قداس الشكر لرابطة كاريتاس لبنان – منطقة طرابلس في كنيسة مار مارون

احتفلت رابطة كاريتاس لبنان – اقليم طرابلس بقداس الشكر، في كنيسة مار مارون في طرابلس، ترأس الذبيحة الالهية رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف بمشاركة رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، عاونه الخوراسقف نبيه معوض ومرشد كاريتاس الاب مرشد الشويري، بحضور رئيس مؤسسة سابا زريق الثقافية الدكتور سابا زريق، رئيسة اقليم كاريتاس طرابلس ارلان ميشال ابي صعب علم، رئيسة فرع طرابلس للصليب الاحمر مهى قرحاني زغلول، الى جانب حشد كبير من الفاعليات وممثلين عن الجمعيات ومؤمنين، وخدم القداس كورال مار مارون.
استهل المطران سويف عظته بالترحيب بالمشاركين بالقداس، وقال:” في أحد الثالوث الأقدس، وبعد أحد العنصرة، يحتفل المؤمنون بظهور الله الواحد بثلاثة أقانيم: الآب والابن والروح القدس. وبهذه المناسبة، توجّه راعي الأبرشية بكلمة روحية إلى الحاضرين في قداس كاريتاس طرابلس، مستهلاً بالتأكيد على أن حلول الروح القدس بألسنة نار هو دخولٌ إلهي إلى قلب الإنسان، يطهره وينقيه ويجدده، كما تصهر النار المعدن فيزداد صفاءً” .
أضاف: “الروح القدس هو الذي ينقل الإنسان من إنسانية مشوهة إلى إنسانية يسوع المسيح. الإنسان الذي يظن نفسه محور الكون، يأتي الروح ليذكره بأنه لا يملك شيئًا إلا بقدر اتحاده بابن الإنسان يسوع، الذي جاء ليحقق مشروع الآب الخلاصي” .
وتابع: “الثالوث الأقدس لا يعني ثلاثة آلهة، بل إلهًا واحدًا ظهر في التاريخ بصورة الآب الذي أحب أبناءه، وبالابن الذي خرج من الآب، وبالروح المنبثق من الآب والمعطى لنا بقيامة المسيح. لذلك، في سر المعمودية نقول: ‘أعمدك باسم الآب والابن والروح القدس’، أي باسم الحب الإلهي الكامل” .
وأكد أن “معرفة الله ليست علمًا ولا تفكيرًا ذهنيًا، بل علاقة حب. “فقط عندما نعيش هذه العلاقة، نبدأ نعرف الله ونشعر به. وعندما نصل إلى هذه المعرفة، نصبح نحن أنفسنا كاريتاس – أي تجسيدًا لمحبة الله” .
وفي هذا السياق، نوه بالدور الفاعل لكاريتاس طرابلس، قائلاً إنها تتميز برسالة خاصة، مستعرضًا مشروع “فرصة” في منطقة أبي سمراء، الذي يعنى بمرافقة الشباب المتألمين من الإدمان، والذي أقيم بالتعاون مع دار الفتوى. وقال: “هؤلاء الشباب تعافوا لأنهم وجدوا من يحبهم، بعد أن كانوا ضحايا الإهمال والعنف في بيوتهم. عندما تغيب المحبة، يولد الجرح، وتتوالد الأزمات” .
وتابع: “الإدمان ليس فقط بسبب غياب الشغل أو البيئة أو الدولة، بل لأنهم لم يجدوا من يسمعهم. كاريتاس ليست مجرد جمعية تُوزّع المساعدات، بل دعوة إلى اللقاء مع الإنسان، إلى الإصغاء والاحترام والتقدير، لأن الإنسان محبوب من الله” .
وختم سويف بالدعاء أن “يجدد الرب حياتنا بنعمة الثالوث الأقدس، وأن تبقى كاريتاس منارة للمحبة، وعلامة حية لحضور الله المتجسد في عالمنا.” داعيًا إلى أن “تكون ذكرى هذا العيد المبارك فرصة سنوية لتجديد الالتزام برسالة الحب والخدمة، حيث “حتى فلس الأرملة، إن أُعطي بمحبة، هو أعظم تقدمة يُقدمها الإنسان للرب ولأخيه الإنسان” .