إسرائيل تجرّب سلاحاً غير مُسمَع أو مُرَى… كيف يمكن التصدي له؟

إيلاف من سان فرانسيسكو: بينما كان العالم يراقب بصمت تصاعد التوترات في البحر الأحمر، ظهرت تقارير جديدة تتحدث عن سلاح غير تقليدي تستخدمه إسرائيل في المعارك البحرية: نظام “ليزر الدفاع الجوي البحري” Sea-LASER، الذي يعتمد على أشعة موجهة لتعطيل الطائرات المسيّرة فوق المياه.
يعمل النظام عبر تثبيت وحدات ليزرية على متن زوارق قتالية صغيرة، تتصل بشبكة رصد وتحليل آنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لرصد وتتبع التهديدات الجوية مثل الطائرات المسيّرة بدقة متناهية. ما إن يتم رصد الجسم الطائر، حتى توجه حزمة ليزر مركزة لتعطيل دوائره الإلكترونية أو تدميره بالكامل دون أي انفجار.
الفكرة ليست جديدة، لكنها للمرة الأولى تخرج من مختبرات البحث إلى مياه البحر، حيث تُختبر في ظروف ميدانية حقيقية. المثير أن هذا السلاح لا يستخدم ذخيرة، بل يعتمد على مصدر طاقة كهربائي مستمر، مما يقلل الكلفة التشغيلية مقارنة بالأنظمة التقليدية، ويوفر استجابة شبه فورية.
وتحاول إسرائيل، عبر هذه التقنية، مواجهة التهديدات منخفضة الكلفة التي أصبحت تمثلها المسيّرات التي تُطلق عن بُعد، خاصة من جماعات مسلحة أو كيانات غير حكومية. في المقابل، يعبّر البعض عن مخاوف من أن يؤدي هذا السباق التكنولوجي إلى نشر واسع لهذه التقنية في مناطق متوترة، ما قد يغيّر قواعد الاشتباك ويزيد من تعقيد النزاعات.
المفارقة أن هذه الأنظمة، التي طُورت في الأصل لحماية الأجواء من اختراق المسيّرات، بدأت تُستخدم لمراقبة سلوك الطائرات المدنية المسيّرة في بعض المناطق، وتثير نقاشًا عالميًا حول الاستخدام المزدوج للتقنيات: حماية أم مراقبة؟
ورغم الطابع العسكري للتقنية، إلا أن بعض شركات الدفاع الإسرائيلية بدأت فعليًا بتسويق نسخ مدنية من النظام لاستخدامه في حماية المطارات أو الفعاليات الكبرى من الهجمات بالطائرات بدون طيار.
وما بين اختبار حدود الذكاء الاصطناعي في كشف الطائرات الصغيرة، والاعتماد على أشعة الليزر بدل الرصاص، تتقدّم تقنيات الدفاع في صمت… بعيدًا عن ساحات القتال المعلنة، وقريبًا جدًا من غرف المراقبة وشبكات التحكم، وليس بعيدًا عن مختبرات التكنولوجيا التي تغيّر موازين القوة بهدوء وذكاء.