من حماس إلى حزب الله: كيف ساهم تفكيك التشكيلات الوكيلة في تمهيد الطريق للهجوم الإسرائيلي على إيران

ذكر موقع “الإمارات 24″، أنّ الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران شهد تطوراً غير مسبوق في صراع طويل امتد لعقود، ويبدو أنه جاء تتويجاً لسلسلة من الضربات المتتابعة التي استهدفت وكلاء طهران في المنطقة منذ هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 تشرين الأول 2023.
وفي هذا الإطار، قال جيسون بيرك، مراسل الأمن الدولي لدى صحيفة “الغارديان”، في تحليل في موقع الصحيفة البريطانية: وفرت هذه الضربات، التي أضعفت القوة الإقليمية الإيرانية بشكل تدريجي، لإسرائيل مساحة مناورة عسكرية لم تكن متاحة من قبل، مما سمح لها بشنّ هجوم مباشر على الأراضي الإيرانية، في تطور نوعي خطير في مسار الصراع.
الضربة الأولى.. غزة وحماس
انطلقت السلسلة بهجوم إسرائيلي مدمر على قطاع غزة أسفر عن إستشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين. وعلى الرغم من فداحة الخسائر الإنسانية، فإن الحملة نجحت عسكرياً في إضعاف “حماس” إلى درجة لم تعد تشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل. وباعتبار أن “حماس” أحد أضلاع “محور المقاومة” الذي شكّلته إيران من وكلاء إقليميين بهدف ردع إسرائيل وحماية برنامجها النووي، فإن هذه الضربة كانت بداية الانهيار.
دمشق وطهران.. كسر الحاجز
في نيسان من العام الماضي، قصفت إسرائيل مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، وقتلت سبعة أشخاص. وردّت طهران بهجوم مباشر هو الأول من نوعه، عبر وابل من الطائرات المسيّرة التي لم تُحدث أثراً يذكر. ومع أن النزاع بين الطرفين كان يُدار عبر وكلاء وعمليات سرية واغتيالات، فإن هذا الحدث نقل المواجهة إلى العلن.
بعد إضعاف “حماس”، تحولت إسرائيل إلى استهداف “حزب الله” في لبنان، والذي يُعدّ أقوى وكلاء إيران. في أيلول، أزالت إسرائيل القيادة العليا للحزب، ودمرت الجزء الأكبر من ترسانته الصاروخية.
وحاولت إيران الرد مجدداً، لكن هجومها الجوي كان ضعيفاً. أما إسرائيل، فقد ردّت بغارات جوية دمّرت أجزاء واسعة من منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، وهو ما مهد لهجوم يوم الجمعة الواسع.
سقوط دمشق.. انهيار المحور
أدى ضعف “حزب الله” إلى عدم قدرته على حماية نظام بشار الأسد في سوريا، وهو حليف إستراتيجي لإيران، حين شنّت المعارضة هجوماً كبيراً. وفي كانون الأول 2024، سقط نظام الأسد، منهياً عقوداً من التحالف الإيراني السوري، وكاشفاً ضعف الوكلاء الإيرانيين في سوريا. كما جعلت هذه التطورات الأجواء أكثر انفتاحاً أمام الطائرات الحربية الإسرائيلية للوصول إلى أهداف داخل إيران.
الوكلاء يتراجعون.. الحوثيون وحدهم في الميدان
في ظل تردد الفصائل المدعومة من إيران في سوريا والعراق عن تنفيذ تهديداتها ضدّ إسرائيل، بقي الحوثيون في اليمن الطرف الوحيد من “محور المقاومة” المنخرط فعلياً في المواجهة. لكن صواريخهم التي استهدفت تل أبيب لم تلحق ضرراً استراتيجياً يذكر.
بحلول ربيع هذا العام، بدا أن خيار المرشد الإيراني علي خامنئي بالاعتماد على الوكلاء لحماية أمن إيران كان خطأً استراتيجياً جسيماً. وبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يبحث عن “نافذة فرص” عابرة، يستعد للهجوم الذي طالما حلم به.
إسرائيل تتحرك.. ضربات إلى قلب النظام
رغم تأخر الهجوم عن موعده المفترض في نيسان، فإن انتهاء مهلة التفاوض المحددة من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمحددة بستين يوماً للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني عجلت بالتنفيذ.