قرار تصديري من الصين يسبب ارتباكاً في صناعة السيارات الكهربائية ويبرز ضعف التكنولوجيا العالمية.

إيلاف من سان فرانسيسكو: في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا استراتيجية، أعلنت الصين فرض قيود جديدة على تصدير “مغناطيس النيوديميوم” النادر، والمستخدم بشكل أساسي في محركات السيارات الكهربائية، والطائرات المسيّرة، وأجهزة الطاقة النظيفة.
هذا القرار الذي دخل حيّز التنفيذ بهدوء، أثار قلقًا عالميًا في دوائر الصناعة، خصوصًا أن الصين تُهيمن على أكثر من 80٪ من إنتاج هذه المواد، التي تُعد العمود الفقري للتقنيات الحديثة.
تأثير هذه الخطوة لم يقتصر على المصانع، بل تسلل إلى بورصات المعادن، حيث ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ، ودقّت شركات السيارات ناقوس الخطر. فبينما يستعد العالم للانتقال السريع نحو التنقل النظيف، يواجه فجأة سؤالًا وجوديًا: من يتحكم فعليًا في المفاتيح المغناطيسية لهذا المستقبل؟
خبراء الصناعة وصفوا هذه الخطوة بـ”الإشارة الصامتة” لاستخدام الصين نفوذها التقني كورقة ضغط في صراعاتها الجيوسياسية. وقد بدأت عدة دول بالفعل في إطلاق مبادرات لتقليل الاعتماد على الصين، من خلال استخراج معادن بديلة، أو تطوير تقنيات مغناطيسية خالية من النيوديميوم.
لكن الطريق ليس سهلًا. فإعادة بناء سلاسل توريد كاملة، وإيجاد مصادر بديلة عالية الجودة، يحتاج إلى سنوات من البحث والاستثمار… وهو ما يترك فجوة حرجة في المرحلة الانتقالية.
في خضم هذا التصعيد الاقتصادي، تبرز حقيقة لا يمكن إنكارها: العالم لا يزال يعتمد بشدة على موارد دولة واحدة لتغذية ثورته التقنية.
لكن في قلب الأزمة يكمن التحوّل، فبينما تُجبر الشركات على إعادة التفكير في سلاسل التوريد، قد تنشأ موجة جديدة من الابتكار المحلي والبحث عن بدائل أكثر استدامة.
نعم، قرار الصين قد يهز السوق… لكنه قد يكون أيضًا شرارة التغيير التي تدفع العالم لفك ارتباطه بالمصادر التقليدية، وإعادة تشكيل خريطة التصنيع العالمي.
أزمة؟ ربما.
فرصة؟ بكل تأكيد.