هل انتهى دور أمريكا في قيادة الاقتصاد العالمي؟

حذر رئيس الوزراء الكندي مارك كارني من أن «يوم التحرير» الذي أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الرسوم الجمركية على العديد من دول العالم قد يكون الخطوة الأولى التي تنهي قيادة أميركا لاقتصاد العالم وانتهاء دورها كحليف تجاري موثوق لدى العديد من الدول في العالم.
كارني ينذر بنهاية عصر السيطرة الأميركية
بصفته الرئيس السابق لكل من بنك كندا وبنك إنجلترا وخبيراً اقتصادياً مخضرماً في جامعتي أكسفورد وهارفارد، يمتلك كارني بالتأكيد الخبرة اللازمة لمساعدة كندا على التعامل مع هذا الواقع الجديد، إلا أن تحذيره الصارم يتجاوز الحدود الكندية بكثير.
وحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن زعماء العالم، بمن فيهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، قالوا إن الحرب التجارية الجارية ستكون لها عواقب «وخيمة» على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم وستقوض النظام التجاري العالمي.
ما مدى تأثير أميركا على الاقتصاد العالمي؟
الولايات المتحدة ليست فقط أكبر اقتصاد في العالم، بل هي أيضاً أكبر مستهلك للسلع والخدمات.ولتحديد مدى تأثير أميركا على الاقتصاد العالمي نعود لعام 2023 وفي ذلك العام وحده استوردت الولايات المتحدة سلعاً بقيمة 3.17 تريليون دولار إجمالاً، وفقاً لبيانات منظمة التجارة العالمية، أما الصين -ثاني أكبر اقتصاد في العالم- فهي مُصدّر صافٍ، وفقاً لصحيفة فاينانشال تايمز.ونتيجةً لذلك يعتمد الاقتصاد العالمي بشكل كبير على الاستهلاك الأميركي، وقد تُؤدّي أي حواجز تجارية مثل الرسوم الجمركية أو الحظر إلى عواقب وخيمة على جميع الدول تقريباً.ولهذا السبب يُحذّر كارني من أن سياسة ترامب للرسوم الجمركية قد «تُمزّق الاقتصاد العالمي» كما نعرفه.
الدولار.. عملة العالم
وحسب بيانات صندوق النقد الدولي تراجعت حصة الدولار في الاحتياطيات الدولية إلى 58 في المئة في عام 2024، وهو أدنى مستوى منذ عقود، وكانت حصة الدولار من الاحتياطيات تبلغ 70 في المئة في عام 2000.في ما يتعلق بالمعاملات اليومية تبلغ قيمة التعاملات بالدولار 6.6 تريليون دولار، ولهذا لا يعد أي تحرك في سعر العملة الأميركية مهماً فقط لواشنطن بل للعالم أجمع.فأي تغيير ولو كان بسيطاً في قيمة الدولار يؤثر بشكل مباشرة على أسعار سلع وأوصول رئيسية في العالم مثل النفط والذهب المقومة بالدولار، كما أن وول ستريت تضم أكبر بورصات العالم وتعتمد بشكل ليس هيّناً على استثمارات الأجانب التي تأتي في الأساس من ثقتهم في الدولار ومكانة أميركا كقوة عظمى.ويلتقي غداً في العاصمة البريطانية لندن مسؤولون أميركيون وصينيون رفيعو المستوى في محاولة لتهدئة الحرب التجارية الدائرة بين أكبر اقتصادين في العالم، في محاولة للحفاظ على النظام الاقتصادي القائم من الانهيار وسط تحذيرات من جهات عدة من خطورة استمرار التوترات التجارية الحالية.