مقتنيات سالم الشعيبي: كنوز تراث الإمارات الذهبية

لا تقتصر أهمية التراث المحلي على كونه أحد أهم مكونات الهوية الوطنية لأبناء الإمارات فقط، بل إنه نبع لا ينضب للأفكار المبتكرة والقصص التي تشهد لعمق ارتباط المجتمع بتراثه واعتزازه بهويته ومنجزاته، ومن هذه القصص قصة الخنجر الذي يُزيّن الوجه الأمامي لورقة عملة الإمارات القديمة من فئة 10 دراهم، الذي يُعدّ من أبرز مقتنيات صانع ومصمم المجوهرات الإماراتي، سالم الشعيبي، وترجع قصة هذا الخنجر إلى فترة السبعينات عندما قام الشعيبي بتصميم وتصنيع خنجر إماراتي وعرضه على المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فأعجب به لدقة تفاصيله وجمال تصميمه، واختاره لتوضع صورته على أول عملة إماراتية من فئة 10 دراهم، وفق ما أوضح نائب الرئيس التنفيذي في «مؤسسة سالم الشعيبي للمجوهرات»، أحمد العنزان، لـ«الإمارات اليوم».
قطع ثمينة
وأشار العنزان إلى أن مجموعة المقتنيات الخاصة بمؤسسة سالم الشعيبي تضم قطعاً نادرة وثمينة تتميز بأنها مصنوعة يدوياً، وتستلهم الطابع الإماراتي، وتم عرض جزء منها ضمن جناح المؤسسة في معرض «اصنع في الإمارات»، منها نموذج لعَلَم دولة الإمارات العربية المتحدة، استُخدم في صناعته كيلوغرامان من الذهب الخالص، ورُصّع بالأحجار الكريمة من الزمرد الأخضر والياقوت الأحمر والألماس الأسود، لتُشكّل معاً ألوان العلم الإماراتي.
وبحسب العنزان، تضم المجموعة أيضاً سيفاً عربياً تم تصنيعه يدوياً منذ نحو 20 عاماً، وتم تنفيذه خلال أربعة أشهر، وهو من الذهب الخالص المرصع بالأحجار الكريمة والألماس، وتزيد قيمته على أربعة ملايين درهم، لافتاً إلى أن المؤسسة التي تأسست في عام 1985، تم تكريمها ضمن مبادرة «كنوز المدينة» في عام 2024، وهي مبادرة لتكريم الجهات التي بدأت أعمالها في إمارة أبوظبي قبل الألفية الجديدة، وتحظى بشعبية كبيرة اكتسبتها على مدار أكثر من عقدين، وتقف شاهدة على ذاكرة أبوظبي المشتركة، وتُشكّل خيوطاً لامعة في النسيج الحضري والاجتماعي للأحياء السكنية والتجارية للإمارة بوجه عام، وتُعدّ جزءاً من تاريخ مدينة أبوظبي وثقافتها منذ تأسيسها.
صناعة متكاملة
وأوضح العنزان أن المجوهرات ليست مجرد حرفة، بل هي صناعة كاملة، فقطعة المجوهرات تمر بمراحل عدة قد تصل إلى 15 أو 20 مرحلة، حتى يكتمل تصنيعها وتصل إلى صورتها النهائية، وبالنسبة لمؤسسة سالم الشعيبي كان التحدي الدائم هو الحفاظ على الطابع التراثي الذي تتميز به منتجاتها، وفي الوقت نفسه تطبيق أحدث التقنيات لرفع كفاءة الإنتاج وتسريع معدّله وتنفيذ تصميمات معقدة، مضيفاً: «نقوم اليوم باستخدام تقنيات ومعدات حديثة، مثل برامج التصميم والرسم والطابعات ثلاثية الأبعاد، لتنفيذ التصميمات المعقدة بدقة أكبر، وآلات الصهر، وماكينة الليزر التي تُستخدم في إزالة الخدوش ولحام الذهب، كما تم استخدام ماكينات لتركيب الفصوص، وهو ما يمنحها ثباتاً أكثر من السابق، ويساعد على الحد من مشكلة فقدان الفصوص من القطع الذهبية».
اعتزاز بالتراث
تميزت العملات الإماراتية بالجمع بين رموز التراث وإنجازات المستقبل، مثل الخنجر الذي يُزيّن الوجه الأمامي لورقة عملة الإمارات من فئة 10 دراهم، وهو سلاح كان يُستخدم أثناء الصيد والترحال، ويرمز الخنجر في الثقافة الإماراتية إلى الأمن. ومازال الخنجر يباع في العديد من الأسواق مزيناً ومزخرفاً، كإحدى أهم القطع الثقافية المتميزة، ورمز لتراث الدولة وماضيها الثقافي.
أحمد العنزان:
• التحدي الدائم لـ«المؤسسة» هو الحفاظ على الطابع التراثي الذي تتميز به منتجاتها، وتطبيق التقنيات لرفع كفاءة الإنتاج وتسريع معدّله، وتنفيذ تصميمات معقدة.
• مقتنيات «المؤسسة» تضم قطعاً نادرة وثمينة من بينها سيف عربي عمره 20 عاماً، تم تصنيعه يدوياً على مدار 4 أشهر، وهو من الذهب الخالص المرصع بالأحجار الكريمة والألماس.
• 2 كيلوغرام من الذهب الخالص، استُخدما في صناعة نموذج لعَلَم دولة الإمارات، ورُصِّع بالأحجار الكريمة من الزمرد الأخضر والياقوت الأحمر والألماس الأسود.