260 قتيلاً وناجٍ واحد فقط في حادث تحطم الطائرة الهندية

260 قتيلاً وناجٍ واحد فقط في حادث تحطم الطائرة الهندية

تحطّمت طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية “اير انديا” كانت متجهة إلى لندن وعلى متنها 242 من الركاب والطاقم، فوق منطقة سكنية في مدينة أحمد أباد بغرب الهند الخميس، ما أسفر عن سقوط 260 قتيلا ونجاة واحد من ركابها.

وقال مفوض الشرطة فيدي تشوداري مساء الخميس إن “حصيلة تحطم الطائرة حتى الآن هي 260 قتيلا”، ما يرجح أن يكون 19 بينهم من المقيمين في مكان الكارثة قرب مطار أحمد أباد.

وشاهد مراسل لفرانس برس أشخاصا ينتشلون جثثا وعناصر إطفاء يعملون وسط الحطام المتفحم للطائرة من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر التي سقطت على مبان تضم مساكن لأطباء وعائلاتهم ظهرا.

وأعرب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عن “الصدمة والحزن إزاء المأساة… المفجعة بشكل لا يوصف” في أحمد أباد.

وقال مسؤول الصحة بالولاية دانانجاي دويفيدي لوكالة فرانس برس إنه “تم تأكيد نجاة شخص واحد” جرى تقديم الرعاية الطبية له في المستشفى.

وشاهد مراسل فرانس برس جزءا من الطائرة ومبنى تشتعل فيه النيران وسط تصاعد الدخان الأسود الكثيف.

وقال أحد الأطباء ويدعى كريشنا إن “نصف الطائرة تحطم في المبنى السكني حيث يقيم أطباء وعائلاتهم”.

وأوضح أن “مقدمة الطائرة والعجلتين الأماميتين سقطتا على مبنى المقصف حيث كان طلاب يتناولون الغداء”.

وشاهد كريشنا “قرابة 15 إلى 20 جثة محترقة” فيما قام مع زملاء له بانقاذ نحو 15 طالب طب .

وأفادت هيئة الطيران المدني الهندية بأن “242 شخصا كانوا في الطائرة” بينهم طياران و10 من أفراد الطاقم.

وأوضحت شركة الخطوط الهندية أن 169 راكبا هنديا و53 بريطانيا وسبعة برتغاليين وكندي كانوا في الطائرة المتجهة إلى مطار غاتويك في لندن.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن “المشاهد الواردة لطائرة كانت متوجهة إلى لندن تحمل العديد من المواطنين البريطانيين والتي تحطمت في مدينة أحمد أباد الهندية مدمّرة”.

– حادث “مروع” –

وعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديم المساعدة للهند عقب الحادث “المروع”، قائلا للصحافيين في البيت الأبيض “أبلغتهم أننا سنكون هناك بشكل فوري (…) للقيام بأي أمر باستطاعتنا فعله”.

ووجّهت الطائرة نداء استغاثة إلى برج المراقبة، بحسب هيئة الطيران المدني الهندية التي أشارت إلى أنها “تحطّمت مباشرة بعد إقلاعها” خارج المطار.

وتعد مدينة أحمد أباد في ولاية غوجارات، نحو ثمانية ملايين نسمة وتحيط بمطارها مناطق سكنية مكتظة.

وقالت بونام باتني من سكان المدينة لفرانس برس “عندما وصلنا إلى الموقع، شاهدنا العديد من الجثث وكان عناصر الإطفاء يقومون بإخماد النيران” مضيفة أن”العديد من الجثث كانت محترقة”.

وشاهد مراسل لفرانس برس مسعفين يستخدمون عربة لنقل الجثث إلى سيارة إسعاف على مقربة من حطام محترق.

وتحطمت الطائرة في منطقة بين مستشفى أحمد أباد المدني وحي غودا كامب.

وأُغلق المطار، على ما أعلنت الشركة المشغلة للمرفق مع تعليق كل الرحلات “حتى إشعار آخر”.

وأكدت بوينغ أنها “على تواصل مع الخطوط الهندية فيما يتعلق بالرحلة 171 وتقف على أهبة الاستعداد لدعمها”.

وأعلنت وكالتا التحقيق في حوادث الطيران في بريطانيا والولايات المتحدة أنهما سترسلان فرقا لدعم نظيرتيهما الهندية.

وأعلن رئيس شركة “إير إنديا” ناتاراجان تشانراسيكاران تفعيل مركز للطوارئ وإنشاء فريق دعم للعائلات التي تسعى للحصول على معلومات.

وعرضت مجموعة تاتا، مالكة “اير انديا”، مساعدة مالية قدرها 10 ملايين روبية (117 ألف دولار) “لأسرة كل شخص فقد حياته في هذه المأساة”، كما وعدت بتغطية النفقات الطبية للمصابين.

وشهدت الهند سلسلة حوادث طيران قاتلة على مر السنوات بما في ذلك كارثة وقعت عام 1996 عندما اصطدمت طائرتان في الجو فوق نيودلهي، ما أسفر عن مقتل نحو 350 شخصا.

وفي 2010، تحطّمت طائرة تابعة لشركة “إير إنديا إكسبرس” واندلعت فيها النيران في مطار مانغالور في جنوب غرب الهند، ما أسفر عن مقتل 158 من ركابها وأفراد طاقمها.

واعتبر خبراء أنه من السابق لأوانه التكهن بشأن سبب تحطم الطائرة الخميس.

وقال جيسون نايت، المحاضر في هندسة الميكانيك بجامعة بورتسموث إنه “من غير المرجح إلى حد كبير أن تكون الطائرة ذات وزن زائد أو تحمل كمية كبيرة من الوقود”.

أضاف أن “الطائرة مصممة لتكون قادرة على التحليق بمحرك واحد، لذا فإن السبب الأكثر ترجيحا للتحطم هو عطل في المحركين. والسبب الأكثر ترجيحا لعطل المحركين هو اصطدام بطيور”.

وشهد قطاع الطيران الهندي ازدهارا في السنوات الأخيرة إذ وصف المدير العام لاتحاد النقل الجوي “إياتا” ويلي والش الشهر الماضي هذا النمو بأنه “مذهل”.

وبفضل نمو اقتصادها، باتت الهند وسكانها البالغ عددهم 1,4 مليار نسمة رابع أكبر سوق طيران في العالم سواء داخليا أو دوليا، فيما تتوقع “إياتا” أن تصعد إلى المرتبة الثالثة خلال عقد.

وبلغت حركة ركاب الطيران الداخلي عتبة جديدة العام الماضي لتتجاوز 500 ألف راكب في يوم واحد، بحسب وزارة الطيران المدني الهندية.