قراقي يستعرض “القيم السياسية”

ينظم مختبر الأبحاث في القانون العام والدراسات القانونية والسياسية، بشراكة مع ماستر الإدارة والرقمنة وتدبير المنازعات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالجديدة وبتعاون مع مؤسسة عبد الواحد القادري، يوم الجمعة 13 يونيو الجاري، لقاءً فكريًا متميزًا حول موضوع “الأخلاق والسياسة”، يؤطره البروفيسور عبد العزيز قراقي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط.
هذا اللقاء يأتي في سياق التفاعل الجامعي مع التحولات المتسارعة التي تعرفها الممارسة السياسية على المستويين الداخلي والدولي، وخصوصًا في ظل بروز ممارسات سلطوية غير أخلاقية تُثير تساؤلات عميقة حول مدى إمكانية التزام السياسة بالأخلاق، في عالم باتت تتحكم فيه المقاربات النفعية، على حساب القيم والمبادئ.
وسيسلط اللقاء الضوء على عدد من الإشكاليات المرتبطة بـأخلاقيات السلطة وتدبير الشأن العام، من خلال نقاش أكاديمي يتناول التحولات في طريقة ممارسة الحكم، والسلوك السياسي للفاعلين، وسط تصاعد النزاعات، ليس فقط بين الدول، بل حتى داخل المجتمعات الوطنية بفعل التوترات الطائفية والتجاذبات الإيديولوجية.
وأكد المنظمون أن الجامعة، باعتبارها فضاءً للنقد والتحليل المحايد، تُعد المكان الأنسب لمقاربة هذه القضايا الشائكة بعيدًا عن الخطاب السياسي المصلحي، إذ يسعى هذا اللقاء إلى مساءلة الخلفيات النفسية والتاريخية والسوسيولوجية التي تؤطر سلوك القادة السياسيين والتفكير في أسباب تحررهم من الضوابط الأخلاقية، خصوصًا عند توليهم مواقع القرار.
ويطرح اللقاء، من خلال تأطير نظري وفلسفي، العلاقة الجدلية بين السياسة كممارسة يومية والأخلاق كقيم عليا، منطلقًا من التقليد الفلسفي الإنساني الذي طالما حلم بمجتمع تسود فيه العدالة، كما صاغه أفلاطون في “الجمهورية”، وامتداده عند ابن خلدون الذي اعتبر أن “خلال الخير تناسب السياسة والحكم”.
ويُنتظر أن يساهم هذا النشاط العلمي في تعميق النقاش المفاهيمي حول حدود التلاقي بين الفعل السياسي والمسؤولية الأخلاقية، ويطرح أسئلة جديدة حول موقع القيم في السياسات العمومية وفي علاقة الدولة بالمواطن.