الرّاعي: كم من الثروات تُنفق بحرية على الأسلحة والتجهيزات العسكرية بينما الملايين من الناس يموتون من الجوع؟

الرّاعي: كم من الثروات تُنفق بحرية على الأسلحة والتجهيزات العسكرية بينما الملايين من الناس يموتون من الجوع؟

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس ختام أعمال سينودس الكنيسة المارونية في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور باولو بورجيا ومطارنة الطائفة في لبنان وبلدان الانتشار. 
بعد الإنجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعد اختتام السينودس، قال فيها: “نختتم أعمال هذا السينودس المقدس بأهم ما يعطينا الرب يسوع،يعطينا سلامه مؤكدا:” سلامي استودعكم،سلامي اعطيكم”،هذا السلام هو يسوع نفسه. في ليتورجيا القداس،نقول “السلام لجميعكم” قبل قراءة الإنجيل  ثم في النافور قبل كل بركة للدلالة أن السلام هو شخص المسيح،كما هو في ليتورجيا القداس باللاذقية حيث يقول الكاهن:”الرب معكم”. في أسبوع الرياضة السابق للسينودس عشنا سلام المسيح وتقبلناه،ونحمله إلى ابراشياتنا ،سلاما روحيا،وسلاما اجتماعيا،وسلاما اقتصاديا،سلاما مرتكز على ركائزه الاربعة: العدالة والحقيقة والحرية والمحبة، (البابا يوحنا ٢٣: السلام في الارض).ولا يغيب عن بالنا أن هذا السلام هو شخص المسيح. الذي ينبغي أن نعكسه بالمسلك والقول والعمل. نعود إلى ابرشياتنا حاملين سلام المسيح لشعبنا،كسفراء المسيح للمصالحة بين المتخاصمين،ولبناء السلام في القلوب والعائلات وبين الشعوب،نعيشه عدالة بين الناس،ونعلنه حقيقة نتعلمها من الروح القدس،ونمارس حرية أبناء الله،ونعيش كما احبنا المسيح. وكم يؤلمنا ان هذا  السلام غائب عن أفكار وقلوب ونوايا رؤساء الدول القادرة،كما هي حال الحرب الضروس المدمرة بين إسرائيل وغزة،وبين إسرائيل وإيران. وكم من الأموال الطائلة تصرف بسخاء على السلاح والتسلح، بينما ملايين من الشعوب يموتون جوعا،وملايين آخرين يهجرون من بيوتهم  فاقدين جنى أعمارهم، ويعيشون في العراء بدون مال وثياب وغذاء”.

وتابع: “إن هذه الحرب وسواها مثل بين روسيا واوكرانيا وغيرها هي وصمة عار على جبين هذا الجيل. إلى من يقول السيد المسيح:” سلامي استودعكم، سلامي اعطيكم”،يقول لكل إنسان، يقول لكل مسؤول،يقوله لعظماء الدول،فلنصل لكي يصل صوت المسيح إلى كل إنسان حيث لأن في سلام المسيح كل خير ونعمة وبركة.فكلمة سلام تعني جميع عطايا الله”.