نخب إيران تتهاوى تباعاً.. السقوط المتتالي للقيادات الأولى وكيف ستتغير المعادلات؟

نخب إيران تتهاوى تباعاً.. السقوط المتتالي للقيادات الأولى وكيف ستتغير المعادلات؟

إيلاف من لندن: فتحت الضربة الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت شخصيات عسكرية وعلمية رفيعة في إيران، باب التساؤلات حول مستقبل منظومة القرار العسكري والتقني في طهران، في ظل فقدان عناصر كانت توصف بأنها “نواة العقول الحاكمة” في المراكز الحساسة.

وأسفر الهجوم عن مقتل أربعة من أبرز القادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب اثنين من العلماء النوويين، ما يُعد أكبر ضربة موجهة للنخبة القيادية منذ اغتيال قاسم سليماني عام 2020.

الضربة تبدأ من القمة
اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، كان على رأس قائمة المستهدفين. وُصف بأنه “أرفع قائد عسكري في إيران”، وسبق أن عيّنه المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي لتولي المنصب عام 2016 بعد مسيرة طويلة في الاستخبارات العسكرية. باقري الذي شارك في اقتحام السفارة الأميركية عام 1979، أدرجته الولايات المتحدة على قائمة العقوبات عام 2019 باعتباره من “أركان السلطة غير المنتخبة” المحيطة بالمرشد.

حارس الخطاب الصلب
اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري منذ عام 2019، والذي لطالما عُرف بخطابه الحاد تجاه إسرائيل وأميركا، كان من بين القتلى. سلامي حذّر الشهر الماضي بأن “إيران ستفتح أبواب الجحيم” إذا ما تم استهدافها. مسيرته بدأت عام 1980، وشملت قيادة القوات الجوية للحرس، ثم منصب نائب القائد، قبل أن يتولى القيادة العامة. تعرّض لعقوبات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة بسبب صلته بالبرنامج النووي الإيراني.

رجل الصواريخ والمسيّرات
اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجوفضائية، كان يشرف على برنامج الصواريخ الباليستية، وهو المتهم إسرائيليًا بتطوير منظومة الطائرات المسيّرة. وُصف بأنه “مهندس الردع الإيراني”، وقد تعرّض لعقوبات أوروبية وأميركية، لا سيما بعد تصريحاته عن أن “جميع القواعد الأميركية في محيط 2000 كلم تقع ضمن مدى صواريخنا”.

المنسّق العام للعمليات
اللواء غلام علي رشيد، القائد السابق لمقر “خاتم الأنبياء”، كان مسؤولاً عن التخطيط المشترك بين مختلف أفرع القوات المسلحة. استمر في هذا الدور الاستراتيجي منذ عام 2016، وخضع لعقوبات غربية بسبب صلاته المقربة من خامنئي، ولدوره في دعم روسيا بالطائرات المسيّرة.

الركيزة الأكاديمية تسقط أيضًا
الهجوم لم يقتصر على القادة العسكريين، بل طال أيضًا اثنين من أبرز علماء إيران النوويين. محمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة “آزاد الإسلامية” وعالم الفيزياء النظرية، كان يُعد من أهم المؤثرين في صياغة المسار العلمي الرسمي.

أما فريدون عباسي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية، فكان يحمل دكتوراه في الفيزياء النووية، ومتخصصًا في “فصل النظائر بالليزر”، وسبق أن نجا من محاولة اغتيال عام 2010. اسمه ارتبط بملفات التخصيب النووي، وقد فُرضت عليه عقوبات دولية عديدة.

خلخلة في العمق الاستراتيجي
مع سقوط هذه النخبة دفعة واحدة، تبدو طهران أمام فراغ محتمل في هرم القيادة، وارتباك في منظومات القرار الدفاعي والهجومي. وهو ما يجعل السؤال الأبرز: هل تعيد إيران تشكيل صفوفها سريعًا؟ أم تدخل في دوامة تصعيد قد يغير وجه المنطقة؟