نعتذر، لكننا لا نقدم خدماتنا في منطقتك!

نعتذر، لكننا لا نقدم خدماتنا في منطقتك!

ريهام زامكه

الوو،، الووو، في صوت؟ تسمعوني؟!

أكتب لكم هذا المقال من (بورتسودان)، ولمن لا يعرفها هي مدينة ساحلية تقع شمال شرق السودان، وتبعد عن العاصمة (الخرطوم) مسافة 675 كيلو مترا.

وقد بحثت عنها «مجبرة أختكم لا بطلة»؛ لأن (لوكيشن) جوالي يظهر أنني هناك منذ أسبوعين تقريباً، وعندما حاولت أن أبحث عن حل للمشكلة وجدت أن نصف سكان جدة معي هناك ويعانون مثلي، فعلى ما يبدو أن هناك مشكلة عامة في نظام تحديد المواقع GPS وتحديداً في المناطق المجاورة للبحر الأحمر، ولا نعرف جميعنا أين الخلل؟ ومتى نعود لديارنا سالمين غانمين.

لذا ومن هذا المنبر أرجو من الجهة المعنية بحل مشاكل GPS أن تتدخل وتتصرف مشكورة، لأني وبكل صراحة حاولت قبل عدة أيام أن أطلب (مطبق) ولكن ظهرت لي رسالة اعتذار عبر التطبيق تقول:

«نأسف نحن لا نُغطي منطقتك» !

ومن بعد هذه (اللخبطة) التي أعيشها ويعيش بها أغلب سكان مدينة جدة، هناك حكمة تقول:

(ثق بالـ GPS حتى يرميك في وسط البحر).

وهذا حرفياً ما حصل معي، فأنا في وسط البحر الأحمر أمام ميناء «بورتسودان» لم أبرح مكاني منذ أيام على أمل أن أعود ويعود (لوكيشني) الحبيب إلى مدينتي الحبيبة جدة.

هناك قصة طريفة حدثت في كندا لسيدة اتبعت تعليمات الـ GPS حرفياً، لدرجة أنها تجاهلت أن الطريق الذي دلها عليه كان بحيرة فعلية !

فالسماء كانت تمطر، والرؤية شبه معدومة، وجهاز الـ GPS قال لها:

«استمر على الطريق المستقيم»، فاستمرت (يسعد لي جوها) حتى سقطت بسيارتها وسط البحيرة، ومن لطف الله خرجت سالمة دون سيارتها، وعندما سألوها أفراد الشرطة:

ألم تلاحظي أن الطريق مائي؟ قالت لهم:

بلى، لكني كنت أثق في الـ GPS ثقة عمياء.

في زمن التكنولوجيا والخرائط الذكية، لا أحد ينكر فضل نظام تحديد المواقع العالمي GPS في حياتنا، فقد أصبحنا نعتمد عليه اعتماداً كلياً في تنقلاتنا وسفراتنا، وقد أغنانا عن السؤال عن الاتجاهات والمواقع والأماكن وظروف الحركة المرورية على الطُرق التي سنسلكها.

وصحيح أننا نشتمه حين يضل بنا، ولكننا لا نستغني عنه.

المشكلة الحقيقية الآن؛ هي أن تكون في بلد ويظهرك في بلدٍ آخر، فتتلخبط لديك جميع الإعدادات والتواقيت والمواقع وتشعر وكأنك طفل صغير ضائع في وسط «مول كبير» تبكي وتبحث عن أمك.

لكن ولا عليكم؛ طالما أنني في السودان الآن، وإلى أن تعود إشارتي للمكان الصحيح وتفهم الأقمار الصناعية والخرائط التي قررت أن تبعدني عن ديرتي وتحرمني من (المطبق) الذي أردت أن أطلبه، اعتبروني أختكم وأي خدمات سودانية أنا حاضرة وموجودة.

ولكن نصيحة؛ مادمتم في مواقعكم (اللهم لا حسد)، ابتعدوا بقدر الإمكان عن البحر، حتى لا أجدكم هُنا عندي بالدور، ثم نغني جميعاً:

(الليلة بالليل، نمشي شارع النيل، أنا وأنت سوا).

* مسج:

«يارب أي شامت (احذفه) في بوركينا فاسو».