“أنا معها بالكامل”… إسرائيليون يؤيدون ضرب إيران رغم الهجمات الصاروخية على تل أبيب

“أنا معها بالكامل”… إسرائيليون يؤيدون ضرب إيران رغم الهجمات الصاروخية على تل أبيب

إيلاف من بيروت: بينما كانت الصواريخ الإيرانية تنهال على تل أبيب، وجد بعض السكان أنفسهم في قلب العاصفة، لكنهم أصروا على دعم حكومتهم، حتى في اللحظات التي فقدوا فيها منازلهم.

عند منتصف ليل الجمعة، كانت ابنة سفيتا، البالغة من العمر أربع سنوات، نائمة على الأرض خارج مجمعهم السكني المدمر، بينما كانت العائلة تبحث عن مكان آمن للمبيت.
صاروخ من أولى الضربات الإيرانية على تل أبيب سقط على بُعد بنايتين، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل، وإصابة 16 آخرين، وألحق أضرارًا بمئات المحال والمنازل في تلك المنطقة السكنية الهادئة.

رغم فقدان منزلها، بدت سفيتا، البالغة من العمر 37 عامًا، متقبّلةً لما حدث، وداعمة للهجوم الإسرائيلي على إيران.
قالت لصحيفة “ذا غارديان” البريطانية: “أؤيدها تمامًا. هذا لا يُقارن بما يمكن أن يحدث لو حصل الإيرانيون على القنبلة النووية. لا يمكننا السماح لهم بذلك”.
وأضافت: “نخبر بناتنا أنه طالما نحن معًا في المأوى، فكل شيء سيكون على ما يرام. الأضرار في المنزل مجرد أشياء مادية”.

في شارع العائلة في بلدة رمات غان شرق تل أبيب، كانت فرق الطوارئ تمشي فوق الزجاج المحطم والحطام للوصول إلى المبنى الذي تعرّض لضربة مباشرة.
تحول المبنى إلى كتل من الخرسانة المدمرة وحديد ملتف، فيما ظهرت خزانة غير متضررة معلقة بشكل غريب في بقايا الطابق الأول.

بعد ساعتين من الانفجار، كانت فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن ناجين بين الركام، بينما كانت طائرة مسيّرة تحلق فوق المنطقة.

عند حافة الطوق الأمني، كانت “بار”، البالغة من العمر 31 عامًا، تتوسل للدخول إلى المبنى لتأخذ بعض الحاجات لأطفالها. مبناها لا يزال قائمًا، لكنه خلف سيارات محطمة، ورفض المسعفون السماح لها بالدخول بسبب الخطر.
قالت إنها نجت لأنها كانت تقيم مؤقتًا عند والديها، وعرفت ما حدث لمنزلها عبر الأخبار.
قالت: “قالوا لي إنه لا يمكنني الدخول بسبب الأضرار. أنا في حالة صدمة وقلق، والأطفال خائفون جدًا. ليس لدينا منزل نعود إليه”.

كان سكان المباني المجاورة يمرّون حاملين حقائبهم، يتوجهون إلى بيوت الأصدقاء أو الأقارب، بعدما أعلنت الحكومة المحلية عن وقوع إصابات جماعية، ووفرت أسِرّة طوارئ فقط في مدرسة قريبة.

على بُعد بضع مئات من الأمتار، كانت “أورلي”، البالغة من العمر 27 عامًا، تساعد صديقة في إزالة الزجاج المحطم من نافذة صالون تجميل.
قالت: “هل ترين ما تفعله الصواريخ الباليستية؟ نحن هنا على بعد مئات الأمتار وقد شعرنا بها. كنا في الملجأ حين سقطت، وأحسسنا بها. مررت بعدة حروب، لكني شعرت أن هذه مختلفة”.

قبل بزوغ الفجر، تكررت موجتان إضافيتان من الصواريخ، وفي كل مرة، اخترق عدد من الرؤوس الحربية الإيرانية الطبقات الدفاعية الإسرائيلية وتحالفاتها، وضربت أهدافًا في وسط البلاد.

بحسب أجهزة الطوارئ، قُتل ما لا يقل عن ثلاثة أشخاص وأُصيب أكثر من أربعين، في أعنف ساعات تشهدها إسرائيل منذ هجمات السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023 التي أشعلت حرب غزة.
ورغم ذلك، تقول السلطات إن الأضرار التي لحقت بإيران تفوق بكثير الخسائر داخل إسرائيل.

إيليا ديغما، البالغ من العمر 18 عامًا، يعيش بالقرب من برج سكني أصيب مباشرة. شعر بالضربة حتى داخل الملجأ، وجاء لتفقد المكان.
قال: “إنها معجزة أن خمسة فقط أصيبوا هنا. لقد كان انفجارًا ضخمًا، وكل شيء اهتز”.
وأضاف أنه مصدوم من رؤية صاروخ يضرب قلب مدينته، لكنه مقتنع بأن الهجوم الوقائي على إيران كان ضروريًا.
قال: “نحن نفعل ما يجب لحماية أنفسنا. التوراة تقول: إذا جاء أحد ليقتلك، اقتله أولًا. نحن مستعدون لأي شيء وكل ما يجلب الهدوء.”

* أعدت إيلاف التقرير عن The Guardian: المصدر