الرسوم الجمركية بنسبة 145% على الصين تضرب صناعة الألعاب

كانت الألعاب المصنوعة في الصين معفاة من الرسوم الجمركية منذ فترة ولاية الرئيس دونالد ترامب الأولى، لكن هذا لم يعد الحال الآن.
الآن، أصبحت السلع المستوردة من الصين تخضع لرسوم جمركية ضخمة تصل إلى 145%، ومن المحتمل أن يستمر هذا الرقم في الزيادة مع تعهد بكين بالاستمرار في الرد على الرسوم الجديدة، وتهديد ترامب بالقيام بالمثل.
وقال إسحاق لارين، الرئيس التنفيذي لشركة MGA Entertainment الواقعة في كاليفورنيا، والتي تصنع دمى «براتز» و«إل. أو. إل. سوربرايز!»، بالإضافة إلى العديد من الألعاب الأخرى: «ليس أمامنا خيار سوى زيادة أسعارنا بنسبة مرتفعة من رقمين»، وأضاف: «حياة عملي التي استمرت 46 عاماً على المحك».«ماذا يجب أن أفعل؟ هل أبيع دمى بدون شعر؟»قال ترامب إن أحد دوافعه الرئيسية لفرض رسوم جمركية أعلى هو إعادة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة، ومع ذلك قال لارين إن الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين بنسبة 125% على الصادرات الأميركية ستجبره على تسريح العمال الأميركيين في مصنعه في هادسون، أوهايو، الذي يعمل فيه نحو 700 موظف، ويعود ذلك إلى أن العديد من السلع المصنعة هناك يتم شحنها إلى الصين.بينما تظل الغالبية العظمى من إنتاج MGA في الصين، فإن مصنعها في أوهايو ينتج العديد من منتجات «ليتل تايكس»، بما في ذلك سيارات الألعاب والصناديق الرملية، يمكن للمصنع تصنيع المزيد من الألعاب، ولكنّ «الأميركيين لا يريدون العمل في المصانع»، كما قال.حتى إذا لم يكن العثور على مزيد من العمال مشكلة، فإن تصنيع الألعاب التي تُصنع حالياً في الصين في المصنع الأميركي سيكلف أكثر، حتى مع الرسوم الجمركية الحالية، وفقاً له.علاوة على ذلك، يعد من الصعب بشكل خاص الحصول على المواد الخام اللازمة لصنع شعر الدمى محلياً.وأضاف لارين: «لا يوجد مصنع أميركي يمكنه صنع شعر للدمى، ماذا يجب أن أفعل؟ هل أبيع دمى بدون شعر؟».صنع في الصينأسباب لارين للبقاء مع الصين ليست فريدة من نوعها، فبينما قامت العديد من الصناعات، بما في ذلك تلك التي كانت معفاة سابقاً من الرسوم الجمركية الصينية، بنقل جزء كبير من إنتاجها بعيداً عن الصين، فإنها لا تزال —وبفارق كبير— المصدر الرئيسي للألعاب المستوردة إلى الولايات المتحدة.من بين ما يقارب 17.7 مليار دولار من الألعاب التي استوردتها الولايات المتحدة العام الماضي، جاء 75% منها، أي ما يعادل 13.4 مليار دولار، من الصين، وفقاً لبيانات وزارة التجارة الأميركية.وقال غريغ أهارن، الرئيس التنفيذي لجمعية الألعاب الأميركية: «هذا يعود إلى الثمانينيات وأوائل التسعينيات» عندما كانت الشركات تبحث عن وجهات منخفضة التكلفة لإنتاج الألعاب.وأضاف أهارن، الذي كان سابقاً المدير التنفيذي للتسويق في «توي آر أص»: «الصين تتمتع بأسعار عمالة أقل بكثير مقارنة بالكثير من مناطق العالم الأخرى، ما يساعد في خفض تكاليف تصنيع الألعاب وتقليل الأسعار للمستهلكين»، وأشار إلى أنه رغم التحديثات التكنولوجية الأخيرة، فلا تزال صناعة الألعاب تتطلب العمل اليدوي، مثل طلاء وجوه الدمى وألعاب الأكشن.وأضاف أن العديد من شركات الألعاب تُعتبر من الشركات الصغيرة، ومن الأسهل لها الاستفادة من البنية التحتية الحالية في الصين بدلاً من بناء مصانع في الولايات المتحدة من الصفر.«لا يوجد بديل على المدى القصير»قال أهارن: «لا يوجد بديل على المدى القصير، نعم هناك تصنيع يتم هنا في الولايات المتحدة، ولكن تلك هي أساساً الأشياء التي يمكن أن تتم أتمتتها بشكل كبير».وقال جاي فورمان، الرئيس التنفيذي لشركة «باسيك فان!»، وهي شركة ألعاب تصنع دمى «كير بيرز» وشاحنات «تونكا»، في مقابلة مع شبكة CNN في فبراير بعد فرض ترامب رسوماً 20% على الصين، إن سلسلة إمداده بأكملها توجد في الصين.وقال فورمان: «أدواتنا، وقاعدة مصنعنا، واتساق الإنتاج، وكيف يمكنك الصعود والمغادرة والذهاب إلى سوق آخر؟ هناك أشياء لا يمكنك صنعها (في الولايات المتحدة) جسدياً، أو إنتاجها هنا، والألعاب هي واحدة من تلك».وفي حديثه مع CNN بعد فرض الرسوم الجمركية بنسبة 145%، قال فورمان: «لقد تحول الوضع من مشكلة إلى أزمة بالنسبة لشركة باسيك فان! وصناعتنا بأكملها، هذا يهدد -ليس فقط سعر وكمية الألعاب التي ستكون في السوق- ولكن بقاء صناعتنا الفعلي».تهديد بقاء الصناعةإنها أزمة تواجهها العديد من شركات الألعاب، خاصة الآن، فقد كان من المفترض أن يضعوا طلباتهم لموسم الأعياد، ويعني فقدان الإيرادات أن العديد من الشركات «قد لا تتمكن من البقاء في السوق»، كما قال أهارن لشبكة CNN.وقد أوقفت شركة «باسيك فان!» جميع شحنات الألعاب، ما يضعها في وضع خطير، وقال فورمان: «لا يمكننا تحمل مخاطر عدم معرفة ما ستكون عليه الرسوم الجمركية عندما تصل السلع».لكن في الوقت نفسه، قال: «إذا لم يكن لدينا منتج، فلن يكون لدينا تدفق نقدي، وهذا يعني عدم وجود أموال لدفع الفواتير».(إليزابيث بوتشوالد CNN)