطٍ لحشد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدعم أهداف المناخ السامية للكتلة، بما في ذلك أن تكون أول قارةٍ خاليةٍ من الانبعاثات بحلول عام 2050.وذلك في قت حلّت الأولويات الاقتصادية والعسكرية محل المناخ في صدارة أجندة سياسة الاتحاد الأوروبي وسط مخاوف، لا سيما على الجناح الشرقي للكتلة، من روسيا العدوانية.