تسلا في مهب الريح: ما الذي يدفعها إلى هذا الموقف الحرج؟

تسلا في مهب الريح: ما الذي يدفعها إلى هذا الموقف الحرج؟

تواجه شركة تسلا، اختباراً وجودياً هذا الشهر مع سعيها لإطلاق «سيارات أجرة آلية» ذاتية القيادة في مقرها الرئيسي في أوستن بولاية تكساس، حيث يتزايد قلق مسؤولي السلامة العامة بشأن موقف الولاية المناهض للتنظيم تجاه المركبات ذاتية القيادة.

يعزو بعض المحللين والمستثمرين غالبية القيمة السوقية لأسهم تسلا إلى الآمال في سيارات الأجرة الآلية والروبوتات الشبيهة بالبشر التي لم تُحققها الشركة بعد.
وفي مكالمة أرباح العام الماضي، قال ماسك إن على المستثمرين «بيع أسهم تسلا» إذا لم يعتقدوا أن الشركة ستحل التحديات التكنولوجية للسيارات ذاتية القيادة.بالنسبة لمدينة أوستن، يُضيف إطلاق تسلا قلقاً إلى المشهد الخالي من اللوائح التنظيمية للسيارات ذاتية القيادة. وفي عام 2017، حظر المجلس التشريعي في تكساس على المدن تنظيم السيارات ذاتية القيادة كوسيلة لتعزيز نمو هذه الصناعة على مستوى الولاية.والآن، ومع انتشار هذه السيارات، يُطالب بعض السياسيين ومسؤولي السلامة العامة والمدافعين عن حقوق الإنسان بمزيد من القواعد.وقال الملازم ويليام وايت، من شرطة أوستن، إن ضباط شرطة أوستن يواجهون باستمرار مشكلات مع السيارات ذاتية القيادة من طراز ألفابت، ووايمو، وكروز التابعة لشركة جنرال موتورز، والتي توقفت عن العمل الآن، والتي تتجمد عند مواجهة مواقف مرورية معقدة، مثل المهرجانات التي يُوجه فيها الضباط حركة المرور بإشارات اليد. وأضاف أن السيارات تجاهلت حواجز المرور ودخلت مناطق محظورة، قال وايت، المشرف على سلامة المركبات ذاتية القيادة في الوزارة «لقد كان الأمر محبطاً للغاية من جانبنا من منظور السلامة»، معقباً «إذا كانت هذه الآلات تتعلم، فمن المؤكد أنها لا تتعلم بالسرعة الكافية».وأكدت شركة وايمو أنها تعمل بشكل وثيق مع مسؤولي أوستن وتسعى دائماً لتحسين التكنولوجيا.أقر المجلس التشريعي في تكساس الشهر الماضي مشروع قانون يُلزم شركات المركبات ذاتية القيادة، ولأول مرة، بالتقدم بطلب للحصول على تصريح للعمل في الولاية، ويمنح سلطات الولاية سلطة إلغاء التصاريح إذا كانت المركبة ذاتية القيادة «تُهدد الجمهور». كما يُطلب من الشركات تزويد الولاية بمعلومات بشأن كيفية تعامل الشرطة وفرق الاستجابة الأولية مع المركبات في حالات الطوارئ.إذا وقّع الحاكم على مشروع القانون، فمن غير الواضح متى سيدخل النظام الجديد حيز التنفيذ، ولكن من المرجح ألا يكون ذلك قبل العام المقبل، وفقاً لمتحدث باسم وزارة المركبات الآلية في الولاية.

أسئلة لم تجب تسلا عليها

لم يُقدم ماسك وتسلا سوى تفاصيل قليلة حول خططهما لإطلاق سيارة أجرة آلية في أوستن. ومن بين الأسئلة الرئيسية المطروحة ما إذا كانت السيارات ستتضمن أجهزة استشعار جديدة أو تقنيات أخرى تختلف عن ميزة «القيادة الذاتية الكاملة» المُقدمة حالياً، والتي ليست ذاتية القيادة.في منشور على منصته الاجتماعية «إكس» يوم الثلاثاء، وصف ماسك سيارات أوستن ذاتية القيادة بأنها «سيارات تسلا غير مُعدّلة» تستخدم «إصداراً جديداً من البرامج».في يناير كانون الثاني، قال ماسك إن تسلا ستُقدّم «خدمة طلب سيارات ذاتية القيادة مقابل المال في أوستن، في يونيو حزيران»، تليها مدن أميركية أخرى «بأسرع وقت ممكن»، ووصف نهج تسلا بأنه «ناجح في أي مكان».في أبريل، قال ماسك إن طرح أوستن سيبدأ بـ10 أو 20 سيارة موديل واي، وإن الشركة «ستُوسّع نطاقه بسرعة بعد ذلك» ليشمل «العديد من المدن الأخرى في الولايات المتحدة» بحلول نهاية العام، وتوقع أن يكون هناك «ملايين سيارات تسلا» تعمل «بشكل ذاتي بالكامل» بحلول النصف الثاني من العام المقبل.اتسمت تصريحات ماسك في الأسابيع الأخيرة بحذر أكبر، ففي مقابلة مع قناة سي إن بي سي الشهر الماضي، قال ماسك إنه عند نشر تسلا لسيارات الأجرة الآلية في أوستن، ستقوم الشركة بـ«تحديد المواقع الجغرافية» للمركبات، وستعمل فقط في «أجزاء أوستن التي نعتبرها الأكثر أماناً»، وأضاف أن موظفي الشركة سيراقبون المركبات عن بُعد «سنكون قلقين للغاية بشأن النشر، كما ينبغي أن نكون».لم يُعلن ماسك وتسلا عن هوية الركاب، أو كيفية احتساب تسلا للرحلات، أو أماكن عملهم في أوستن، أو مدى اتساع نطاق التشغيل عن بُعد، بدأت الشركات المنافسة باختبار الخدمة مع موظفيها وعدد محدود من الركاب قبل فتحها أمام أي شخص.في منشور على إكس مساء أمس، قال ماسك إن الرحلات العامة ستبدأ «مبدئياً في 22 يونيو»، مضيفاً أن «التاريخ قد يتغير». وانتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، أعاد ماسك نشره، أظهر سيارة من طراز واي تحمل كلمة «روبوت تاكسي» وهي تسير في أحد شوارع أوستن بدون سائق بشري، تليها سيارة تسلا ثانية.وفي منشور بتاريخ 28 مايو أيار على إكس، قال ماسك إن الشركة بدأت مؤخراً في اختبار «القيادة الذاتية».(رويترز)