كتاب جديد يستعرض مساهمات الصحافة المغربية في تعزيز كفاح الجزائر من أجل التحرير

كتاب جديد يستعرض مساهمات الصحافة المغربية في تعزيز كفاح الجزائر من أجل التحرير

وحدة شعور وتضامن وعمل، ذلك ما يؤرّخه كتاب جديد يرصد “تجاوب” و”تناغم” الصحافة المغربية مع “حدث الثورة الجزائرية”، مبرزا عبر الدراسة، والاقتباس، والصّور، كيف “كانت الصحف في تلك الفترة تركز حديثها عنها وعن تطورها، إذ لم يخل عدد من أعداد الجرائد المغربية الصادرة آنذاك من الإشارة إلى هذا الحدث، والإشادة بانتصارات الثوار الجزائريين في مواجهة الجيش الفرنسي بالجزائر، مقابل التنديد بتجاوزاته”.

جاء هذا في إصدار جديد لـ”دار الإحياء للنشر والتوزيع” بعنوان “حرب التحرير الجزائرية في الصحافة المغربية: جوانب من الدعم المغربي للكفاح الجزائري من أجل الاستقلال”، أعدّه الباحثان المتخصّصان في التاريخ مصطفى العيدي وعبد الإله كنكا، وكتبا في مستهلّه إهداء “إلى كل من ناضل ويناضل من أجل وحدة المغرب الكبير”.

ومن بين أدوار الإسناد، كما أوردت ذلك الدراسة، كون “الصحافة شكلت، ومن بينها جريدتا العلم والتحرير المغربيتان، منبرا إعلاميا خارجيا تطل به الثورة على الخارج، وتتواصل به مع الجزائريين اللاجئين بالمغرب من جهة، ومن جهة ثانية وسيلة فعالة لحشد الهمم وتقوية أدوات التلاحم بين الشعبين المغربي والجزائري، وتشجيع المغاربة على الانخراط في عملية جمع التبرعات التي كانت تطلقها الهيئات الرسمية والشعبية لصالح الكفاح الجزائري؛ كما كانت أداة لنقل وإبراز الدعم والتضامن المغربي الرسمي والشعبي مع حرب التحرير الجزائرية”.

ويذكر الكتاب أن “التراب المغربي ببعده الإستراتيجي حظي بمكانة مهمة في هذه الحرب التحريرية، إذ تحولت مناطق المغرب الشرقي إلى قاعدة خلفية رئيسية لجيش التحرير الجزائري، ساعدت على تنظيم كفاح الجزائريين إلى أن حصلوا على الاستقلال”، فيما “اهتمت الحكومة المغربية ببذل الجهود الدبلوماسية من أجل التعريف بالقضية الجزائرية ونصرتها، والتأكيد على حق الشعب الجزائري في تقرير المصير والاستقلال في المحافل الدولية والإقليمية”.

ويخلص الكتاب الجديد إلى أن “سيادة نوع من الجمود والتوتر في العلاقات بين المغرب والجزائر (…) أمر يتنافى مع طبيعة العلاقات الثنائية بين البلدين خلال فترة الكفاح المشترك ضد الاستعمار الفرنسي، التي تميزت بسيادة الفكر الوحدوي لتحقيق الاستقلال، والعمل التضامني المتمثل في انخراط المغرب في دعم حرب التحرير الجزائرية بكل الوسائل المتاحة”، وبالتالي يروم الإصدار “تمكين الأجيال الحاضرة واللاحقة، المغربية والجزائرية، من التعرف على الدور الحقيقي والحاسم للمغرب في حرب التحرير”.

وتحمل الدارسة أيضا “دعوة للباحثين المغاربة والجزائريين إلى استغلال حالة الشعور بالوحدة التي تعم الشعبين المغربي والجزائري، وتدعيمها بالانكباب على استنطاق التاريخ الراهن الذي مازال مسكوتا عنه، والبحث في الصحف الصادرة آنذاك ومذكرات ومواقف القادة التاريخيين للحركات الوطنية والمقاومة بالبلدين للوقوف على الحقائق التاريخية التي تعزز هذه الوحدة وتغذّيها، حتى نتمكن من جعل الشباب المغاربي يبتعد عن المعلومات السطحية التي تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة المأجورة التي تتلاعب بالحقائق وتستغلها”.