عروض “نوستالجيا” تستكشف عمق فاس

تستضيف مدينة فاس، من 11 إلى 15 يونيو الجاري، النسخة الثانية من تظاهرة “نوستالجيا”، المنظمة من لدن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بساحة باب المكينة تحت شعار “عاطفة الأمس، فاس بوابة السماء”.
ويأتي تنظيم هذه التظاهرة الثقافية الكبرى بعد النجاح اللافت الذي عرفته نسخها السابقة في مدن طنجة وشفشاون والرباط والدار البيضاء ومراكش وأكادير والعيون، حيث استقطبت جمهورا غفيرا وخلقت أجواء تفاعلية جمعت بين الأصالة والإبداع.
وسيعرف برنامج العاصمة العلمية تقديم ثلاثة عروض مسرحية وفنية يوميا، على الساعة الثامنة والتاسعة والعاشرة ليلا، في تجربة فنية غامرة تمزج بين الفنون التشكيلية والأزياء التقليدية والموسيقى الشعبية والسوق التقليدية، في فضاء مفتوح ينبض بروح التراث المغربي الأصيل.
المخرج المسرحي أمين ناسور، الأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط، قال إن مشروع “نوستالجيا” يهدف إلى إعادة الاعتبار للمآثر التاريخية والتعريف بها لدى الناشئة والزوار المغاربة والأجانب.
وأفاد ناسور، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن كل عرض يُختتم بتجسيد رمزي للحضارة العلوية التي لا تزال ممتدة في التاريخ والمكان.
وأكد الأستاذ بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي أن التظاهرة تخلق فرص شغل مهمة، حيث يشارك فيها أزيد من 350 فنانا وتقنيا ومهنيا، مبرزا أنها تندرج ضمن منظور السياحة الثقافية وتساهم في تعزيز الصناعات الثقافية كرافعة للتنمية المستدامة ذات الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية.
من جهته، قال محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، إن هذه المبادرة تندرج في إطار تفعيل الرؤية الملكية السامية الرامية إلى النهوض بقطاع الثقافة بالمملكة، لافتا إلى أن التظاهرة تسعى إلى إحياء وتثمين المآثر التاريخية من خلال الفن المسرحي.
وأبرز بنسعيد، في تصريح سابق أدلى به للجريدة، أن هذه الفعاليات تساهم في إشعاع التراث الوطني عبر مختلف ربوع المملكة.
وأفاد الوزير الوصي على قطاع الثقافة بأن النسخة الأولى، التي انطلقت في يوليوز 2023 من الموقع الأثري شالة بالرباط، استقطبت حوالي 20 ألف زائر، وشهدت عروضا فنية تحاكي الحضارات التي تعاقبت على الموقع.
وتشكل عروض “نوستالجيا” موعدا ثقافيا يتضمن عروضا مسرحية وفنية، تهدف إلى التعريف بالحضارات التي عمرت المواقع الأثرية المغربية خلال القرون الماضية وتقدم رحلة ممتعة في عمق التاريخ المغربي لاستكشاف التراث الثقافي الذي يزخر به المغرب وإعادة الاعتبار له.