لبنان في مركز ليزيو: قديسو الوطن المتألم يغرسون الإيمان في العالم

لطالما كانت القديسة تريزيا الطفل يسوع رمزًا للبساطة والقوة الروحية، وقد حملت ذخائرها في زيارات مختلفة إلى لبنان، لا سيما في مئوية إعلان قداستها، حيث نقلت رسالة سلام وتجديد روحي.واليوم، تستمر هذه العلاقة عبر “كابيلا لبنان”، التي تظل شاهدًا على التفاعل الثقافي والديني بين الشرق والغرب، مؤكدة أن الإيمان لا يعرف حدودًا، وأن الروابط الروحية أقوى من المسافات الجغرافية.
في قلب بازيليك القديسة تريزيا الطفل يسوع في ليزيو بفرنسا، ينبض حضور لبنان بروحانيته العريقة وقداسته المنتشرة في ارجاء العالم. تجسّد “كابيلا لبنان”، التي دشنت عام 2016، الرابط العميق بين لبنان وهذه القديسة التي ألهمت العالم ببساطتها وإيمانها العميق، وتشكل تعبيرا عن ارتباط هذا البلد الصغير التاريخي والروحي بهذه القديسة الفرنسية التي تحمل رسالة حب وتواضع.
تم تصميم “كابيلا لبنان” في محترف الفنان رودي رحمة، حيث تجسد منحوتتان من الرخام وجوه قديسي لبنان الخمسة: شربل مخلوف، نعمة الله الحرديني، رفقا الريّس، إسطفان نعمة، والأب يعقوب الكبوشي. تتوسطهم أرزة لبنان، التي تضم ذخائر هؤلاء القديسين، في إشارة إلى عمق الإيمان والتاريخ المشترك بين البلدين. وقد كتب على الأرزة عبارة “أرز الرب أرز لبنان”، تعبيرًا عن القوة الروحية التي تجمع اللبنانيين بتراثهم الديني العريق.
دُشنت الكابيلا في 8 أيار 2016، بمباركة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وبحضور المتبرعين الذين ساهموا في تحقيق هذا المشروع، إضافة إلى أكثر من ألفي لبناني قدموا من مختلف أنحاء العالم. هذه المبادرة لم تكن مجرد بناء ديني، بل كانت تجسيدًا لحب اللبنانيين لتراثهم وقديسيهم، ورسالة رجاء وسط التحديات التي تواجه بلدهم.
كابيلا لبنان في ليزيو تمثل رمزًا روحيًا يعكس عمق الإيمان والتاريخ اللبناني ورسالة عن ان لبنان يبقى نموذجًا فريدًا في الشرق الأوسط للحوار بين الأديان والثقافات، ودعوة للتأمل في رسالة القديسة تريزيا، التي ألهمت الكثيرين بالإيمان العميق والمحبة الصادقة، ومنارة روحية تجمع المؤمنين على قيم السلام والمحبة.