باكور وزان تتألق في عالم الفواكه الموسمية

باكور وزان تتألق في عالم الفواكه الموسمية

يتداول سكان إقليم وزان مقولة شعبية مأثورة تنبض بروح المكان والزمان “اللي ما زار وزان فموسم الباكور.. راه يمكن يكون مات”. وتلخص هذه العبارة بالتعبير الدارج المتداول مكانة “الباكور الوزانية” في الذاكرة الجمعية والثقافية التي تبشر بموسم اجتماعي وثقافي موسوم بالخير والوفرة ويختصر علاقة الإنسان بالمكان والتراب وبالإرث الروحي الذي يختزنه الإقليم الجبلي.

أنواع متعددة

متجذرة في التربة الخصبة، تنتصب شجرة التين شامخة على مساحة شاسعة بإقليم وزان، مشكلة مصدر عيش عشرات العائلات والأسر الذين الشجرة المباركة، مساهمة في بروز رواج وإقبال لافت على هذه الفاكهة المباركة.

ويتميز الإقليم الجبلي بتنوع أصناف التين المثمر، كما تنتج بعض الأشجار نوعين من الثمار “الباكور” و”الكرموس” التي تحتاج إلى “التطعيم” بما يعرف محليا بـ “الدكار”، وهي ثمار تين برية غير صالحة للأكل؛ لكنها ضرورية لإخصاب أشجار التين وإنتاج ثمار حلوة المذاق وعالية الجودة.

ويبلغ الإنتاج السنوي من ثمار التين بوزان والنواحي، وفق محمد الغواسلي، المدير الإقليمي للفلاحة بوزان، ما بين 4500 و6000 طن، موزعا على أصناف عديدة تختلف تسمياتها من منطقة إلى أخرى، ذكر منها “القوطي الأبيض” و”المساري” و”عنق الحمام”، إلى جانب “الورنيسكي” و”العسال” و”لمبضار” و”الغاني” الذي يعد من أجود الأنواع.

وإذا كانت ساكنة المدن والحواضر الكبرى تتفاوض على سعر وثمن الكيلوغرام الواحد، فإن لساكنة دار الضمانة والنواحي مكيالات خاصة بها (الصندوق والسطل)، ويحافظ التين الوزاني على مكانته بين أفضل المنتجات المحلية، لما يتميز به من خلو تام من المبيدات والمواد الكيميائية، فضلا عن نكهته الفريدة وجودته العالية؛ ما يجعله محط إقبال عشاق الفاكهة من مختلف مناطق المملكة.

سفيرة الفواكه الموسمية

تطل “الباكور الوزانية” في موسم قصير يحول إقليم وزان إلى قبلة لعشاق التين المبارك الذي بات يتسيد عرش موائد المغاربة كسفيرة الفواكه الموسمية المغربية، من الجبل إلى المدن، ومن الأسواق إلى المعارض الوطنية والدولية.

وفي هذا الصدد، قال محمد الغواسلي، في تصريح لجريدة هسبريس، إن المساحة المغروسة بأشجار التين بإقليم وزان تغطي حوالي 3500 هكتار، مع وجود مساحات إضافية في طور الإنجاز في إطار تنزيل استراتيجية “الجيل الأخضر، مضيفا أنه خلال السنة الجارية تم غرس ما يقارب 200 هكتار جديدة.

وأشار المسؤول الإقليمي ذاته إلى توزيع أكثر من 8000 شتلة من أشجار التين ضمن برنامج التخفيف من آثار الحرائق التي عرفها الإقليم خلال صيف 2022. ومن المرتقب أن يشهد الموسم المقبل، ابتداء من شتنبر 2025، غرس 200 هكتار إضافية.

أما الإنتاج السنوي، فيتراوح بين 4500 و6000 طن. وتعد أصناف “القوطي الأبيض” و”الغدان” و”الغاني” المشهور بإنتاج أجود أنواع “الباكور” المنتشر بصفة خاصة في منطقتي أسجن ومصمودة. كما تزرع بالإقليم أصناف أخرى مثل: “المساري”، و”الورنيكسي”، و”عنق الحمام”، و”العسال، أورد المتحدث ذاته.

وشدد المدير الإقليمي للفلاحة بإقليم وزان على أنه في إطار تثمين منتوج التين يتوفر هذا الإقليم حاليا على ثلاث وحدات عصرية مجهزة بمجففات هجينة تعمل بالنظامين الشمسي والكهربائي (séchoirs hybrides)، حاصلة على شواهد السلامة الصحية.

وأبرز الغواسلي أن هذه الوحدات تسيرها تعاونيات فلاحية استفادت من دورات تكوينية ومواكبة تقنية، إضافة إلى تزويدها بالمعدات اللازمة وأدوات مراقبة الجودة والصناديق البلاستيكية الخاصة بالتلفيف، مع المشاركة في معارض وطنية ودولية للتعريف بالمنتوج، مستحضرا ترميز هذا المنتوج بالبيان الجغرافي المحمي “التين الجاف القوطي الأبيض وزان”؛ ما يعد اعترافا رسميا بجودته وتميزه وفرادته.

وختم تصريحه بالتأكيد على أن “الباكور” يعد من أشهر منتجات التين في الإقليم، إذ على الرغم من قصر فترة إنتاجه وارتباط جودته بشكل كبير بالظروف المناخية ودرجات الحرارة فإن تسويق هذه الفاكهة يتم على نطاق واسع في عدد من المدن المغربية انطلاقا من إقليم وزان.