«التأمل» و«القوات المسلحة» و«الانتفاضة».. ثلاثي يعكس رواية الوطن

«التأمل» و«القوات المسلحة» و«الانتفاضة».. ثلاثي يعكس رواية الوطن

جفرا نيوز –
ثلاث محطات تاريخية لا تزال تشكّل مرتكزات صلبة لهوية الدولة الأردنية، وسرديتها الوطنية، ومنظومة القيم التي تأسست عليها. ففي ذكرى الثورة العربية الكبرى، وعيد الجلوس الملكي، ويوم الجيش، يجد الأردنيون أنفسهم أمام ثلاثية مترابطة لا تروي تاريخًا فحسب، بل ترسم ملامح الحاضر وتفتح أفق المستقبل، وتؤكد أن الأردن لم يكن يوماً طارئاً على الجغرافيا أو عابراً في الزمن.

يضيء هذا الملحق، عبر استطلاعات رأي نخبة من الخبراء والمختصين، وتقارير ميدانية ومعلوماتية وإحصائية، على أهمية هذه المناسبات في سياقها الوطني العام، وفي وجدان الأردنيين الذين يرون فيها معاني البدايات، وجذور الشرعية، ومضامين التضحية، ومواصلة البناء.

إذ شكلت الثورة العربية الكبرى، بما حملته من مبادئ النهضة والوحدة والحرية، نقطة الانطلاق الأولى نحو تشكّل الدولة الأردنية الحديثة، وكانت النواة التي وُلد منها الجيش العربي، المؤسسة التي حملت المشروع الوطني على أكتافها، وساهمت في ترسيخ السيادة وصون الكرامة.

ويوم الجيش، ليس مناسبةً عسكرية فحسب، بل هو استعادة لمسيرة تكامل مؤسسات الوطن، وتجسيد لرؤية القيادة الهاشمية في استكمال مقومات الاستقلال، وبناء مؤسسة عسكرية مهنية ذات عقيدة وطنية وعربية، ارتبطت بالناس وحملت همّ الوطن والدفاع عن قضاياه العادلة، مثلما ارتبطت بعناوين التنمية والاستقرار والسلام وبالجهد الإنساني والطبي في الكثير من بقاع الدنيا.

أما عيد الجلوس الملكي، فهو يمثل حلقة وصل حية بين الشرعية التاريخية الهاشمية وبين الدولة الأردنية المعاصرة، إذ حمل الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية عام 1999 إرث الثورة وأمانة الشهداء، وسار على نهج الآباء والأجداد في بناء دولة المؤسسات، وتعزيز مناعة الاقتصاد، والانفتاح على العالم، والالتفاف حول الجيش، والدفع بالإصلاح المتدرج ضمن سياق يحافظ على الاستقرار ويعزز العدالة، في موازاة خطاب سياسي رصين وعقلاني نال احتراماً دولياً واسعاً حيال العديد من القضايا، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي شكلت ثابتاً من ثوابت السياسة الأردنية لعقود في دعمها للحق الفلسطيني، ومناداتها بوقف الحرب الظالمة التي تشن على قطاع غزة.

تُظهر مواد هذا الملحق كيف تتقاطع هذه المناسبات الثلاث في وجدان الأردنيين، لا بوصفها تواريخ للاحتفال، بل كمحطات جامعة تستدعي التأمل والفخر، وتلهم الأجيال الجديدة بقيم العمل والانتماء والإنجاز، وتعيد التذكير بأن ما تحقق لم يكن صدفة، بل حصيلة لتضحيات رجال، وإصرار قيادة، وثقة شعب.