حلفاء الصين يستحوذون على مناجم جديدة للمعادن النادرة في ميانمار

تحمي جماعة مُسلحة مدعومة من الصين مناجم معادن أرضية نادرة جديدة في شرق ميانمار، وفقاً لأربعة أشخاص مطلعين على الأمر، في الوقت الذي تسعى فيه بكين لتأمين السيطرة على المعادن التي تستخدمها كورقة مساومة في حربها التجارية مع واشنطن.
لكن مع خسارة الموارد من الشمال بدأت المعادن بالتدفق من الشرق.
الآن في سفوح جبال ولاية شان، شرق ميانمار، يستخرج عمال مناجم صينيون رواسب جديدة، وفقاً لمصدرين يعملان في أحد المناجم أكدا أن ما لا يقل عن 100 شخص يعملون في نوبات ليلية نهارية من أجل إتمام عمليات الحفر والاستخراج عند سفوح الجبال.وقال اثنان آخران من سكان المنطقة إنهما شاهدا شاحنات تحمل مواد من المناجم باتجاه الحدود الصينية على بُعد نحو 200 كيلومتر.وتأكدت رويترز من مواقع العمل باستخدام صور من مزودي خدمات التصوير عبر الأقمار الصناعية التجارية، مثل بلانيت لابس وماكسار تكنولوجيز.ولم تتمكن رويترز من تحديد ملكية المناجم بشكل مستقل، لأن سجلات الشركات والأعمال في جميع أنحاء ميانمار متقادمة ويصعب الوصول إليها. تعمل المناجم تحت حماية جماعة مُسلحة تُدعى (الجيش المُتحد لولاية وا)، وفقاً لأربعة مصادر.ويُسيطر الجيش المتحد لولاية وا، وهو من بين أكبر الجماعات المسلحة في ولاية شان، أيضاً على أحد أكبر مناجم القصدير في العالم.ووفقاً للمعهد الأميركي للسلام، وهو منظمة غير ربحية تُعنى بحل النزاعات، ترتبط ميانمار بعلاقات تجارية وعسكرية راسخة مع الصين.وقال باتريك ميهان، المحاضر في جامعة مانشستر والذي درس عن كثب صناعة المعادن النادرة في ميانمار واطلع على صور الأقمار الصناعية لمناجم ولاية شان، إن المواقع «متوسطة وكبيرة الحجم» تبدو أول منشآت مهمة في البلاد خارج منطقة كاشين في الشمال.وأضاف «هناك حزام كامل من المعادن النادرة يمر عبر كاشين، وشان، وأجزاء من لاوس».وتتزايد أهمية الوصول إلى المعادن النادرة لبكين، التي شددت القيود على صادراتها من المعادن والمغانط بعد أن استأنف الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربه التجارية مع الصين هذا العام، ولكن الإدارة الأميركية أعلنت أمس أن الصين قد وافقت على زيادة صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة.وأظهرت بيانات سوق شنغهاي للمعادن ارتفاع سعر أكسيد التربيوم بأكثر من 27 في المئة خلال الأشهر الستة الماضية، بينما تذبذبت أسعار أكسيد الديسبروسيوم بشكل حاد، حيث ارتفعت بنحو 1 في المئة خلال الفترة نفسها.
السيطرة الصينية
أظهرت صور الأقمار الصناعية في أبريل 2023 منطقة دائرية مُخصصة لاستخلاص المعادن في التلال الشجرية بولاية شان، على بُعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود التايلاندية، وبحلول فبراير 2025، بعد وقت قصير من تعليق العمل في مناجم كاشين، أصبح الموقع يضم أكثر من اثني عشر حوض ترشيح وفصل للمعادن الأرضية الثقيلة النادرة، كما أظهرت الصور التي تأكدت منها رويترز.وعلى بعد ستة كيلومترات، عبر نهر كوك، تم التقاط منطقة أخرى خالية من الأشجار في صور الأقمار الصناعية في مايو 2024، وفي غضون عام تحولت إلى منشأة تضم 20 حوض ترشيح.