خبراء يشددون على حق المملكة في حماية مجالها الجوي من الاختراقات

جفرا نيوز –
أكد مختصون عسكريون وسياسيون أن سماء المملكة لن تكون مسرحا للعمليات العسكرية، ولن يسمح بتعريض أمنها واستقرارها وسيادتها الوطنية على أرضها وأجوائها ومياهها الإقليمية لأي خطر.
وشددوا، في حديثهم، على أن مرتبات القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قادرون، بكل بسالة وكفاءة واقتدار، على منع أي محاولة قد يقدم عليها أي طرف في المنطقة، دون تعريض سلامة المواطنين والمناطق السكنية والمأهولة للخطر.
وأشاروا إلى أن التصدي لأي محاولة لاختراق الأجواء الأردنية سيتم التعامل معها فورا، وأن أجهزة الدفاع الجوي ستكون على أتم الجاهزية لاعتراض أي طائرات مسيرة أو صواريخ تنتهك المجال الجوي للمملكة.
وأكدوا أهمية تعزيز الوعي المجتمعي وتفعيل دور المؤسسات الرسمية والإعلامية لمواجهة الشائعات.
وأكد الفريق الركن المتقاعد علي الخالدي، أن السيادة الوطنية على الأرض والأجواء والمياه الإقليمية هي حق وواجب مقدس، يتصدى له نشامى القوات المسلحة بكل بسالة واقتدار، حفاظا على سلامة المواطنين والمناطق السكنية، مشددا على أن أي محاولة لاختراق الأجواء الأردنية ستواجه بحزم، وأن الدفاعات الجوية ستكون لها بالمرصاد.
وأضاف: «الأردن لن يسمح لأي جهة كانت بتعريض أمنه وسلامة شعبه لأي خطر، وسيتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية أمنه وسيادته.»
وأعرب عن ثقته واعتزازه بالموقف الأردني الرسمي حيال ما تشهده المنطقة من أحداث مؤسفة، مؤكدا رفض المملكة لأي محاولة من أي طرف للتعدي على سيادتها أو استخدام أجوائها لزيادة التوتر في المنطقة.
بدورها، لفتت الباحثة في الشؤون السياسية والقانونية، الدكتورة دانييلا القرعان، إلى الدور الدبلوماسي الكبير الذي يقوده جلالة الملك عبد الله الثاني، مشيرة إلى الجهود التي يبذلها الأردن دائما لوقف التصعيد وإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة، ومنع جرها إلى حرب إقليمية، وذلك من خلال العمل على وقف الحرب على قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، ووقف الاعتداءات على الفلسطينيين.
وأشارت إلى حق المملكة السيادي والقانوني، وفقا للأعراف والتشريعات الدولية والدبلوماسية، في حماية سيادتها الوطنية من أي انتهاك خارجي.
وأضافت أن الإجراءات التي يتخذها الأردن لحماية أجوائه وسلامة مواطنيه لا تتعارض مع دعمه الكبير والثابت، بقيادة جلالة الملك، للقضية الفلسطينية منذ بداية الحرب على غزة.
وتابعت: «الموقف الأردني واضح في التأكيد على حياد الأجواء الأردنية، وعدم السماح بأن تكون سماء المملكة مسرحا للعمليات العسكرية أو ساحة للتصعيد، بما قد يعرض أمنه واستقراره للخطر.»
ولفتت إلى أن رسالة المملكة في هذه المرحلة تركز على أولوية تحقيق الأمن والسلام، وإقامة السلام العادل والشامل، إلى جانب ضرورة الوقف الفوري للحرب في غزة وإنهاء معاناة الفلسطينيين هناك.
وعلى صعيد متصل، قال الخبير العسكري الأردني العميد المتقاعد من سلاح الجوي الأردني عادل بني عيسى، إن تصدي الدفاعات الجوية الأردنية لتلك الأجسام يؤكد الجاهزية العالية للقوات المسلحة الأردنية، ويعكس سياسة أمنية واضحة قائمة على الحياد النشط وحماية السيادة الوطنية دون الانجرار وراء الاستقطابات الإقليمية.
وأوضح أن الأردن يمتلك منظومة رادارية متقدمة تغطي مختلف الاتجاهات، وهو قادر على رصد واعتراض أي تهديد جوي محتمل والتصدي للأجسام الطائرة دون خسائر يدل على دقة الاشتباك والانضباط العالي لدى القوات.
وأشار إلى أن القرار الأردني بمنع استخدام المجال الجوي من قبل أي طرف في النزاع يعكس الحكمة السياسية والحرص على عدم تعريض أمن المملكة ومواطنيها للخطر ويأتي هذا الموقف الأردني في إطار سياسة الحياد الإقليمي التي تنتهجها المملكة، حيث تسعى إلى تجنيب نفسها الانخراط في الصراعات الإقليمية، خاصة تلك التي تشهد تصعيدًا خطيرًا كما هو الحال في المواجهة الأخيرة بين طهران وتل أبيب.
وأشاد بالأداء الاحترافي للقوات المسلحة، قائلًا:ما قامت به القوات المسلحة، وخصوصًا سلاح الدفاع الجوي، يُعد نموذجًا في الجاهزية والاحتراف لقد تعاملوا مع الأهداف الجوية بدقة وسرعة، مما منع أي تهديد على أراضي المملكة.
ولفت بني عيسى، إلى أن الجيش أثبت مرة أخرى أنه يتمتع بكفاءة قتالية عالية، وقدرة كبيرة على إدارة الأزمات والمواقف الطارئة، وهو ما يعكس التدريب المتقدم والانضباط الكبير داخل مؤسساتنا العسكرية والتأكيد أن القرار الأردني بمنع استخدام مجاله الجوي من قبل المتنازعين ينسجم تمامًا مع السياسة الأردنية الثابتة لافتآ ان هذا القرار يؤكد تمسك الأردن بسيادته، ورفضه التام لتحويل أراضيه أو أجوائه إلى ساحة مواجهة بين أطراف خارجية و إنه موقف سيادي وسياسي حكيم، يعكس التوازن الذي تنتهجه القيادة الأردنية.
من جهته، قال عميد كلية الإعلام في جامعة الزرقاء، الدكتور أمجد صفوري، إن الحروب بشكل عام تؤثر بشكل مباشر على تماسك النسيج الاجتماعي، مؤكدًا أن تبعاتها لا تقتصر على الخسائر المادية والبشرية، بل تمتد إلى زعزعة الثقة وتفكيك الروابط.
وأوضح صفوري لـ«$»، أن هذه الأوضاع توجد بيئة خصبة لانتشار الشائعات وتضليل الرأي العام، لا سيما في ظل الاستخدام المكثف لوسائل التواصل، التي باتت لدى البعض منصات لتأجيج الخوف والانقسام بدل أن تكون أدوات توعية وتماسك.
وشدد على أن الوعي المجتمعي هو الحصن الأول في مواجهة الفوضى، داعيًا إلى تضافر الجهود بين المواطن والمؤسسات الرسمية، محذرًا من أن السلوكيات الفردية غير المسؤولة قد تتحول إلى شرارات لأزمات تمس الأمن المجتمعي بأكمله.
وفيما يخص دور الإعلام، أكد صفوري، أنه يجب أن يتحلى بالمسؤولية الوطنية، من خلال الالتزام بالموضوعية وتجنب الإثارة، واعتماد المصادر الرسمية في نقل المعلومات.
كما دعا إلى إطلاق حملات توعية لتعزيز ثقافة الالتزام بالتعليمات والأنظمة، مؤكدًا أن تلك التعليمات ليست مجرد إجراءات أمنية، بل تمثل خارطة طريق لحماية المجتمع.
وأضاف أن نقل معلومات غير دقيقة في أوقات الأزمات لا يُعد مجرد خطأ، بل قد يؤدي إلى نتائج كارثية كإثارة الذعر أو تقويض الأمن الوطني، محذرًا من بعض المنصات غير الموثوقة التي تستغل اللحظات الحرجة لبث الفوضى وزعزعة ثقة المواطنين بمؤسساتهم.
وشدد إن المرحلة الحالية تتطلب موقفًا وطنيًا موحدًا، وإعلامًا مسؤولًا، ومجتمعًا واعيًا، يلتزم بالتعليمات لا عن خوف، بل عن قناعة بأن الحفاظ على الوطن يبدأ من احترام النظام والتمسك بالوحدة الداخلية.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الالمانية الدكتور بدر الماضي، إن ما يجري حاليًا في الشرق الأوسط يترك آثارًا اجتماعية عميقة على المجتمعات المحلية، سواء في الدول المنخرطة في النزاع أو تلك المتأثرة بتداعياته، مشيرًا إلى أن هذه المرحلة تستدعي تحركًا عاجلًا لتعزيز الوعي بين مختلف الفئات.
وأشار إلى ضرورة تفعيل دور القادة الاجتماعيين والنشطاء السياسيين في تقوية اللحمة المجتمعية وبناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات الرسمية. مؤكدًا أن الشعب يثق بهذه المؤسسات، ما يتطلب منه الالتزام والانضباط في التعاطي مع المستجدات.
وأكد أهمية الإعلام الحديث في نقل الرسائل التوعوية، وضرورة تجاوز الإعلام التقليدي لصالح منصات التواصل التي تصل مباشرة إلى الفئات العمرية الشابة، مشددًا على أهمية الاعتماد على إعلاميين مؤثرين ونشطاء موثوقين للمساهمة في مكافحة الشائعات، ونقل رسائل واضحة تدعم المصلحة العامة.
الرأي