بنعبد الله: الشباب يعزف عن السياسة و”المصالح” عطلت طلب الرقابة

بنعبد الله: الشباب يعزف عن السياسة و”المصالح” عطلت طلب الرقابة

دعا محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى “إقامة مصالحة حقيقية ما بين الشباب والسياسة بالمغرب، على اعتبار أن الطرفين يوجدان اليوم في خصومة”، موضحا أن “من شأن مشاركة الفئة الشابة تغيير الواقع السياسي وكسر عدد من التوجّهات المعمول بها اليوم”.

وأكد بنعبد الله، ضمن كلمته خلال لقاء أطّره بمقر الحزب بالرباط، مساء الأربعاء، أن “مجموعة من هذه التوجّهات المعمول بها على مستوى المؤسسات المنتخبة والمدبّرة للشأن العام لا تعتمد على الأساليب والكفاءات، ولا تسعى لاعتماد خيرة ما يتوفر عليه المغرب”.

وبحسب المسؤول الحزبي ذاته، فإن “الشباب يجب أن يقول كلمته اليوم قبل الغد؛ إذ يوجد واقع انتخابي يفيد بأن 27 مليون مغربي وصلوا إلى سن التسجيل في اللوائح الانتخابية، في حين إن عدد المسجّلين منهم لا يتجاوز 18 مليون فرد، وهو العدد الذي يتوزع كذلك خلال فترة الانتخابات ما بين مؤيّدين وممتنعين عن التصويت، فضلا عن أصحاب الأصوات الملغاة والبيضاء”.

وأوضح الأمين العام لـ”PPS” أن كل هذا يحدث “على الرغم من تخفيض سن التسجيل في اللوائح الانتخابية إلى 18 سنة، وسن الترشح من 23 إلى 21 سنة”، مفيدا بـ”وجود أحزاب سياسية لا تهتم بهذه الفئة الشابة خلال فترة الانتخابات؛ إذ تلجأ إلى مناطق شعبية، حيث تتوفر هناك على خزّاناتها الانتخابية”.

ولفت المتحدث إلى أن “مجموعة من الأحزاب السياسية، بما فيها الأحزاب المشكلة للحكومة الحالية، لا يهمها أن ينضم مليون فرد على الأقل من غير المصوتين إلى الفئة المصوّتة خلال الانتخابات المقبلة”، مبيّنا أن “هذه النقطة لوحدها يمكن أن تُحدث المفاجأة، مادام أن هذه الحكومة تشكّلت نتيجة لتصويت حوالي 9 ملايين ناخب فقط، وباحتساب أصحاب الأصوات الملغاة”.

ونادى بنعبد الله الدولةَ، ممثلة في وزارة الداخلية، لـ”إيجاد وسيلة للحد من استعمال المال في الانتخابات، لكن على ما يبدو لا توجد إرادة لديها”، موضحا أنه “إنْ لم يتحقق ذلك، فإن الحلّ المقترح هو دخول فئات جديدة المجال السياسي بالقوّة، بغرض تغيير وجه الانتخابات بالمغرب، وقلبِه رأسا على عقب”.

وتعجّب المسؤول الأول بـ”حزب الكتاب” لـ “وجود من يقولون اليوم بأن واحدا منهم (يقصد أحزاب الأغلبية الحكومية) سيترأس حكومة المونديال”، متابعا: “دْغْيَا نقزوا لما بعد سنة 2026 ويحاولون اللعب على نبرة المنتخب الوطني المغربي”، وفق تعبيره.

وفي مقابل ذلك، أورد المتحدث أن “المشاركة السياسية لدى الشباب يجب أن تكون استراتيجية، في ظل وجود سخطٍ داخل هذه الأوساط الشابة، ليكون بذلك التحدي القائم في هذا الإطار هو إحداث مصالحة بين الطرفين”.

ملتمس الرقابة

خلال اللقاء الذي جمعه بشباب يمثلون جمعيات مختلفة (النخبة المغربية للقادة الشباب، جمعية الشباب المغاربة بتولوز…)، توقّف نبيل بنعبد الله مليّاً عند معطى فشل “ملتمس الرقابة”، الذي كانت تتهيأ أحزاب المعارضة للتقدّم به ضد الحكومة بغرض إثارة مسؤوليتها السياسية. وقد أكد في هذا الصدد أن ذلك “لا يعطي صورة جيدة عن العمل السياسي، وذلك بعدما كنا نريد لحظةً سياسية بامتياز”.

وقال المسؤول الحزبي نفسه إن “هذا الأمر لا يساهم في زرع روح الثقة. ولذلك، آن الأوان لإدخال أناس أنقياء إلى المجال السياسي، وليس من لديهم مصلحة سياسية أو حزبية”، موضحا أن “بعض الأطراف أعطت الأهمية للربح السياسي الصغير، في وقت قدمنا من داخل الحزب تنازلات في هذا الجانب، وذلك حتى تنجح المبادرة”.

وذكر في هذا السياق أن “هذه المبادرة كانت ستكتمل خلال السنة الماضية، قبل أن يتبين لنا أنهم كانوا يتفاوضون بنا” (في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية)، لافتا إلى أنه “ظهر لنا خلال المبادرة الأخيرة أن هناك شِي حاجة تتوجدْ لسنة 2026″، وفق تعبيره.