عون يلتقي الملك عبدالله اليوم ووزير الخارجية السوري يصل إلى بيروت

عون يلتقي الملك عبدالله اليوم ووزير الخارجية السوري يصل إلى بيروت

تعود الحركة الرسمية والسياسية الى طبيعتها بعد عطلة عيد الاضحى المبارك، واول غيثها، مغادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اليوم بيروت إلى عمان في زيارة رسمية إلى المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.هي الاخيرة له حتى الان من ضمن جولاته العربية لشكر قادتها على دعم لبنان. وستكون الزيارة مناسبة للتشاور في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى عرض التطورات الإقليمية الراهنة.

وذكرت «اللواء» ان الرئيس سيثير موضوع استئناف مشروع جر الكهرباء من الاردن والغاز من مصر عبر الاردن وسوريا، وموضوع دعم الاردن للجيش الذي سبق ووعد به الملك عبد الله خلال لقائه بالرئيس عون في قمة القاهرة.
ويرافق رئيس الجمهورية وفد رسمي يضم وزير الخارجية يوسف رجي والمستشارين وينضم له القائم بأعمال السفارة اللبنانية في عمان جورج فاضل وتستمر زيارته ساعات ويعود بعد الظهر الى بيروت.
 وبعد زيارة عون يغادر رئيس الحكومة نواف سلام الى نيويورك الاثنين المقبل لتمثيل لبنان في مؤتمر «حل الدولتين» الذي ترعاه منظمة الامم المتحدة واعدت له كل من المملكة العربية السعودية وفرنسا في اطار مسعى الدولتين لوقف الصراع والحرب على غزة.
في المقابل، بدأ الترقّب للزيارة المُفترضة لوزير الخارجية السورية أسعد الشيباني إلى بيروت خلال الفترة المقبلة، وسط أجواء بأنه سيأتي مع وفد حكومي وإداري، في أول زيارة لمسؤول سوري على هذا المستوى منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 كانون الأول العام الماضي.
وكتبت” الاخبار”: الأسئلة بدأت تتوالى عن الملفات التي سيحملها الوزير السوري معه، وما يُمكِن أن تنتهي إليه، ذلك أن المحادثات الأمنية التي جمعت وزير الدفاع ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة في الرياض برعاية سعودية، لم تُترجم بشكل جدّي حتى الآن. ويُتوقع أن تسمح زيارة الشيباني بتوضيح الصورة بشكل أكبر، سيما أنها تأتي بعدَ قول الرئيس السوري أحمد الشرع إن «لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركين».
وفضّلت أوساط رسمية لبنانية وضع الزيارة في إطار الإجراء الطبيعي والروتيني، خصوصاً أنها تأتي بعدَ الزيارات التي قامَ بها مسؤولون لبنانيون إلى سوريا وعلى رأسهم رئيس الحكومة نواف سلام. وكانَ لا بدّ لسوريا أن تتعامل بالمثل وأن ترسِل وفداً على مستوى رفيع لردّ الزيارة بالمعنى السياسي والبحث في العلاقات الثنائية والتشاور في نقاط عالقة تعني البلدين.
لكنّ مصادر متابعة للملف الإقليمي تقول إن الزيارة تنطوي على أبعاد مختلفة، منها أنها تستهدِف استكمال الحوار الذي بدأ مع الرئيس سلام، ولا سيما في الملف القضائي الخاص بالموقوفين في سجون لبنان، حيث تطالب السلطات السورية بالإفراج عنهم، أو تسليمها من يُفترض به متابعة حكمه في سوريا. كذلك اهتمام دمشق بملف ترسيم الحدود البرية المشتركة وضبطها، إضافة إلى الملف الفلسطيني الذي تعتبر سوريا نفسها معنية به في لبنان. وقالت المصادر إن «سوريا بدأت تبحث في تعيين سفير جديد لها في لبنان، وإن الشيباني سيتحدّث في هذا الأمر مع المسؤولين اللبنانيين».
أما في ما يتعلق بموضوع النازحين السوريين في لبنان، فإن نظرة دمشق لم تتغير، حيث تعتبر أن الدولة السورية غير قادرة على استعادتهم، خصوصاً أنها عاجزة عن تأمين المعيشة لهم، كما أنها غير قادرة على التجاوب مع الخطة التي كشف عنها الوزير طارق متري وقال إنها ستُعرض قريباً على مجلس الوزراء لإقرارها.
لكنّ الملف الأهم، يبدو أنه يتعلق بمزارع شبعا المحتلة، إذ يتردّد في الآونة الأخيرة على مسامع المسؤولين اللبنانيين عن نية سوريا الإعلان أنها أراضٍ سوريّة، ما قد يفتح نزاعاً بين البلدين، برغم أن جهات لبنانية كثيرة، لا تمانع في اعتبار هذه الأراضي سوريّة، لأن في ذلك ما يعطّل حجة المقاومة بالعمل على تحريرها.
وقالت المصادر إن «ملف شبعا نوقش سابقاً في الزيارات التي قام بها مسؤولون لبنانيون إلى سوريا، وإن الجانب السوري تحدّث عن عملية مقايضة تقوم على تنازل سوري في الحدود الشرقية لمناطق متاخمة للقلمون الغربي من بينها بلدات شيعية داخل الأراضي السورية مقابل تثبيت شبعا حتى تكون جزءاً من مرتفعات الجولان، وهذا التبادل هو بسبب الوثاثق التي تؤكد أن المزارع هي جزء من قضاء حاصبيا».
أما عن الشق الآخر من الزيارة، فهو يتعلق بالتموضع الجديد لسوريا. وتشير مصادر مطّلعة إلى أن «القيادة السعودية طلبت إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للمملكة تفويضها بالملفين السوري واللبناني، على أن تكون هي عرّابة التفاهم لحكومة البلدين ومرجعيتهما السنّية».
وتقول المصادر إن «الرياض حالياً لديها نفوذ لا يستهان به في سوريا، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالملف اللبناني، حيث يتصرف معها المسؤولون السوريون كمرجعية، وهي من يحدد جدول الأعمال السوري المرتبط في لبنان».
اضافت ” الاخبار”: يتردّد أن زيارة أخرى لا تقلّ أهمية، قد تحصل إلى لبنان قريباً، حيث يجري الحديث عن احتمال قيام السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك بزيارة إلى لبنان، وأن الموفدة مورغان أورتاغوس قد ترافقه كآخر زيارة لها إلى لبنان.
وإذ تؤكد مصادر متابعة أن باراك سيزور لبنان نهاية الشهر الجاري، لكنّ لبنان لم يتبلّغ حتى الآن أي مواعيد رسمية، مشيرة إلى أن «الأجواء التي تسبق الزيارة، تشير إلى موقف أميركي سلبي من أداء الدولة اللبنانية تجاه حزب الله، خصوصاً أن التصور الأميركي كان يعتبر أن الدولة ستقوم بالعديد من الإجراءات في وقت سريع وهذا ما لم يحصل».