الساعات الذكية تعيد تشكيل معايير اللياقة وإدارة السكري

إيلاف من لندن: يعاني كثيرون من صعوبة الالتزام بالتمارين الرياضية على المدى الطويل، خصوصًا عند بدء نمط حياة جديد. لكن دراسة حديثة أظهرت أن استخدام الأجهزة القابلة للارتداء – مثل الساعات الذكية – قد يساعد على تجاوز هذا التحدي، ويزيد فرص التمسك بالنشاط البدني بشكل ملحوظ، حتى بعد مرور عام.
أجريت الدراسة على 125 شخصًا من البالغين (تتراوح أعمارهم بين 40 و75 عامًا) من المملكة المتحدة وكندا، جميعهم شُخّصوا حديثًا بالنوع الثاني من داء السكري – وهو مرض مزمن يعتمد التحكم به بدرجة كبيرة على ممارسة النشاط البدني المنتظم.
ورغم أهمية التمارين لهؤلاء المرضى، فإن نحو 90% منهم لا يلتزمون بالتوصيات الأسبوعية المتعلقة بالنشاط، نتيجة عوائق مثل انخفاض الدافعية، أو الخوف من التمارين غير الآمنة، أو نقص الدعم المخصص.
الساعة الذكية والإرشاد الشخصي
قسم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين:
المجموعة الأولى تلقت خطة تمرين شخصية تمتد لستة أشهر، مع دعم عبر مكالمات هاتفية أو مرئية من مختص رياضي.
المجموعة الثانية تلقت نفس الخطة والدعم، لكن مع إضافة ساعة ذكية تتضمن مستشعرات للحركة، وتطبيقًا لمتابعة النشاط، ورسائل تحفيزية مخصصة، وإمكانية التفاعل اللحظي مع المدرب.
نتائج لافتة:
المشاركون الذين استخدموا الساعة الذكية كانوا أكثر احتمالاً بعشرة أضعاف لبدء التمارين مقارنة بمن لم يستخدموها.
حافظوا على التمرين المنتظم بمعدل سبعة أضعاف بعد ستة أشهر.
بعد مرور عام، بقيوا أكثر التزامًا بثلاثة أضعاف، رغم انتهاء الدعم المباشر.
وقد حقق أكثر من 50% من مستخدمي الأجهزة مستويات النشاط الموصى بها طبيًا، مقابل 17% فقط من المجموعة الأخرى.
ما الذي حفز المشاركين؟
قال المشاركون إنهم وجدوا في مرونة الخطط الرياضية، والرسائل التشجيعية، والبيانات الشخصية الدقيقة التي توفرها الساعة – مثل معدل نبض القلب وتتبع الخطوات – أدوات فعالة لتكوين عادات جديدة. وعلى الرغم من بعض الصعوبات التقنية في البداية، إلا أن معظمهم تأقلم سريعًا.
ليست التجربة الوحيدة
تشير أدلة إضافية إلى أن التكنولوجيا القابلة للارتداء أصبحت عنصرًا مؤثرًا في تغيير السلوك. فقد أظهرت تجارب سابقة أن البالغين غير النشطين الذين استخدموا عدادات خطوات، ارتفعت معدلات مشيهم وظلت مرتفعة حتى بعد ثلاث سنوات. كما بيّن تحليل شمولي لـ 160 تجربة أن الأجهزة الذكية ترفع معدل النشاط البدني بمقدار 1,800 خطوة إضافية يوميًا، خصوصًا حين تُدمج مع توجيه شخصي أو تغذية راجعة.
كيف تجعل من جهازك أداة فعالة؟
ينصح الباحثون بخطوات بسيطة تساعد على بناء عادات رياضية مستدامة:
ضع أهدافًا محددة وقابلة للتحقيق – مثل 30 دقيقة مشي يوميًا.
حدد وقت التمرين والتزم به – باستخدام تذكيرات أو تقويم إلكتروني.
راقب تقدمك يوميًا – لرؤية نتائجك بشكل ملموس.
كافئ نفسك على الإنجازات الصغيرة – مثل الحصول على شارة أو التزام لمدة أسبوع كامل.
شارك تجربتك مع الآخرين – لتحفيز نفسك عبر الدعم والمساءلة.
لكنهم يؤكدون: “الجهاز لا يغير السلوك وحده… بل يدعمك في بناء عاداتك”.
تُظهر هذه الدراسة، إلى جانب أبحاث مشابهة، أن الجمع بين التقنية الذكية والتوجيه الشخصي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمساعدة الناس – وخاصة من يعانون من أمراض مزمنة – على تحسين حياتهم الصحية بشكل عملي ومستدام.
* أعدت إيلاف التقرير عن The Conversation: المصدر