كَمن تعرّض لصفعة على رأسه… هكذا نجحت إسرائيل في إضعاف إيران وتأجيل ردّها إلى ساعات حاسمة

إيلاف من لندن: في تلك الساعات المتوترة من ليل الخميس الجمعة، كانت الأجهزة الأمنية في واشنطن وتل أبيب على أقصى درجات التأهب، استعدادًا لما وُصف بـ”الرد السريع والشرس” من إيران على الضربة الجوية الإسرائيلية المباغتة. لكن المفاجأة لم تكن في الضربة… بل في الصمت الذي تلاها.
البداية: تحت الأرض… ثم إلى العدم
مع تسرّب المؤشرات الأولى على أن هجوماً إسرائيلياً وشيكاً قيد التنفيذ، اجتمع قادة سلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني في ملجأ سري لإعداد الرد. لكن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تعرف التفاصيل: البروتوكول، والموقع، والهيكل التنظيمي.
فتم قصف الملجأ وتدميره بالكامل، ما أدى إلى مقتل القائد العام للسلاح، إلى جانب رؤساء وحدات الطائرات المسيّرة والدفاع الجوي. وبحسب مسؤول إسرائيلي، فإن “غياب القيادة أجهض الرد الفوري من أساسه”.
ضربة على الرأس: قتل الأوامر قبل صدورها
في ما وُصف بأنه “سلسلة هجمات موجهة على منظومة القيادة والسيطرة”، قُتل أكثر من عشرين قائداً عسكرياً إيرانياً، بينهم قادة الحرس الثوري، والجيش الإيراني، وهيئة الطوارئ العسكرية. كانت الضربة استباقية بامتياز: قتل مَن يُفترض أن يصدر الأوامر قبل أن تُصدر.
تحييد الرادارات: السماوات مكشوفة
في مرحلة مبكرة من الهجوم، استهدفت المقاتلات الإسرائيلية منظومات الرادار والدفاع الجوي في نقاط حساسة، استنادًا إلى خرائط استخباراتية دقيقة. النتيجة: سماء إيران أصبحت مفتوحة تقريبًا، بلا اعتراض.
وبينما كانت الطائرات تقصف من السماء، كانت وحدات الموساد تتحرك على الأرض. مئات من عناصر الاستخبارات الإسرائيلية، بعضهم داخل إيران، وآخرون يديرون العملية من الخارج، نفّذوا عمليات تخريب دقيقة.
في وسط إيران، زرعت وحدات خاصة من الموساد أنظمة توجيه دقيقة قرب منصات الصواريخ، وفي مواقع أخرى خُزّنت أسلحة متطورة داخل مركبات عادية، وفُعّلت عن بُعد بمجرد بدء الهجوم. وتم تدمير منصات دفاع جوي بالكامل.
القاعدة السرية
كشف مسؤول استخباراتي إسرائيلي أن قاعدة سرية للطائرات المسيّرة تم إنشاؤها داخل إيران قبل العملية بزمن، باستخدام طائرات تم تهريبها مسبقًا. هذه القاعدة كانت منطلقاً لضرب منصات صواريخ أرض-أرض في قاعدة “إسباغ آباد”، وتدميرها قبل إطلاق أي صاروخ.
الخطة الإيرانية: 500 صاروخ لم يُطلق منها شيء
كان سيناريو الرعب، كما وصفته إسرائيل، يشير إلى أن إيران قد ترد بإطلاق ما بين 300 إلى 500 صاروخ باليستي. إلا أن الضربة المسبقة أجهضت هذه الخطة، واقتصرت الردود الإيرانية على إطلاق نحو 100 طائرة مسيّرة، تم اعتراضها جميعاً، دون خسائر تُذكر.
لا هدنة في الأفق
استمرت الطائرات الإسرائيلية، حتى صباح الجمعة، في قصف مواقع الصواريخ الإيرانية لتقليل احتمال الرد الواسع. وجاء في بيان لجيش الدفاع الإسرائيلي: “تم تدمير عشرات المنصات ومخازن صواريخ ومواقع عسكرية إضافية، بما في ذلك آلية إطلاق فريدة كانت مخفية داخل حاويات شحن”.
الرد الإيراني
في المقابل، نفذت طهران رداً ضد إسرائيل عبر إطلاق أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 100 طائرة مسيّرة في أول رد فعلها على الضربات الإسرائيلية، ما دفع المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، بدعم أميركي، لاعتراض العدد الأكبر من الهجوم.
أصابت الصواريخُ أجواء المدن الكبرى في إسرائيل، مثل تل أبيب والأردن، محدثة انفجارات ودفعت المدنيين إلى ملاجئ، وأفادت تقارير عن إصابة نحو 40 منهم إثنان في حالة خطرة نتيجة طلقات شظايا ومباني تعرضت لأضرار جزئية.
كما أعلنت إيران عن شنها عملية تحت مسمى “وعد حقيقي 3″، مستهدفة القوات الإسرائيلية وقواعد أميركية في شرق المتوسط، بينما في واشنطن أعطى مسؤول أميركي الضوء لاستخدام أنظمة الدفاع الأميركية في اعتراض الهجوم، ونقل تعزيزات بحرية إلى المنطقة لحماية الحلفاء.