باكستان تقلص الميزانية العامة وتزيد من مخصصات الدفاع لعام 2025-2026

أفاد مصدر قبيل الإعلان يوم الثلاثاء بأنه من المتوقع أن تخفض الميزانية الفيدرالية الباكستانية للسنة المالية 2025-2026 الإنفاق إلى 17.57 تريليون روبية، أي ما يعادل 62.30 مليار دولار من 18.9 تريليون روبية في العام السابق.
يواجه الاقتصاد الباكستاني حالياً تحديات، منها ارتفاع التضخم وعبء الديون، وتسعى الحكومة إلى استقرار الاقتصاد ومعالجة مشكلة الديون، وتواجه البلاد مدفوعات ديون خارجية ضخمة، كما أن احتياطياتها من النقد الأجنبي تتضاءل.
ولكن توقعت الحكومة معدل نمو اقتصادي بنسبة 4.2 في المئة في الفترة 2025-2026، ما يشير إلى توقع مسار إيجابي.
نظرة عن قرب لميزانية الاقتصاد الباكستاني للسنة المالية 2024-2025
تعلن الحكومة الفيدرالية كل عام عن ميزانيتها الاتحادية، وتتناولها وسائل الإعلام، تعتبر الميزانية نفسها عبارة عن مجموعة من الأرقام التي قد تعني الكثير أو لا تعني الكثير للمستمعين، ومع ذلك فإن لهذه الأرقام تأثيراً كبيراً على حياة ليس فقط دافعي الضرائب، بل على حياة كل مواطن في البلاد.يوضح الربح كيف يمكن للمواطن العادي فهم ميزانية الـ18.87 تريليون روبية التي أُعلن عنها اليوم في البرلمان.تُعدّ الميزانية السنوية محور السياسة الاقتصادية لأي دولة، ففي هذه الوثيقة تُقرر الحكومة ما إذا كانت ستزيد أو تنقص إنفاقها في قطاع مُعين، كما تُقدّر الحكومة الإيرادات التي ستُحصّلها من الضرائب ومصادر أخرى في الميزانية، وبناءً على هذه التقديرات تُخصّص الحكومة الميزانيات لمختلف القطاعات والوزارات والمحافظات.الجزء الأول من الميزانية هي الإيرادات، تتكون الإيرادات من أرصدة جميع إيرادات الميزانية، مثل إيرادات الإيرادات، والإيرادات الخارجية، وإيرادات الحساب العام، وتحتوي إيرادات الإيرادات على جميع الإيرادات الضريبية وغير الضريبية التي سيُحصّلها مكتب الإيرادات الفيدرالي والحكومة خلال تلك السنة.تُشكل هذه الموارد مجتمعةً الإيرادات الفيدرالية الإجمالية، هذا يعني خصم حصة المحافظات للوصول إلى صافي الإيرادات الفيدرالية المتاحة لتمويل نفقات الاتحاد، للسنة المالية القادمة، تُقدر إيرادات باكستان الصافية من الإيرادات المالية بنحو 10.377 تريليون روبية.في حين يُقدر إجمالي الإيرادات بأعلى مستوى له على الإطلاق عند 24.38 تريليون روبية، ويبلغ إجمالي الإيرادات، الضريبية وغير الضريبية، نحو 17.815 تريليون روبية.من المهم الإشارة إلى أن توزيع الإيرادات بين الحكومة الفيدرالية والمحافظات يسترشد بالمبادئ المنصوص عليها في جائزة التنمية الوطنية، تُحدد الجائزة حصة كل محافظة في مجمع الإيرادات الفيدرالية بناءً على عوامل مثل عدد السكان، والتخلف، والقدرة على توليد الإيرادات، ومؤشرات اجتماعية واقتصادية أخرى.ورغم انتقادات شديدة من خبراء اقتصاديين على مختلف المستويات لهذه الجائزة، فقد بلغت حصة المحافظات في ميزانية هذا العام 7.438 تريليون روبية، ومن المهم ملاحظة أن هذا المبلغ لا يتجاوز فقط إجمالي ضريبة الدخل المُقدر تحصيلها من جميع المُقدمين (5.4 تريليون روبية)، بل يُعادل أيضاً إجمالي الضرائب غير المباشرة التي يُقدر أن تُحصّلها باكستان خلال هذا العام، أي 7.45 تريليون روبية.قد تشمل الموارد الإضافية في الإيرادات عائدات الخصخصة، بالإضافة إلى الائتمان من القطاع المصرفي لتمويل النفقات الحكومية، وقد قدرت الحكومة عائدات الخصخصة بـ30 مليار روبية في العام المقبل، ما يُظهر أملها في خصخصة الشركات المملوكة للدولة (SOEs) الخاسرة.الجزء الآخر من الميزانية العمومية هو النفقات، تُقسّم النفقات إلى نفقات جارية ونفقات تنموية، وتُعرض بشكل منفصل لكلٍّ من نفقات حساب الإيرادات ونفقات حساب رأس المال.يُشير الإنفاق على حساب الإيرادات إلى ذلك الجزء من النفقات الذي يُغطى من موارد مثل إيرادات الضرائب والإيرادات، بينما يُشير الإنفاق على حساب رأس المال إلى النفقات التي تُموّل من القروض والتمويلات والائتمانات والمنح وغيرها من أشكال الاقتراض.تُقدّر نفقات الإيرادات للسنة المالية 2025 بنحو 17.2 تريليون روبية، أي ما يزيد بنحو 200 مليون روبية على الإيرادات المتوقعة.أكبر النفقات الجارية على حساب الإيرادات التي تتحملها باكستان هي الخدمة العامة وشؤون وخدمات الدفاع، تُركّز الخدمة العامة بشكل رئيسي على خدمة الدين المحلي والأجنبي، بالإضافة إلى ذلك تشمل النفقات الإدارية والبحثية للخدمة العامة، في حين تشمل نفقات الدفاع تكاليف الجيش وقوات الدفاع، ويبلغ مجموع هذه النفقات 15.75 تريليون روبية، وهو ما يمثل نحو 91 في المئة من إجمالي النفقات.