فرنسا تؤكد من جديد دعمها لمغربية الصحراء

فرنسا تؤكد من جديد دعمها لمغربية الصحراء

إيلاف من الرباط: جدّدت فرنسا، من خلال وفد برلماني رفيع المستوى من مجلس الشيوخ يزور المغرب حاليا ، تأكيد موقفها الثابت والداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كحل واقعي وجدي للنزاع المفتعل حول الصحراء، في ردّ مباشر على محاولات الاستفزاز السياسي والإعلامي التي تقوده الجزائر لإعادة خلط الأوراق في المنطقة.

وقال السيناتور كريستيان كامبو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي، إن بلاده “تترجم عمليًا القرار الفرنسي بشأن الصحراء المغربية”، مشددًا على أن “فرنسا ترفض الانجرار إلى دوامة الاستفزازات المتكررة من بعض الجهات الساعية إلى إدامة هذا النزاع”. وأضاف أن بلاده “لا تدخل في أي منطق صدامي مع الجزائر، لكنها لن تتراجع عن موقفها بشأن الصحراء المغربية”.


الوفد البرلماني الفرنسي في وزارة الخارجية المغربية

وتأتي هذه التصريحات لتؤكد مضامين الرسالة الرسمية التي وجّهها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، والتي أكّد فيها أن “فرنسا لا ترى حلًا لقضية الصحراء إلا في إطار الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”، ما يُعتبر دعمًا سياديًا لموقف الرباط، واستمرارية لنهج فرنسا رغم التوتر الإقليمي ومحاولات الضغط.

زيارة الوفد البرلماني الفرنسي، التي جاءت بدعوة من الدكتور محمد زيدوح، رئيس مجموعة الصداقة المغربية -الفرنسية بمجلس المستشارين المغربي ، شكّلت تجسيدًا للدينامية الجديدة في العلاقات المغربية – الفرنسية، التي تجاوزت فترات الجفاء، لتدخل الآن في مرحلة توازن وانفتاح مبني على الوضوح في القضايا السيادية.

وفي لقاء جمع الوفد الفرنسي بوزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج ناصر بوريطة، عبر الجانبان عن تطابق وجهات النظر بشأن قضية الصحراء المغربية، باعتبارها مفتاحًا للاستقرار الإقليمي، وشدّد الوفد الفرنسي على أهمية تثبيت موقف باريس كداعم لمقترح الحكم الذاتي في المحافل الدولية.
بدوره ، قال السيناتور كامبون، الذي يرأس أيضًا مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية- المغربية، إن “فرنسا لا تخشى التوتر، ولكنها ترفض الانجرار إلى نزاعات عبثية، وتراهن على التفاهم بين المغرب والجزائر كمدخل أساسي لانطلاقة قوية للقارة الإفريقية بأكملها”.
في السياق ذاته، اعتبر زيدوح، في تصريح له، أن هذه الزيارة تندرج ضمن جهود الدبلوماسية البرلمانية الرامية إلى “إرساء جسور الثقة وتعميق أواصر التقارب السياسي والثقافي، انسجامًا مع التوجيهات الملكية السامية”، مشيرًا إلى أن العمل البرلماني اليوم يُشكل رافعة استراتيجية في السياسة الخارجية.
وعلى مستوى التعاون الثقافي، التقى الوفد الفرنسي بوزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد، حيث تم عرض ثراء وتنوع الموروث الثقافي المغربي، وتمّت مناقشة سبل تعميق الشراكة في حماية التراث، وتبادل الخبرات في الترويج للهويات الثقافية، كعنصر أساسي في تعزيز الفهم المتبادل بين الشعبين.

وخصّص الوفد جانبًا من زيارته للانتقال إلى مدينة الراشيدية، لاكتشاف العمق التاريخي للجنوب الشرقي المغربي، في رسالة واضحة إلى دعم الانفتاح الفرنسي على الأقاليم الجنوبية، ليس فقط سياسيًا، بل ايضا ثقافيًا وتنمويًا.

وتبعث هذه الزيارة، بكل أبعادها، رسائل قوية تؤكد أن فرنسا، رغم الاستفزازات المتواصلة من الجزائر، تُرسخ خيار الشراكة مع المغرب، وتراهن على استقرار المنطقة من بوابة دعم مبادرة الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع، بما ينسجم مع قرارات مجلس الأمن، ويحفظ السيادة المغربية على كامل ترابه.