رسوم ترامب الجمركية تهدد شراكة سامسونغ وفيتنام

رسوم ترامب الجمركية تهدد شراكة سامسونغ وفيتنام

عندما التقى رئيس شركة سامسونغ للإلكترونيات، جاي ي. لي، برئيس وزراء فيتنام في يوليو، كان لديه رسالة بسيطة ليبثها: «نجاح فيتنام هو نجاح سامسونغ، وتنمية فيتنام هي تنمية سامسونغ»، قال لي لـ«فام مينه تشينه»، متعهداً بالاستثمار على المدى الطويل لجعل البلاد أكبر قاعدة تصنيع لها في مجال المنتجات المعروضة.
لقد جعلت هذه الخطوة الرائدة من سامسونغ أكبر مستثمر أجنبي ومصدر في فيتنام.

لكن هذا الاعتماد على فيتنام بدأ يهدد بالانعكاس بشكل سلبي، حيث تسابق هانوي للتفاوض مع إدارة ترامب لتقليص التعريفة المحتملة البالغة 46%، وهو ما كشف عن هشاشة نموذج التصدير في البلاد.بينما حصلت فيتنام وسامسونغ على مهلة هذا الأسبوع بعد أن أوقف ترامب المعدل عند 10% لمدة 90 يوماً، أظهرت مقابلات مع أكثر من عشرة أشخاص، بمن فيهم مَن في سامسونغ ومورديها، أن الشركة ستكون الضحية الرئيسية إذا تم تنفيذ التعريفات الجمركية الأميركية الأعلى في يوليو.وقال أحد المسؤولين في سامسونغ: «فيتنام هي المكان الذي نصنع فيه معظم هواتفنا الذكية، لكن التعريفات (في البداية) كانت أعلى بكثير مما كان متوقعاً للبلد؛ لذا هناك شعور بالارتباك داخلياً».حتى إذا توصلت الدولتان إلى اتفاق، فإن الفائض التجاري لفيتنام مع الولايات المتحدة، والذي يُقدر بنحو 120 مليار دولار قد وضعها في مرمى أهداف إدارة ترامب التي تستهدف مثل هذه الاختلالات، وتأمل هانوي في تخفيض الرسوم الجمركية إلى نطاق يتراوح بين 22% و28%، إن لم يكن أقل، وفقاً لما أوردته «رويترز».في خضم هذا الغموض، قال أربعة أشخاص مطلعين على الأمر إن سامسونغ ومورديها يفكرون في تعديل الإنتاج، وقد يتضمن ذلك زيادة الإنتاج في الهند أو كوريا الجنوبية، رغم أن هذه الخطوات ستكون مكلفة وتستغرق وقتاً طويلاً، كما أضافوا.رفضت سامسونغ التعليق حول كيفية التعامل مع تهديد التعريفات الجمركية، وقالت سابقاً إنها ستستجيب بمرونة للتعريفات الأميركية باستخدام سلسلة التوريد العالمية وبصماتها التصنيعية.كما لم ترد وزارة الخارجية ووزارة الصناعة في فيتنام على طلبات التعليق.تواجه منافستها أبل تحدياً أكبر، على الأقل على المدى القصير، حيث زادت التعريفات الأميركية على الواردات الصينية إلى 145%، تستورد أبل نحو 80% من هواتف آيفون المبيعة في الولايات المتحدة من الصين، وفقاً لشركة «كاونتر بوينت»، ولم ترد أبل على طلب تعليق.فقدان جاذبية التكلفة المنخفضةيعد خوف التعريفات الجمركية هو آخر تهديد في مشهد التصنيع في فيتنام، الذي أصبح وجهة شهيرة للشركات التي تتطلع إلى التنوع في ظل التوترات الصينية-الأميركية.لكن هذا الازدهار قد أسهم في مشكلات في توافر الكهرباء، كما قامت فيتنام بزيادة معدل الضريبة الفعالة على الشركات متعددة الجنسيات الكبرى بما يتماشى مع المعايير العالمية التي تقودها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهو ما اشتكت منه بعض الشركات لعدم تقديم تعويضات كافية لفقدان الحوافز الضريبية السابقة.علاوة على ذلك، أدى تدفق الشركات الأجنبية إلى تضييق سوق العمالة الماهرة وزيادة تكاليف الأجور، وفقاً لعدة شركات كورية جنوبية مقرها في فيتنام، وقال أحد الأشخاص إن الوضع أصبح «خطيراً جداً».وقد تتسبب الضغوط المتزايدة في أن تفقد فيتنام جاذبيتها الاستثمارية مقارنة بالدول الأخرى، وفقاً لبعض الاقتصاديين.وقال اقتصاديون من «نومورا» في مذكرة: «خسارة فيتنام قد تكون مكسباً للهند».تسعى الهند للتحرك بسرعة بشأن اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، وفقاً لما ذكره مسؤول حكومي في 10 أبريل، وكانت الدولتان قد اتفقتا في فبراير على العمل على المرحلة الأولى من الاتفاقية التي من المقرر إتمامها في نهاية هذا العام.وقد قدمت فيتنام بالفعل تنازلات للولايات المتحدة، بما في ذلك زيادة الواردات، وكانت من أوائل الدول التي أعلنت بدء محادثات تجارية مع إدارة ترامب بعد فترة التوقف المؤقت عن «التعريفات المتبادلة».لكن الشركات الأجنبية تشعر بالتوتر.قال كو تاي يون، رئيس غرفة الأعمال الكورية في فيتنام، إنه في البداية كان هناك «ذعر» بشأن تعريفات ترامب.وأضاف أن البعض وضع خططاً لخفض عدد الموظفين في المصانع المحلية دون تحديد. وأوضح كو، المدير العام لشركة Heesung Electronics، مورد LG Display، أنه في ضوء تعليق ترامب للرسوم الجمركية، أصبحت الشركات الآن في وضع «الانتظار والترقب». قال اثنان من الأشخاص إن سامسونغ لم تتخذ قرارًا بشأن كيفية الرد على الرسوم الجمركية في فيتنام نظراً لنهج ترامب المتغير، لكن أحد الخيارات هو إنتاج بعض طرازات الهواتف الذكية المتجهة إلى الولايات المتحدة في مصنعها في مدينة جومي الكورية الجنوبية.لم تتخذ سامسونغ قراراً بشأن كيفية الرد على التعريفات الجمركية في فيتنام في ظل التغير المستمر في نهج ترامب، لكن إحدى الخيارات هي إنتاج بعض نماذج الهواتف الذكية الموجهة إلى الولايات المتحدة في مصنعها في مدينة كومي بكوريا الجنوبية، كما قال شخصان.وقال أربعة أشخاص إن سامسونغ قد تزيد الإنتاج في الهند، لكنها ستحتاج أولاً إلى توسيع سلسلة توريد الهواتف الذكية هناك، حيث يمكن للهند حالياً التعامل مع نحو 20% فقط من إجمالي إنتاج سامسونغ.وتقدر «بي إم آي ريسيرش»، وهي شركة فرعية تابعة لشركة «فيتش سوليوشينز»، أن المنتجات الإلكترونية تشكل نحو 45% من صادرات فيتنام إلى الولايات المتحدة، ومن المرجح أن يقوم كبار المنتجين مثل سامسونغ بتقليص الإنتاج في انتظار انخفاض الطلب.كما تصنع سامسونغ أجهزة التلفزيون والأجهزة المنزلية وشاشات الأجهزة في فيتنام، وبلغت صادراتها نحو 54 مليار دولار العام الماضي، أي نحو 15% من إجمالي صادرات فيتنام، وفقاً لتقديرات الحكومة.بينما تزن سامسونغ خياراتها، تتصاعد المخاوف في صفوف عمال المصانع.وقالت نغوين ثي هاو، العاملة البالغة من العمر 39 عاماً في مصنع سامسونغ في تاي نجوين، شمال هانوي: «أخشى أن يقوموا بقطع كل شيء».(رويترز)