الإمارات في معرض “فيفاتك 2025”: نحن لا ننتظر المستقبل، بل نقوم بإنشائه.

الإمارات في معرض “فيفاتك 2025”: نحن لا ننتظر المستقبل، بل نقوم بإنشائه.

لم يكن حضور الإمارات في معرض «فيفاتك 2025»، المعرض التكنولوجي الأكبر في أوروبا الذي أُقيم في العاصمة الفرنسية باريس، مجرد تمثيل رمزي، بل كان عرض قوة ناعمة لبلد يراهن على الابتكار، بوصفه لغة المستقبل ومحرّك اقتصاده الجديد.

تحت سقف «بارك دي إكسبوزيسيون» في باريس، تألّق الجناح الإماراتي وسط زحام عالمي من الشركات العملاقة، محققاً حضوراً صاخباً ولافتاً، وموجّهاً رسالة واضحة: «نحن لا ننتظر الغد.. بل نصنعه».

وتنوعت المشروعات والشركات الإماراتية الناشئة التي شاركت في المعرض من الروبوتات إلى الأمن السيبراني، ومن الذكاء الاصطناعي إلى النظارات الذكية، ما أتاح لروّاد الأعمال والمستثمرين الأوروبيين نافذة واسعة على مشهد الابتكار الإماراتي المتسارع.

ففي إحدى زوايا الجناح الإماراتي، توقف الحضور طويلاً أمام دراجة نارية عادية حوّلتها شركة إماراتية إلى ذاتية القيادة، الفكرة الفريدة التي جذبت وسائل الإعلام وفضول الزوّار، من ابتكار محمد الشامسي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة RoboHitech للروبوتات ومقرها دبي.

ويشرح الشامسي فكرته قائلاً: «الدراجة ذاتية القيادة التي نعرضها اليوم ليست استعراضاً تكنولوجياً فحسب، بل حل عملي لقطاعات حيوية، مثل الأمن والنقل الحضري والخدمات اللوجستية».

وأضاف: «ما حققناه اليوم لم يكن ليتحقق لولا البيئة الحاضنة التي وفّرتها لنا دولة الإمارات، نحن لا نبتكر فقط من أجل السوق، بل من أجل المستقبل، والمستقبل لا يُبنى إلا إذا كانت هناك قيادة تؤمن بالعلم، وتراهن على الشباب، وتفتح لهم الأبواب ليحلموا ويجرّبوا ويخطئوا وينجحوا».

وقال: «أود أن أتقدم بجزيل الشكر والعرفان إلى قيادتنا الرشيدة، التي لم توفّر الدعم المالي والتقني فحسب، بل بثّت فينا ثقة لا توصف. دعم القيادة هو ما جعل شركة صغيرة مثل (RoboHitech) تنطلق من دبي وتصل اليوم إلى باريس، لتعرض منتجاً قد يُغيّر مفهوم التنقل في المدن الحديثة».

وأضاف: «نحن لا نحاكي الغرب، بل نطوّر حلولاً تناسب مدننا وبيئتنا، وقد أثبتت دبي من خلال دعمها للمبتكرين، أنها منصة عالمية يمكن من خلالها تصدير التكنولوجيا إلى العالم، وليس العكس. التكريم الحقيقي، أن نرفع اسم الإمارات عالياً في المحافل الدولية، وأن نثبت أن لدينا كفاءات قادرة على المنافسة، بل على الريادة أيضاً».

في جناح الإمارات أيضاً، تشارك شركة «Viai»، بنظارات رياضية ذكية صُممت بذكاء فائق، وهي موجّهة للرياضيين المحترفين والمغامرين في الطبيعة.

وقال المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، عبدالله أبوعبيد، إن هذه النظارات ليست مجرد وسيلة بصرية، بل هي مساعد رقمي كامل يرافق المستخدم أينما ذهب خصوصاً في التمارين الرياضية، إنها قادرة على تحليل التضاريس، وتقديم البيانات الصحية والرياضية والزمنية وإرشاد المسار، وحتى تقديم تنبيهات فورية وهي مدعومة بذكاء اصطناعي تطبيقي، تطوّر في بيئة الإمارات، حيث نجحنا في دمج التقنية مع البساطة وسهولة الاستخدام.

من جانبه، شدّد مدير مدرسة «السيبر نت» المتخصصة في تدريب الكوادر على الأمن السيبراني،

محمد خالد الشامسي، على أهمية تكوين أجيال جديدة مسلّحة بالمعرفة الرقمية، وقال إن ما نقوم به في الإمارات يتجاوز التعليم التقليدي، نحن نبني جيلاً من المتخصصين القادرين على حماية البنية الرقمية الوطنية، وتأمين مستقبل اقتصادي يعتمد أكثر فأكثر على الأنظمة الذكية.