أهمها رد فعل على الاجتماع.. ما الذي يكمن خلف ضربة الضاحية؟

أهمها رد فعل على الاجتماع.. ما الذي يكمن خلف ضربة الضاحية؟

بعيداً عن الطابع العسكري الذي أحاط بالهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، الخميس الماضي، تظهرُ رسائل سياسية أخرى أرادت إسرائيل إطلاقها باتجاهين، الأول دولي ويرتبط بوضعية “حزب الله” والثاني نحو الداخل اللبناني.

 

على الصعيد الدولي، تظهر بوادر واضحة وعلنية أن علاقة “حزب الله” مع أطراف خارجية وازنة ما زالت قائمة، والدليل على ذلك هو الاجتماع الذي عُقد قبل أيام بين مسؤول وحدة التنسيق والإرتباط وفيق صفا ومُنسقة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت.

 

الإجتماع الذي أزعج إسرائيل أعطى ذريعة للأخيرة للذهاب نحو تصعيد عسكري جديد، وتقولُ مصادر عسكرية لـ”لبنان24″ إنَّ “تل أبيب تريد إعادة “حزب الله” إلى المربع الذي تريده هي، والقول مُجدداً إلى أن الأخير يتحرك بشكل مستمرّ لتأهيل نفسه وتقوية ذراعه العسكري، وبالتالي يجب تحجيمه وقطع طرق الإمداد إليه وضرب مصانعه بدلاً من إعطائه حيزاً من الاعتراف الدولي”.

 

في المقابل، فإنَّ إسرائيل اتجهت أكثر نحو إحراج الولايات المتحدة في تعاطي الأخيرة مع لبنان، ذلك أنَّ واشنطن تتحدث عن الحفاظ على استقرار البلاد، بينما إسرائيل تتحرك بمفردها انطلاقاً من قاعدة إحباط مساعي الحزب للنهوض مُجدداً، وبالتالي تعكير الاستقرار الأمني والسياسي.

 

وتلفت المصادر إلى أنَّ أميركا قد تكون منحت إسرائيل الضوء الأخضر لإسرائيل لشنّ الضربة بهدف توجيه رسالتين: الأولى وهي أنَّ أميركا تود إبلاغ لبنان عبر الأطر العسكرية، بأن إسرائيل لن تقبلَ بتاتاً باستمرار نشاط “حزب الله”، ولهذا السبب يجب المسارعة أكثر في الضغط باتجاه تسليمه سلاحه. أما الرسالة الثانية فهي باتجاه إسرائيل للقول لها إنّ إحباط “الحزب” لن يكون بحرب شاملة جديدة، ذلك أن هذا الأمر، وفي حال حصوله، سيزيد من تعقيد الصراع في المنطقة.

 

وفي ما خص الرسائل الإسرائيلية باتجاه الداخل اللبناني، فإن وراءها هدفا سياسيا – عسكري . في بادئ الأمر، يتضح تماماً، وفق المصادر، أن إسرائيل تحاول الضغط على البيئة الداخلية اللبنانية من خلال الضربات من أجل تحريك الشارع ضد “حزب الله”. في لحظة من اللحظات، فإن هذا الأمر لن يتحقق إطلاقاً، ومن تصدّى لهذا الأمر هو الخطاب الرسمي اللبناني عبر الرئاسات الـ3 التي استوعبت مضمون التحريض الإسرائيلي، وذهبت باتجاه استنكار ما حصل، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية لجم إسرائيل فوراً كونها المُعتدي فيما لبنان هو المُعتدى عليه.

 

عسكرياً، فإن إسرائيل تسعى إلى فرض معادلة “تسخين” الوضع كلما وجدت أنَّ “الحزب” يتنامى، ما يعني، وفق المصادر، أنَّ الأمور على هذا المنوال ستطول إلا في حال الذهاب نحو تسوية شاملة، ما يعني أنَّ الهجمات الإسرائيلية على لبنان لن تتوقف، ذلك أن تل أبيب ترى أنها تحتاج للحفاظ على نتائج الحرب التي خاضتها ضد لبنان مؤخراً، وبالتالي استمرار الهجوم على “الحزب” ظناً منها إنه سيسلم بقرار تسليم السلاح تحت النار.

 

 

 


مواضيع ذات صلة