لبنان يبتعد عن الصراع واستمرار التواصل بين الجيش وحزب الله

لبنان يبتعد عن الصراع واستمرار التواصل بين الجيش وحزب الله

طغى موضوع العدوان الإسرائيلي على إيران والرد الإيراني على مجمل الاهتمام الخارجي والداخلي، فيما سيطرت حالة من الترقب والحذر وحبس الأنفاس على المشهد الداخلي في ظل مخاوف من تداعيات الحرب على لبنان، إلا أن مصادر مطلعة استبعدت اندلاع الجبهة اللبنانية مع إسرائيل في الوقت الحاضر، لأسباب متعددة، موضحة أن حزب الله لن يقوم بعمل عسكري ضد إسرائيل دعماً لإيران وأن العدو الإسرائيلي بدوره لن يفتح جبهة ثانية ضد لبنان.
وكتبت” الاخبار” : الحرب الإسرائيلية على إيران فتحت الأسئلة من جديد حول مدى تأثّر لبنان بانعكاساتها، ولا سيما احتمال انخراط حزب الله في الرّد على إسرائيل من الأراضي اللبنانية، الذي حاولت الجهات السياسية التقصّي عنه.
الأسئلة التي وجدت بيروت نفسها في قلبها، مع بدء العدو تنفيذ تهديداته بضرب إيران فجر يوم أمس، رست على أن الجواب متوقّف على «حجم الرّد الإيراني الذي سيُحدّد مآلات الحدث، وما يُمكن أن تنجرّ إليه المنطقة، خصوصاً إذا قرّرت إيران أن يكون الرّد تناسبياً».
ومع ذلك، استنفرت الدولة اللبنانية بكل أجهزتها، فيما لم يحمِل أول تعليق لحزب الله على الاعتداءات أي إشارة إلى عزمه حالياً على مساندة إيران، مُكتفياً بالإدانة وتأكيد «تضامنه الكامل مع الجمهورية الإسلامية في إيران قيادةً وشعباً في مواجهة هذا الاعتداء الخطير». كما أكّد أن «مثل هذه الاعتداءات لن تضعف إيران، بل ستزيدها قوةً وصلابةً في مواجهة الأخطار، وإصراراً على الدفاع عن سيادتها وأمنها»، مشيراً إلى أن ما حصل هو «تصعيد خطير في مسار التفلّت الصهيونيّ من كلّ الضوابط والقواعد، بغطاء ورعاية أميركييْن كامليْن».
وقد لاحظ من تواصل مع الحزب من مُقرّبين اعتماده سياسة الصمت حيال كيفية تعامله مع الموقف، بينما علمت «الأخبار» أن تواصلاً حصل بين حزب الله وقيادة الجيش اللبناني لمواكبة التطورات، دون معرفة ما جرى أو ما اتُّفق عليه، وما إذا كان الحزب قد قدّم أي موقف حاسم في هذا الشأن.

وكتبت” الشرق الاوسط”: أبلغت رئاسة الحكومة «حزب الله»، عبر قيادة الجيش، بقرار «حازم وحاسم» بأنه لا حاجة لتوريط لبنان، ولا حاجة للردّ أو الانخراط في المستجدات الأخيرة، وذلك حفاظاً على الاستقرار في البلاد، وفق ما أكدت مصادر حكومية ». وأضافت المصادر أن «الدولة اللبنانية تدين الهجوم لكنها في الوقت عينه ترفض توريط لبنان وهو ما تمّ إبلاغه بشكل مباشر عبر الجيش، لقيادة الحزب»، لافتة إلى أن «المؤشرات حتى الآن تعكس التزاماً من الحزب بهذا القرار». وأعلن مصدر مقرب من «حزب الله» أنه «إذا تعرض لبنان لأي هجوم فالدولة مسؤولة، وما يحصل بين إسرائيل وإيران شأن دولي ولن نتدخل فيه».

وكتبت” الديار”:كشفت معلومات بان السفيرة الاميركية في بيروت نقلت الى المسؤولين اللبنانيين انذارا واضحا، بان اسرائيل سترد بشكل عنيف وتدميري اذا اطلق اي صاروخ من جنوب لبنان باتجاه اسرائيل، وكشفت معلومات عن اتصالات بين الجيش اللبناني وحزب الله الذي اكد للجيش،ان الحزب لن يطلق اي صاروخ.

وذكرت مصادر حكومية لـ«اللواء» ان الرئيس سلام طلب من قائد الجيش العماد رودولف هيكل «إبلاغ حزب الله بأن لبنان على اعلى مستوياته الرسمية أدان العدوان الإسرائيلي على ايران، لكنه يدعو الى عدم الرد من لبنان ولن يسمح بإدخال البلاد في مواجهة او حرب جديدة مع اسرائيل. وأن الجيش اللبناني هو الذي يتواصل مع المعنيين لمنع اي عدوان على لبنان في اطار التمسك بالثوابت اللبنانية، والحكومة تؤكد أن قرار الحرب والسلم بيد الدولة».
ووفق مصادر رسمية لـ”البناء” فإن لبنان ينأى بنفسه عن ما يحصل من تبادل ضربات بين إيران وإسرائيل وهو بطبيعة الحال يقف مع إيران وهي صديقة للبنان ويدين العدوان الإسرائيلي عليها، لكنه لن يتدخل أو يدخل في سياسة المحاور، وهو عانى ما عاناه من الحرب الأخيرة وظروفه لا تسمح بالدخول في حرب جديدة، وبالتالي حزب الله حريص على حماية لبنان من نار الصراع في المنطقة ويحترم قرار الدولة وهو جزء من الدولة وقرارها.
وشدّدت المصادر على أن لبنان ملتزم بتطبيق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار والجيش يقوم بتنفيذ التزامات لبنان وفق القرارات الدولية بخاصة في جنوب الليطاني، وبالتالي لا خطر من اشتعال الجبهة الجنوبية على نطاق واسع، إلا من الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على لبنان والتي يعمل لبنان مع لجنة الإشراف الدولية والأميركيين والفرنسيين وبعض الدول العربية المؤثرة الى وقف الخروق والانسحاب من الجنوب وبدء مسار الحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله حول حصرية السلاح واستراتيجية الأمن الوطني.

وذكرت “نداء الوطن” أن اللجنة الخماسية التي تشرف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، نصحت لبنان بوضع جدول زمني لتسليم السلاح لتفادي الأسوأ، وأبلغته أن المجتمع الدولي لن يغض النظر عن هذا الموضوع، فباتخاذ لبنان خطوات عملية مطلوبة منه يستطيع إبعاد شبح الحرب لأن إسرائيل مصرة على إنهاء كل تهديد يطالها، في حين أن أحد شروط المجتمع الدولي لمساعدة لبنان، هو بسط سلطة الدولة وجمع كل السلاح غير الشرعي.

وأوضحت مصادر رسمية أن لبنان أجرى اتصالات بجهات خارجية من أجل إبعاد شبح الحرب، وتركزت مع واشنطن وباريس، وتم الاتفاق على حياد لبنان. من جهة ثانية أعطت السلطة السياسية الضوء الأخضر للقوى العسكرية وخصوصاً في الجنوب، وتم رفع التأهب إلى الحالة القصوى تحسباً لأي رد من أذرع إيران في حين تم التواصل مع “حزب الله” من أجل عدم دخوله المعركة وكان رده إيجابياً.

وأتت هذه الرسائل بإشراف مباشر من شخصيات رفيعة في الدولة، بالتوازي مع تنسيق دولي وإقليمي لضمان عدم انزلاق الجبهة اللبنانية إلى دوامة النار المفتوحة. ووفق المصادر، فإن لبنان الرسمي يعتبر أن الانخراط في هذه المواجهة الكبرى لا يُجدي سوى في إلحاق الضرر المباشر به، ما يجعل من التحييد واجباً وطنياً وليس خياراً سياسياً.
اضافت” نداء الوطن”: “حزب الله” تلقى نصائح مباشرة وتحذيرات واضحة من مستويات لبنانية رسمية وأمنية بارزة، شددت على ضرورة ضبط النفس وعدم القيام بأي تحرك عسكري من الأراضي اللبنانية، لما لذلك من تداعيات كارثية على لبنان في حال قررت إسرائيل الرد المباشر.
أكدت المصادر المطلعة أن التحذيرات التي تلقاها لبنان لم تقتصر على “حزب الله” فقط، بل طالت أيضاً الفصائل الفلسطينية الحليفة له، ولا سيما حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، حيث تم إبلاغ قياداتهما بعبارات لا تحتمل التأويل أن أي تحرك عسكري من الجنوب اللبناني، سواء عبر الصواريخ أو أي تحرك ذي طابع عسكري، سيُواجَه بموقف لبناني صارم جداً وغير مسبوق، يتضمن اتخاذ قرارات سياسية وأمنية غير متوقعة على الإطلاق.

وتكشف المعطيات أن هذه الرسائل نُقلت بأكثر من قناة، أبرزها كما أكدت مصادر سياسية متابعة قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي تواصل مع “حزب الله”، بعد الضربة الإسرائيلية على إيران، وأبلغه بضرورة تحييد لبنان وعدم الانجرار إلى مواجهة جديدة، لأن هذه الحرب ليست حربنا، داعياً إياه إلى الالتزام بالقرار الرسمي الذي يؤكد أنّ قرار الحرب والسلم بيد الدولة.