أزمة الرسوم الجمركية.. هل يستطيع ترامب إبرام 90 صفقة في 90 يوماً؟

أزمة الرسوم الجمركية.. هل يستطيع ترامب إبرام 90 صفقة في 90 يوماً؟

تسعى إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى إبرام 90 اتفاقية تجارية خلال 90 يوماً، إلا أن نجاح الإدارة في مواجهة التحديات التي تواجه الإدارة لحل الحرب التجارية التي شنها ترامب بسرعة أصبحت واضحة بالفعل، في الوقت الذي أعلن فيه بيتر نافارو، مستشار البيت الأبيض التجاري، قدرة البيت الأبيض على إنهاء هذه الصفقات.

غياب بيسنت

إذ سيكون كبير مفاوضي ترامب في مجال الرسوم الجمركية، بيسنت، في بوينس آيرس لإظهار الدعم للإصلاحات الاقتصادية في الأرجنتين، وليس في واشنطن.

وذلك في حين أن الاتحاد الأوروبي يعد من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بينهما نحو تريليون دولار العام الماضي، أما الأرجنتين فلا تمثل سوى 16.3 مليار دولار من إجمالي التجارة السنوية مع الولايات المتحدة.

فترة قصيرة على إبرام صفقات

قالت ويندي كاتلر، كبيرة المفاوضين السابقة لدى الممثل التجاري الأميركي، والتي ترأس معهد سياسات جمعية آسيا: «إن اتخاذ هذه القرارات سيتطلب مفاوضات جادة، ولا سبيل لنا خلال هذه الفترة الزمنية إلى إبرام اتفاقية شاملة مع أي من هذه الدول».من جهته قال بيتر نافارو، مستشار البيت الأبيض التجاري، على شبكة فوكس للأعمال يوم الجمعة إن بيسنت، والممثل التجاري الأميركي جيمسون غرير، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، قادرون على إنجاز هذه المهمة.وأضاف: «سنعقد 90 صفقة خلال 90 يوماً، هذا ممكن، وفي النهاية سيكون ترامب الرئيس، كبير المفاوضين، لا شيء يُنجز دون أن يُدقق فيه بدقة».وبدأ ترامب العد التنازلي لـ90 يوماً هذا الأسبوع عندما أوقف تطبيق رسومه الجمركية المرتفعة على العديد من الدول بعد أن شهدت الأسواق المالية حالة من الاضطراب بسبب مخاوف من الركود والتضخم، من بين عوامل أخرى، وقال إن فترة التوقف لمدة 90 يوماً ستسمح للدول بالتوصل إلى اتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة.

ترامب يحاول تهدئة الأسواق

ومن الأهداف الأساسية الأخرى خلال فترة التسعين يوماً استعادة ثقة الأسواق المالية، إذ باع المستثمرون سندات الخزانة الأميركية هذا الأسبوع، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض قيمة الدولار وسط مخاوف من ركود اقتصادي أميركي وعودة التضخم، وبلغ الذهب، الملاذ الآمن للمستثمرين في أوقات الأزمات، مستوى قياسياً مرتفعاً.وأفادت كاتلر أن هذه الاضطرابات ستضغط على فريق ترامب لتحقيق مكاسب سريعة، سيقع على عاتقهم عبء إثبات قدرتهم على إبرام اتفاقيات بسرعة مع الدول، وغرس الثقة في السوق ومع الشركاء التجاريين الآخرين بوجود مخرج.

مهمة ضخمة

قالت كاتلر إن التوصل لاتفاقيات تجارية ترضي ترامب والأسواق المالية «مهمة ضخمة»، إذ إن فريق ترامب سيضطر على الأرجح إلى إعطاء الأولوية للدول الرئيسية وتمديد فترة التوقف لمدة 90 يوماً لدول أخرى.حتى أصغر صفقات التجارة التي أبرمها ترامب خلال ولايته الأولى، وهي مراجعة أحكام السيارات والصلب في اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، استغرقت أكثر من ثمانية أشهر، بينما استغرقت اتفاقية التجارة الشاملة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا أكثر من عامين.لكن غرير، الممثل التجاري الأميركي، قال: «يمكننا الوصول إلى مرحلة يستطيع فيها الرئيس إبرام هذه الصفقات، يمكنه التفاوض، وإذا كانت هناك صفقة جيدة، فيمكنه النظر في قبولها، وإذا لم تكن كذلك، فسيفرض التعريفة الجمركية».

إدارة ترامب تحتاج إلى موظفين

أفاد دبلوماسيون أن العديد من المناصب الرئيسية لم تُشغل بعد، وأن المسؤولين الحاليين غالباً ما يكونون مشغولين بمهام أخرى، مثل مسؤولي وزارة الخزانة الذين التقوا يوم الجمعة مع أوكرانيا بشأن صفقة معادن بالغة الأهمية.قال غرير لقناة فوكس نيوز إن موظفيه، البالغ عددهم 200 شخص، يعملون على مدار الساعة، حيث يتم تبادل المقترحات مع نظرائهم الأجانب.ولم يُصادق مجلس الشيوخ على تعيين سوى مسؤول كبير آخر في وزارة الخزانة، وهو نائب وزير الخزانة مايكل فولكندر. ولم يُرشح ترامب أي شخص حتى الآن لمنصب وكيل الوزارة للشؤون الدولية، وهو المنصب الرئيسي، ويشغل مسؤول محترف منصب القائم بأعمال الوزير.ويعتمد الممثل التجاري الأميركي أيضاً بشكل كبير على الموظفين المحترفين، حيث لا تزال العديد من مناصب نواب الوزير الرئيسية شاغرة وتتطلب موافقة مجلس الشيوخ.وأضاف مصدر دبلوماسي ثانٍ أن من العوامل المُعقّدة الأخرى عدم اليقين بشأن مواقف الولايات المتحدة من المسائل التجارية، قائلاً إن كبار مستشاري ترامب التجاريين لديهم وجهات نظرهم الخاصة.وناقشت بعض الدول، بما في ذلك بريطانيا وأستراليا ودول أخرى، التجارة مع الإدارة منذ تنصيب ترامب في يناير، دون جدوى تُذكر.(رويترز)